على من تتلو مزاميرك يا داوود، نحن لم نشتم فخامة الرئيس ولا أحد منا باشر بالحديث المزعج عن المشير، ولا نتمنى لفخامته السيئات، ولا يمكن إنكار الانجازات، ولم ننس الإصلاحات التي حققها، لكن ..آه من لكن.. فلكل رئيس دولة أو ملك أو أمير أو شيخ حتى الإنسان البسيط سلبيات وايجابيات، لسنا بملائكة إننا بشر بداخلنا الملاك والشيطان.. نصيب ونخطئ.. كما لا ننكر الانجازات التي حققتها الحكومة سواء الأولى أو الثانية، لا تجريح لكل عصر حكومة ورجال، وأنا لست مع الحراك ولا الانفصال.
نحن الآن في صدد التغيير والتغيير العملي وليس النظري، تصحيح الأوضاع، يجب على الحكومة فتح آفاق التغيير والتجديد، والتسامح، الشعب يناشد التغيير والإصلاح، بدون دماء وشهداء.. لقد ورثنا وطن غال مقدس، يدرك المفكرون والمصلحون، اليمنيون بجميع طبقاتهم وفئاتهم، بأنه لو أردنا إسقاط نظام سوف يسقط الشعب أولاً، بدأتها تونس بإحراق مواطن وهي دولة واحدة وتلتها مصر بثورة شبابية وهي أيضاً دولة واحدة، أما اليمن كانت شمالاً وجنوباً وبحمد الله توحدنا، لو فكرنا بالثورة وإسقاط النظام سيكثرون الذئاب المتوحشة ويكون التفكك المرير والشعب سوف يدفع فاتورة هذا الاحتراق، سنكون دروعاً بشرية للحاضرين والغائبين، سنكون حماية فقط لمناصبهم وثروتهم.. لا دماراً لليمن، لا قسمة ولا تقسيم، يكفينا الهرج والمرج، لأن الحرب هذه المرة سيكون ثمنها غالٍ بالدم.. لا تدمير، لا قتل، لا دماء ولا إقصاء، احذروا ذئاب التآمر.
نحن مع العقل لا مع الجنون، عندما نقول التغيير.. يعني التغيير وليس التفكيك، الإصلاح لا الخراب، نريد القضاء على الفساد الذي حل في أرضنا ويجب استئصال كل فاسد أثيم، والقضاء على البطالة التي هي مفسدة للحياة وقاتلة للمجتمع، ومهلكة للمال العام.. الأولون اقسموا لنا على تنمية وتطوير الوطن وخدمة المواطن، وأعطوا موافقتهم في تحمل مسؤولية الأمانة -أمانة شعب.. للأسف أصبحوا عائمين على السطح ( كزيت وماء هم الزيت ونحن الماء) يطفون فوق ونغوص تحت.
سيادة الرئيس: أنتم وعدتم بالتغيير والإصلاح, ومعاقبة المفسدين إليكم الآتي:
* لا نريد أن يذهب الأصلع ويأتي الأقـرع.
* لا نريد أن يذهب المحسن ويأتي المسيء.
* لا نريد حكومة تقول ولا تفعل، وغير قادرة على إحداث تغيير.
* لا نريد استبدال مرض بمرض، ولا مصيبة بمصيبة أكبر.
* لا نريد أن تهبط علينا الأيام ونحن في انتظار التغيير.
* لا نريد تجرع مرارة الطلوع إلى صنعاء من أجل توقيع مسؤول غير موجود، والجيب مثل منخله مديون لجار أو صديق.
* لا نريد طفيليين يوهموننا بأن العمل معهم سيكون مستقيما وبدونهم سيكون الخراب.
نـريد أن تبحث عن الحق بين الرجال الذين يستحقون أن نطلق عليهم رجال مواقف، لا رجال مراسلة، يجب الحسم الجاد مع جماعات الارتزاق، أو توطين أنفسهم بما تحتاج فقط.. نريد رجالاً يتحملون مسؤولية الحق، حق المساواة بيننا وبينهم في المتابعة داخل عدن.. فانا لست مضطرة للسفر لصنعاء لتوقيع أو طلب ختم، أو لمتابعة معاملة، أريد أن اذهب إلى صنعاء وأنا مبتسمة للزيارة والسياحة والتعرف على معالم بلدي الغالي، ولا متهجمة عابسة، العن هذا واشتم ذاك، أنتم لا تدركون معنى كلمة (أطلع صنعاء) والمتابعة.. والمواطن لا يجد قوت يومه أو ما يسد رمقه، نريد أن يكون هناك توازناً في المعاملات، العدل والمساواة في توزيع المناصب والإدارات، وتصحيح مسار المواطن، إنها أولى المشاكل، الإصلاح الحكومي والإصلاح داخل المؤسسات الحكومية وإيجاد فرص عمل للجميع.. نريد كلمة صادقة ولا كلمة للمضغ السريع وبعدها سوء هضم .
المواطن يا سادة يا كرام يعيش في مجتمع انتشرت فيه الرشوة والفساد والمحسوبية والتمييز بين المواطنين، والبطالة والمخدرات والمنشطات، والاغتصاب وخطف وتفشي الأمراض السرطانية والأوبئة الغريبة، واحتلال اللاجئين لأماكن من حق المواطن، تزايد عدد المغادرين إلى خارج الوطن بحثاً عن لقمة العيش.
لا نـريد الإطلالة السعيدة علينا وصب الوعود والكلام المعسول المتكرر في الأذان، ولا تمطرونا بالحديث المستقبلي المشرق نريد الإسراع كسرعة فهد في الحلول، في النهاية "لا يعلم الغيب وما في النفوس إلا الله سبحانه وتعالى".
د/ الهام باشراحيل
مزامير داوود وقادتها وسبها ونعتها بكل الألفاظ والتمنيات السيئة 2072