إرحموا عزيز قوم ذل!:
من ينظر للأمس القريب يتعجب من حال الشعوب وصمتها وذلها لعقود طويلة من الزمن وعدم تجرؤها على قول كلمة الحق أو طلب إنصاف للحقوق وإرجاع للمظالم.
ولا يصدق أنها التي تنقلب على زعيمها الظالم وعلى نظام الاحتكار والظلم والإنفراد بخيرات الوطن وعيشة الرفاهية، " حينما تسقط الناقة تكثر سكاكينها " وحينما يسقط زعيم ما يتنكر له كل من كان حوله من بطانته الفاسدة ومناصريه على ظلمه وجبروته ويحملها وحده على رأسه وعلى نفسها جنت براقش.. "فلو كان عادلا" قائماً بواجباته نحو شعبه لما حدث شيء من ذلك..
محزن أمره وهو يلفظ آخر أنفاس هيمنته وهو يراها تتلاشى أمام ناظريه.. أراهن على أنه أصعب موقف يمر به شخص ما عندما يتجرد من سلطته على ما كان يمتلكه وما كان عليه الآمر الناهي وفجأة و في غمضة عين يضيع كل شيء ويصبح ضعيفاً مختبئاً مهزوماً لا حول له ولا قوة ، ناهيك عن حساب رب العالمين يوم القيامة لأنه أهمل رعيته الذي هو مسؤول عنهم.
"لو دامت لغيرك ما وصلت لك":
لم يعمل حساباً أبداً لهذا اليوم، ولم يدرك أن الأيام دوال بين الناس، ويوم لك ويوم عليك، وأتذكر هنا قصة الأميرة أنطوانيت - ملكة فرنسا (المدللة) - والتي رغم طيبة قلبها ورقتها وحب الشعب لها إلا أنهم لم يرحموها كما لم ترحم جوعهم ولم يكن إهمالها لمطالب الشعب خبثاً منها أو ظلماً؛ بل جهلا، ولامبالاة، وانشغالها بحياتها الخاصة، فقاموا بثورة عارمة أدت في النهاية إلى إسقاط حكمها و إعدامها وأسرتها بـ(المقصلة) بلا رحمة..!
"للصبر حدود":
والآن تتكرر المأساة ولا يتعلم الزعماء أن للصبر حدود ونحن لا نطالب بصدقة منهم أو إشفاق علينا من أموالهم ولكننا نطالب بحقوقنا، بكنوز وخيرات أرضنا المروية بدم الشهداء، ولا يضيع حق وراءه مُطالب.
وبعد الذي رأيناه وسمعناه وما زلنا، سؤال يطرح نفسه: من منكم يريد أن يصبح زعيماً؟!..
همسة أنثى:
رفقًاً بِيْ يَا أقدَارِيْ..
لا تَطهِيْ لَحمِيْ بِبهارْ الوَجعْ..
فَقدْ سَبقَ واحتَرقتْ.. حَتى فاحتْ مِنِيْ رائحة آلْفُراقْ!
لا تَجعلِينِيْ شُؤمْ لِـ نَفسِيْ ..
كُلمَا عَكَستْ الْمِرآةْ صُورتِيْ .. أرانِيْ مُلطخَهْ بِالدمعْ!
وإنْ كُنتُ أبتَسمْ .. إلا أنْ حَتىْ مِرآتِي تَرفُضُ مَلامحْ الْفَرحِ عَلىْ مُحيايْ!
أدْرِكُ.. أدرِكُ جيداً دًروسكَ يا قدرْ.. وَأقدِرهَا..!
وَلِكنْ ألا تَرىْ أنِيْ وصلتُ مَرحَلهْ .. أصِيغ فِيهَا نَظرِياتُ عَنْ الْحُزنْ .. وَقوانِينْ الإفتِقآدْ
وَلَـ رُبمآ إنْ جَمعتنِيْ لَأكُونْ أقوىْ الْكُتبْ فِيْ فَلْسفهْ الوَجعْ..!
ألمْ يَحنْ أنْ أتَعلمْ دَرسْ "كَيفَ أبتسم؟".
ملاك عبدالله
من يريد أن يصبح زعيماً؟! 1963