عقل ومنطق:
لا تزال هناك الكثير من الفروقات بين الشعبين اليمني والمصري، كثيرة جداً هذه الفروق والتي تتجلى أكبر في مستوى الوعي الوطني وما تتطلبه الأحداث، وهنا تبرز أهمية العلم، مهما ازدادت معدلات البطالة هنا أو هناك.
بدون توقف:
لازالت المظاهرات والاعتصامات في ميدان تحرير قاهرة المعز لدين الله الفاطمي ، والتي بدأت في "25" يناير المنصرم وحتى الآن مستمرة والبشائر كل يوم تزيد بسقوط طاغية جديد كان عمره في الكرسي ثلاثين عاماً،
ويبدو أنه سيرحل من دون كلمة و"القلب داعي لك".
توقيت غير مناسب:
قد يكون توقيت يوم الغضب والذي دعت إليه المعارضة كما قيل -وأعتقد أنه لم يكن سوى مطلب شعبي من أجل الإصلاحات الداخلية.. هو أعجب وأغرب حدث حصل في دولة عربية يعيش ثلثا سكانها أو أكثر بدون وظائف
، وتكفيهم مصروف يوم وتخزينة يوم من أجل المطالبة ببقاء رموز السلطة والفساد وحتى بعض المدراء الصغار أو وكلاء معينين حديثاً، حتى وإن كانوا من أصحاب الملفات السوداء لدى الهيئة الوطنية لزراعة الفساد والجهاز
المركزي للمغالطة والمغاواة ، وكل من يتبعهم ويقودهم.. وهنا اتضح للجميع عدم صواب الرؤية التي لم تكن سوى مهرجانات فيها من الخرط والهلس على طريقة -لابد أن نحرر فلسطين والقدس- واعتقد نحن بحاجة
لتحرير الجعاشن من سلطانها والذي توارثها عن أبيه عن جده وكلهم موالون لمن سبقوهم تحت أي عهد سواءً كان كهنوتياً أو كان حتى إمامياً.
بدون تغطية:
خيبة أمل كبيرة تلقاها المواطن اليمني والذي كان يطمح لوجود وسائل إعلامية تعمل على تغطية اليوم المنشود ولكن كما هي العادة فقد خيبه قياديو المعارضة قبل أن ينصدم بحركات الأفلام الهندي وحكاية الهندي اللي عثر على
طفلة صغيرة في الشارع وقام بتربيتها وحين وصل عمرها للثمانين سنة وهي على فراش الموت اكتشف على أنها أمه ، أو على طريقة الفيلم الآخر والذي يحكي مسيرة "صدام حسين" وصراعه مع بوش وكيف أنهم يكتشفون
بنهاية الفيلم الهندي أنهم إخوان.
أصوات السكوت :
لم نكن فقط من تميزنا بأصوات السكوت في يوم 3 فبراير ، وبقدر ما كنت أتوقع أن يكون هناك اعتصامات ومطالبات سلمية على أقل تقدير بإعادة الوزير المتوكل ولو أني أعلم تمام العلم أنه سيرفض العودة حتى لو وصلوا
بـ"15" رأس بقر كما هي العادة في حياتنا ، إلا أنه سيرفض ، أو على أقل تقدير للمطالبة بمحاسبة وكلاء أمانة العاصمة والمعينين حديثاً أو على الأقل صدور قرارات براءة.. كما هو الحال في بعض المكاتب الحكومية
الخدمية في عموم محافظات الجمهورية ويكفي أن حكومتنا تقبل التوبة من العاصي من قبل أن يتقبلها الله ، بل وتعوضه عن سيئاته حسنات ، وتجعل له الدرجات العلى ، ولم يبق إلا أن يكون له الشرف الأعلى والمقام المحمود وحق
الشفاعة ، وأقرب مثال على ذلك ، لا تزال أحداث "94" في البال ولا يزال بعض الذين أطلق عليهم ألفاظاً غير لائقة وأنهم مخربون وأنهم.. وأنهم.. هم من يتمتعون بكامل الحريات والمناصب والوزارات واللجان
النائمة والصاحية والناهبة والمصرفة وكل هذا على حساب المواطن فقط لا غير.
إصلاحاتكم لكم أنتم:
لا أدري لماذا سيفرح البعض من الإصلاحات أو الرضوخ للمطالب كما قال لي أحدهم: إن الحكومة أخيرا رضخت لمطالبنا وكأنهم متقطعون أو مختطفون - يفاوضون الحكومة على مصالح شخصية وليست مطالب شعب
بأكمله- فقط مجرد خصم ضريبة الموظفين بنسبة 50% والحمد لله إحنا مش موظفين ، وإستراتيجية للمعلم وإحنا مش معلمين ، وإلغاء رسوم المتعلمين بالموازي ، والحمد لله أيضاً لسنا متعلمين لا بالموازي ولا غيره، وزيادة
في الرواتب للعسكر والموظفين أيضاً ولا زلنا كالعادة لسنا عسكر ولا موظفين.. فقط نحن مجرد مواطنين نريد أن نعمل بشيء يحفظ لنا نظافة القميص والبنطلون ليوم واحد بدون الجري في الشوارع بين الريح والغبار والبهذلة
والزحمة وبالآخر تجد العامل في الإنشاءات يعود بعشرة أو عشرين كيلو أسمنت وخلطة على ثيابه ، وقالوا إصلاحات ومطالبات.
شبابٌ معتصمون:
الشباب المصري ضربوا أروع الأمثلة في الكفاح وبالأمس كنت أسأل أحدهم وهو من المعتصمين هناك على ميدان تحرير القاهرة عن كيفية تحملهم للأكل وعلى الأقل هم مايفكروش بالقات ولازم كل واحد يروح للمقوتي حقه
ويبسر قاته، هم شباب طامح للتغيير وسيكون التغيير قريباً بإذن الله.
مرسى القلم:
حتى وإن طال سواد الدجى ** سيشع رونق الأمل لا محالة
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
بين هذا وذاك اليمن ومصر 2141