على مدى عقود من الزمن، نحن وإخواننا المسؤولين الطيبين جداً متفقين جداً جداً, ولا تسود علاقتنا أي نوع من الضغينة والحقد والعنصرية، فهم معنا حيثما نكون ويتواصلون معنا الليل والنهار العيون الساهرة لنا، ولا حاجز بيننا

وبينهم، ولكي نعيش نحن سعداء، يحرمون أنفسهم وأهلهم وأولادهم متعة العيش لكي نتمتع نحن الشعب الناكر للجميل بحياة سعيدة، نحن لسنا تونسيين لكي نبدأها بنار ولسنا مصريين لنخرج ونغضب ونثور، حياتنا أفضل منهم ومن

دول الجوار، نحن في نعيم وسعادة لهذا أطلقوا علينا اليمن السعيد.
ماذا تريدون؟.. لقد وصلوا معكم إلى ابعد الحدود، ومالهم لكم ممدود، وحققوا لكم العيش الرغيد، وجاءوا لكم بالقريب البعيد، وكرامتكم فوق كرامتهم، وبسطوا العدل والمساواة، أعطوكم التأمينات الصحية المجانية، رواتبكم في

الزيادة، والأسعار ثابتة ( في رقابة)، لا أرصدة لهم في البنوك الأوروبية ولا السويسرية، أصبحتم تتمتعون بحياة أفضل، لا بطالة شبابية، ولا احتياجات مرضية في الصحف الرسمية، السفريات والعلاجات مجانية، والعملة

اليمنية أقوى من الأجنبية والعُمانية، أرضنا واسعة وسعيدة لا تناطح فيما بينهم بالأرقام الفلكية ، لا حراسة تهين كرامتكم ولا مدراء مكاتب تمنع دخولكم ولا محسوبية ولا وساطة في الخدمة المدنية، صحيح شعب جشع هل من

مزيد.
لماذا النكران؟ وهم في فترة وجيزة استطاعوا القضاء على الظلم وإبعاد الظالمين، وفتحوا المصانع ورتبوا لشبابكم الوظائف، قضوا على البطالة، وللأجيال المستقبلية القادمة التأمين الكامل، ولا خوف عليهم لن يذوقوا الجوع والظلم،

ألا يكفيكم هذا ؟! حتى الثروة وزعوها بالتساوي، وحققوا حلم الطفولة المشردة، أي طفل يولد لديه راتب شهري حتى يبلغ أشده، والمتزوج مسكن واسع، والأعزب أرضية سكني تجاري. آه يا شعب ناكر المعروف.
لماذا الغضب ؟ الوافدون رجعوا من بلاد العربان والغربة إلى أرض الوطن، ليعطوا خيرهم لبلدهم ويعملوا في أرضهم لا اغتراب بعد اليوم، حافظوا على الكرامة اليمنية في الداخل والخارج، وابعدوا اللاجئين، وستروا المسكين،

وعادت بلاد البن واللبان والبخور، تحولت الأرض السعيدة وأهلها الطيبون إلى مبدعين وشعراء وعلماء ومخترعين، محوا الأمية بكل المدن والأرياف، واقفين مع الحق وعدموا الباطل، نصروا المظلوم واهلكوا الظالم، عطاياهم لا

يمكن عدها وحصرها، ضمائرهم معنا صاحية، الحرام حرام والحلال حلال، ماذا تريدون وطلباتكم كلها مجابة. 
 آه يا شعب ساخط! لا شيء يعجبكم عائشين الرفاهية بكل معناها، ألا تعجبكم هذه الحياة العظيمة؟، لا فاتورة كهرباء وماء تسددوها، ولا فاتورة تلفون تدفعوها، كل شيء مجاني، لماذا يزداد سخطكم للنعمة وترموها بالحجر؟،

لماذا تطفح العيوب بداخلكم من هؤلاء المسئولين؟، أعطوكم النعيم والخيرات والهبات، وتأمين الرخاء، ماذا تريدون؟.. نصيحة لكم يا شعبي أن تحفروا أخاديد وتضرموا النار، وترموا بأنفسكم لترتاحون وتريحون عندما

تصبحوا مليون.
جزاكم الله مليون خير، ونيابة عن الشعب الناكر للجميل أقول يكفيكم جهد وعناء ودمتم سالمين.. واتق شر من أحسنت إليه.