وليس غريبا حنقي وغضبي وذلك لما واجهته من ظلم وعنف وقسوة وتجاهل من المجتمع في مختلف مراحل عمري .. فعندما كنت طفلة تعرضت للتخويف والترهيب والإهمال والأعمال الشاقة التي لا تناسب عمري وحرمت من حقوقي في اللعب والغذاء والصحة .
وعندما دخلت المدرسة لم ألق الرعاية الشاملة و وسائل الترفيه والنشاطات التربوية وصقل المواهب وغرس المبادئ وفي مرحلة المراهقة لم أجد من يوجهني ويرشدني وينمي مواهبي وقدراتي الخفية ..
وفي شبابي لم أجد ما كنت أصبو إليه من شغل لوقت فراغي وبناء شخصيتي وعندما دخلت الجامعة تجرعت ألوان العذاب وأنا أواجه تكاليف الدراسة الباهظة ووسائل النقل الشاقة ، تخرجت من الجامعة ولم أجد وظيفة تحقق طموحي وترضي غروري ، ذهبت للخدمة المدنية وجدت إجراءاتهم روتينية ومملة لمن لا وساطة له ، قدمت في شركات خاصة وجدت طلباتهم تعجيزية التحقت بمدرسة أهلية رأيت طلاباً عديمي التربية أو الرغبة في التعليم ، مشيت في الشارع لاقيت مضايقات وسمعت ألفاظاً بذيئة ، وشاهدتُ ُأطفالاً عند كل برميل للقمامة متجمعين ، وفي كل خطوة أخطوها يصادفني مجموعة من المتسولين او المجانين ، ورأيت عُمال النظافة يوسخون الشارع أكثر مما هو عليه ، ذهبت لأتسوق وجدت الأسعار في ارتفاع يومي وبشكل جنوني ، وتجار لا يرحمون حال المواطنين اليمنيين عديمي الدخل ، ركبت الحافلة وجدتها أبطئ من سلحفاة "تُفرز" عند كل حارة وزقاق وتوصلني بعد فوات الأوان ، ذهبت للمستشفى أشكو من تقلصات طفيفة أرادوا أن يقطعوا زائدتي الدودية ( التي لا أملك غيرها )
أردت عمل صداقات ولم أجد إلا المصالح واللامبالاة ، أردت مشاهدة المباراة " انفطر " قلبي ،طفت الكهرباء ، فتحت شبكة الانترنت وجدت أن (السلحفاة) تتحرك أسرع ، توجهت للنوم شاهدت كوابيس مخيفة ،هذا هو لسان الحال لكل مواطن وما يعانيه الجميع نساءا ورجالا وأطفال ، وغيره الكثير والكثير.. وما خفي كان أعظم، فهل انتم مثلي حاقدون على المجتمع ؟؟!
همسة أنثى:
لستُ سوى أنثى ، تحمل في قلبها الكثير من المشاعر ، سقتها الحياة من معين التجارب، صفعتها كثيراً ..! ومع كل صفعة تثبٌ على ميلاد جديد ، أحمل في جنباتي عدداً من الأحلام لا تنتهي ، أحب كل شيء جميل ، يأسرني النقاء الساحر ، تبعثرني الطفولة براءة كانت أم شقاوة ، أهوى التفرد بكل شي والجنون في كل شيء .! أتوشح بالغموض حين يتطلب الأمر وأسير لأبحث عن حلم شرد عن موطنه ، أحيانا أجدني لا استطيع منع نفسي من دواخل الغضب ، لكن ما أن تهدأ نفسي ، وتتبعثر الحمرة من محياي ، إلا والعفو ينطلق بخفة من قلبي.
ملاك عبدالله
أنا حاقدة على المجتمع 1648