لم أتردد لحظة واحدة وأنا أستمع خطاب الوالد فخامة الرئيس -وهو يطلب العفو من أبناء الشعب اليمني إذا قصر في واجباته تجاه وطنه ومواطنيه- أن أقول فوراً سامحك الله.
فعلاً كان هذا رد فعلي الطبيعي تجاه من بذل حياته من أجل الوطن وكيف لا وأنا لم أعرف نفسي
إلا بـ"علي عبد الله صالح" وليس لي علاقة بمن سبق.. ولكني في لحظة تجلي مع نفسي خطرت بعض الأسئلة التي تدور كلها حول سبب تدهور أوضاعنا في بلدنا والرئيس صادق في كلامه وجاد في توجه نحو الإصلاح
وتذكرت أيضاً حديثه للحكومة الرابضة على قلوبنا منذ سنوات عجاف.. نعم تذكرت خطاب الرئيس فيهم وهو يقول "قليل من الكلام.. الكثير من العمل".. فهز كل الوزراء رؤوسهم وهم يصفقون ويبتسمون مرحبين
بهذا التوجيه.
وللأسف منذ ذلك التاريخ ونحن لم نجد إلا خطباء في كل الوزارات يجيدون لغة الحديث، بعيدين عن العمل ماعدا السفريات طبعاً.
وزراء يحتالون على نواب الشعب إذا تم استدعاء أحدهم إليه يغيرون الحقائق، ويضعون ردود لكل سؤال، يغيرون الواقع ويزيفون الحقائق.. فكل شيء تمام وجميل ورائع.. كل الأمور تمشي على مايرام.. كل تقارير
الوزارات تخلو من أي قصور.. وحياتنا كلها في تدهور وإلى الخلف وفي تراجع مستمر.
تمنيت على فخامة الرئيس قبل أن يطلب العفو أن يمنحنا حكومة قادرة على أن تجعل المواطن ينعم بخيرات هذا البلد، حكومة تجيد العمل لا الكلام.. على مر حياتي لم أشهد مثل هذه الحكومة التي برغم طول بقائها -عجل الله
بالزوال- ونحن من سيئ إلى أسوأ حكومة حتى في عز فشل أحداها لا تجد ذرة من حياء في مسئوليها ليعتذر.. بل يبرر فشله وكأن الموضوع لا يعنيه.
أمن غير موجود.
رياضة فاشلة .
تعليم متدهور.
صحة سيئة.
ثقافة في الحضيض.
سياحة منعدمة.
كهرباء حدث ولا حرج....الخ.
سيدي الرئيس أرجو أن نسمع أنك اقتنعت بأن التغيير أصبح ضرورة وأن حكومتك ليست تلك التي ستساعد الناس على أن يسامحوك.. فعجل بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وأرحم شعبك من الحكومة القائمة.. وشكل حتى حكومة
إنقاذ وطني وبعد الانتخابات يفعل الله ما يشاء.. والسلام ختام.
عصام محمد الخالد
حكومة إنقاذ يمنية 1687