إن نجاح العملية التربوية والتعليمية مرهون بمدى إحساس الهرم التربوي والتعليمي بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقة في تربية وتعليم الأجيال.. ومن المؤسف أن هذا الإحساس شبه مفقود عند الكثيرين وبالذات بعض
الإدارات المدرسية الفاسدة.. ومن الأسباب الجوهرية والعلامات البارزة التي تدل على فساد العملية التربوية والتعليمية في هذه المدرسة أو تلك استحوذ لمدير على كل شيء في المدرسة وكأن المدرسة ملك خاص له وبالتالي
يترك الحبل على الغارب للمقربين المتملقين ويستعرض عضلاته على من ينتقدون التصرفات الخاطئة والممارسات الغير مسؤولة التي تنعكس سلباً على مستوى التحصيل العملي والمعرفي والسلوك السلبي عند التلاميذ.
ومن المضحكات المبكيات أن بعضاً من مدراء المدارس لا يعون أهمية قيام كل مدرس بأعداد الواجبات التعليمية بذاته باعتبار ذلك عاملاً من عوامل اكتساب المهارات والشعور بالمسؤولية والواجب الملقاة على عاتقه وتفتح باب
الإتكال على الآخرين مثلاً يقوم مدير المدرسة بالاتفاق مع مدرس ومتعاقد أو بديل بعمل نتائج الامتحانات الفصلية والنسوية والشهادات كل الصفوف ويفرض على كل مدرس دفع مبلغ معين أو يتفق معهم لهذا المقاول مقابل قيامه
بذلك ويخلي بعد ذلك سبيل مربي الصفوف "الشعب" وهو لا يعلم أن هذه كارثة بل أم المصائب.
إذ بدلاً من أن يعد النتائج مربى الصفوف "الشعب" بأمانة ومسؤولية باعتبارهم المشرفين المباشرين على هذه الصفوف "الشعب" وعندهم تقييم كامل لكل طالب وطالبة يكلف بها مقاول لا يعرف شيئاً من ذلك وبالتالي قد
يحصل تلاعب وظلم وسوء تقدير يكون ضحاياه طلاب وطالبات لا ذنب لهم باعتبارهم ثمار جهد طويل لعام دراسي كامل وينعكس هذا الأسلوب الهدام أيضاً سلباً على المدرسين أنفسهم فيصبحون أتكاليين وسلبيين.. فمثلهم كمن
يزرع ويكلف غيره بالحصاد وهذا بالتالي يضرب بالعملية التربية والتعليمية عموماً، ولا يقل خطراً عن الغش فأصلهما واحد.. والطلاب والطالبات هم الضحية الأولى والمتضررون كثيراً.. وهذا بالتالي يضر بالمصلحة
الوطنية عموماً ويؤثر، سلباً على الحياة العامة للمجتمع في كل مجالات الحياة أليس كذلك!!
محمد مسعد الحابشي
من أسباب تدهور العملية التربوية والتعليمية 1712