;
د.أيمن الهاشمي
د.أيمن الهاشمي

إلى متى يبقى لبنان أسير أسلحة حزب الله؟ 2173

2011-01-26 02:22:29



إلى متى يبقى لبنان الشعب والحكومة "أسيراً" لأسلحة حزب الله الإيرانية الموجهة إلى صدور اللبنانيين وليس إلى العدو الصهيوني؟ وإلى متى يبقى لبنان "رهينة" بيد إيران تحرك صنيعتها حزب الله متى شاءت وكيفما شاءت؟
إن لبنان يشهد منذ فترة أوضاعاً متأزمة بل و"خطيرة"، وبالرغم من تعدد الوساطات من أطراف طيبة النية، إلا أن الأزمة ما زالت في تصاعد بسبب تعنت "حزب الله" المغرور بقوته وتسليحه الإيراني، والذي استغل قوته وتسليحه عندما احتل بيروت في وقت سابق إبان أزمة شبكة الإتصالات ومطار بيروت.
إن الدعوة التي تطلقها جهات وطنية وجهات عربية عديدة، محبة للبنان، بوجوب تخلي "حزب الله" عن سلاحه، بالنظر إلى المخاطر المحدقة والتي يمكن أن تترتب على إصرار الحزب على رفع السلاح بوجه الوطن، والمواطنين، ولقد سقطت إدعاءات الحزب بأن سلاحه هو للمقاومة ضد العدو الصهيوني، حيث لم يستخدم سلاح حزب الله إلا لإخافة وإرهاب اللبنانيين وليس غيرهم، فالحزب منذ سنوات لم يطلق رصاصة على الاحتلال، كما أن مهمة مقاومة الاحتلال الأجنبي في البلدان الحرة وذات السيادة، هي وظيفة الجيش الذي من مهامه الحفاظ على حدود البلاد؛ أما وجود السلاح في أيدي طائفة لها توجه سياسي محدد في بلد متعدد الطوائف فهو قنبلة موقوتة وسيدفع طوائف واتجاهات أخرى للتسلح حتى لا تبقى رهينة في أيدي حزب الله، حيث انتشرت معلومات مؤخرا عن بدء حزب القوات اللبنانية التابع لسمير جعجع في تسليح نفسه، وهو ما يشير إلى أن البلاد مقدمة على زلزال جديد.
الوضع في لبنان اليوم يشير إلى وجود "ضغوطات كبيرة ومدججة بالسلاح إذا صح التعبير، من أجل فرض مسار على لبنان لم ولن يحقق مصالحه الوطنية، حيث إن هناك فريقا يعتبر وصول سعد الحريري لرئاسة الحكومة من جديد يتناقض مع مصالحهم الذاتية فيقومون بكل ما في وسعهم كي يمنعوا الحريري من رئاسة الحكومة المقبلة.
الكل في لبنان يعرف أنّ سلاح حزب الله هو "التهديد المباشر أولا للسيادة الوطنية، وثانيا لأمن كل المواطنين اللبنانيين"، فالحزب لا يخفي نواياه في هذا الموضوع، خاصة أنه في 7 مايو الماضي استعمل السلاح وسط المدينة للضغط على الحكومة وعلى المواطنين.
منذ فترة طويلة وحزب الله يصعد من حملاته ضد الحكومة ويضغط بشدة من أجل تفريغ المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري من محتواها تحت لافتة "شهود الزور"، وهو ما يعني التشكيك في شهادة الشهود لنسف أي اتهامات توجهها المحكمة، وذلك بعد أن شعر الحزب بأن الاتهامات قد تطال بعض عناصره، وهدد الحزب صراحة بأن أي مساس بأحد من عناصره سيؤدي إلى تفجير الأوضاع. وعندما فشلت ضغوطه على الحكومة أقدم على الانسحاب منها بهدف إحداث فراغ سياسي في البلاد يسهل من خلاله الوصول لمراده سواء بحكومة على هواه تنفذ له ما يريد أو استغلال هذا الفراغ لإحداث فوضى تمنع المحكمة من أداء عملها.
لقد تجمعت عناصر حزب الله في مشهد "استعراض قوة" واستفزاز للآخرين، وسط بيروت في محاولة لإرسال تهديد لجميع الأطراف، وقد استنكرت قوى الأغلبية هذا الاستعراض واعتبرته صيغة مغلفة لانقلاب مسلح، وتوعدت بـ"عدم السكوت عنه"، في حين طالب البعض بدعوة قوات عربية ودولية للبلاد لحمايتهم من بطش الحزب. فللمرة الثانية يسعى الحزب لاستخدام قوة السلاح لفض خلافاته السياسية رغم وعود سابقة بأن سلاح الحزب موجه فقط للاحتلال.
حزب الله لا يكتفي بتمسكه بسلاحه بل يصر على إدارة سياسة البلاد على هواه، فإذا أراد تصعيدا تجاه الاحتلال أشعل حربا تأتي على الأخضر واليابس ثم يخمد نشاطه سنوات طوالا دون حراك ضد المحتل الصهيوني، ودون أن يعرف أحد لماذا هاجم هنا؟ ولماذ سكت هناك؟؛ وهو في كل ذلك لا ينكر علاقته بإيران ودعمها له وهي دولة لها مصالحها المتشعبة في المنطقة وأطماعها ومشاكلها مع دول الجوار، ولها خلافاتها وصفقاتها مع الغرب سواء بشأن العراق أو بشأن برنامجها النووي؛ وهذا يلقي بتبعاته على الأوضاع الداخلية في لبنان ويؤثر بقوة على أمنه واستقراره؛ فالمساعدات الإيرانية ليست مجانية بطبيعة الحال، ولها أغراض واضحة لا تخفى على أحد كما هو ماثل في اليمن مع الحوثيين أو مع دعمها لمثيري الشغب والفتنة في البحرين أو وقوفها مع المالكي والصدر في العراق.
لقد اتضحت خطورة الأوضاع اللبنانية بقوة بعد الإعلان عن فشل الوساطة السورية- السعودية، بل وصل الأمر لأن ترفع المملكة العربية السعودية يدها من الملف بشكل كامل، وفي ظل هذه الظروف ما زال حزب الله يواصل التصعيد حيث يرفض الحزب أن يتولى سعد الحريري رئاسة الحكومة الجديدة رغم أنها رغبة الأغلبية، كما قام بتسريب شريط صوتي لشهادة الحريري أمام المحكمة الدولية يتهم فيها سوريا بالوقوف وراء مقتل والده في محاولة للإيقاع بينه وبين بعض المسؤولين السعوديين؛ وفي محاولة واضحة للإجهاز تماما على أي وساطة سورية سعودية قادمة، وتؤكد اختراق حزب الله لأجهزة الأمن اللبنانية على أعلى مستوى وهو ما ينذر بما لا يحمد عقباه؛ فالطرف الآخر من المعادلة يشمل فريقا كبيرا من "المسيحيين"، ويتناسى حزب الله أنه إذا كان أهل السنة في لبنان لا ظهير لهم، وربما يكونون "لقمة سائغة"، يتناسى أنّ المسيحيين لهم أظهر عديدة لن تتردد في دعمهم بكل أنواع الدعم.
إن كل القوى المحبة للبنان، تدعو إلى وجوب تخلي حزب الله عن أسلحته، نظرا للمخاطر المحدقة التي تترتب على ذلك بعد أن أثبت الحزب ذاته بطلان "دعوى المقاومة"، بل إنه يستغل السلاح في الوقت المناسب لإيذاء اللبنانيين وليس غيرهم. وإذا كان الحزب لبنانيا فليسلم أسلحته للجيش اللبناني لأنه الأولى بالدفاع عن لبنان، وإذا كان حسن نصر الله يدعي براءته من دم الشهيد رفيق الحريري فليتعاون مع المحكمة الخاصة بدلا من الفهلوانيات والمغامرات الطائشة والإدعاءات الباطلة التي لا تنطلي على أحد.. ويكاد المريب يقول خذوني!!.

نقلاً عن العرب اونلاين

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد