ونحن نعيش هذه الأيام مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر أبريل من العام الجاري والتي نسأل الله أن تتم فوضى أو مشاكل ونأمل أن تكون بنزاهة وعدالة عالية..
وسوف يشارك المواطنون بالإدلاء بأصواتهم عبر صناديق الاقتراع في جميع الدوائر الانتخابية بمن يختارونه بإرادتهم واقتناعهم وبمن يمثلهم في مجلس النواب والتي من خلاله سيقوم بعرض معاناتهم ومشاكلهم ومتابعة لحلول تلك
المصاعب التي يواجهها المواطنون والمطالبة لهم بالمشاريع التي يفتقرون إليها من خدمات أساسية وضرورية مثل التعليم والصحة والمياه والكهرباء والطرقات والسدود وغيرها من الخدمات التي يحتاجون إليه. ولكن نرى
ونلاحظ كل مرشح بدائرته الانتخابية ويقوم بقطع الوعود أثناء الحملة الدعائية الانتخابية بحل تلك المشاكل التي يعاني منها المواطنون أولاً ثم متابعة القضايا التي تهمهم وكذلك متابعة الحكومة بإنزال المشاريع التي يحتاجون إليها
وكذلك الارتقاء بمستوى معيشتهم إلى الأفضل..
وعند الانتهاء من الفوز والإعلان بفوز المرشح بالدائرة وبعد تأديته اليمين الدستوري في مجلس النواب.. تجد أن المواطنين يتفاعلون ويأملون بذلك المرشح بتحقيق ما وعدهم.. فإذا بالأيام تمر والشهور والسنوات دون أن
تحقق تلك الوعود التي قطعت لهم من قبل ذلك المرشح من المشاريع التي تهمهم وحل قضاياهم... ويتفاجأ المواطنون بعدم رغبة المرشح بالجلوس معهم لعرض مشاكلهم والمعانيات التي يواجهونها.. ويكتفي المرشح
بمنصبه عضواً في البرلمان والحضور في الجلسات وتقاضيه راتباً مغرياً، بالإضافة إلى مبالغ في كل جلسة ويصرف له سيارة فاخرة وربما فلة للسكن فيها ويكتفي أيضاً بالتنعم هو وأسرته وجميع أهله فقط.. فإذا بالأيام تنطوي
كلمح البصر.. حتى يحين اقتراب موعد الانتخابات وقبل شهور معدودة من الاقتراع.. نلاحظ ظهور ذلك المرشح ومعه أبسط المشاريع وتنفيذها بوجوده ويقوم أيضاً بالتماس أوضاع المواطنين ويبذل كل جهوده بسبيل
أرضاء المواطنين.. لكن يجددون له الثقة في ترشيحه مرة أخرى... وكأنه يستغفل المواطنين، متناسياً قطع الوعود الكاذبة والمزيفة لهم.. وكثير من المواطنين لا يعرفون مرشحهم إلا من خلال الدعاية الانتخابية أو
من خلال تعليق صورهم في الحوائط والجدران .. وربما أن المواطن الحر الذي يرفض تجديد الثقة لذلك المرشح.. يقوم المرشح بزرع المشاكل والفتن والتحريض وتلبيسه تهم جسيمة.. مستغلاً منصبه ومكانته
وحصانته الدبلوماسية.. بدلاً أن يجد المواطن من يقف معه ويطالب بحقوقه.. يجد من يحاربه وهو من اختاره وأعطاه هذه المكانة والمنصب.. وربما يوصل الأمر بالمرشح إعطاء أوامر بقتل المواطن الذي يحرض
المواطنين بعدم تجديد الثقة له كما هو حاصل في بعض محافظات الجمهورية..
علي محمد عبدالله الصغير
اقتراب الانتخابات وظهور المرشح 1584