;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

دبوس سُمو الثورة.. وتابوت "التابو": 1768

2011-01-17 01:12:06


محمد الحيمدي
للثورات وهج بالغ الخصوصية في وعي ووجدان أية أمة، باقتران الثورة دائماً بفعل التغيير الذي يكون في أحايين كثيرة تغييراً لواقع الأمة ومجتمعها، ولصالح الأجيال اللاحقة في حياة الشعوب، وهي –الأجيال- الأكثر إفادة غالباً

من الثورات.
والثورات "الثورات العظيمة بالذات" لا تنتكس كوعي وفعل بقدر ما تنتكس أحياناً تجلياتها اللاحقة في وعي وفعل بعض أهلها.. الأمر الذي يخمد جذوة الثورة في وجدان قطاع عريض من الشعب.. وهو ما يفسر –في

حالات عديدة- حدوث "ثورة على ثورة".
الثورة اليمنية "سبتمبر 62م- و أكتوبر63م" واحدة من النماذج الثورية الساطعة في التاريخ العربي والشرق الأوسطي الحديث.. فهي أسفرت عن نقلة شعب "في جزء من وطنه" من الكهوف القروسطية إلى

مشارف الحرية والنماء على الصعيدين الروحي والمادي معاً، مثلما أسفرت كذلك عن منح الشعب نفسه "في الجزء الآخر من الوطن" مقاليد قراره الخاص وإرادته الحرة بعد طرد المستعمر الأجنبي الغاصب.
وكغيرها من الثورات في مختلف المجتمعات والعهود، تعرضت هذه الثورة لعديد من الاعتداءات وبعض الانتكاسات من داخلها ومن خارجها على السواء، وقد سَلمت روح الثورة من هذه الكوارث والنكبات، برغم أن جسدها أثخن

بجراح غائرة، مازال بعضها دامياً حتى اللحظة، وكان أبلغ هذه الجراح ما غرسته نِصال الأهل وحرب الأقربين.
إن الشعور بالانتماء إلى هذه الثورة لدى أي وطني شريف يفرض عليه، بالضرورة الوقوف بمصداقية خالصة ونوايا مخلصة قبالة مسيرة الثورة.. فالأنتماء إلى الثورة لن يكون صادقاً بالوجدان العاطفي وحده، بل الوعي –

العقل – هو أساسه.
ولا شك في أن اللبيب القادر على التمييز بين النقد الأمين –مع الثورة بالذات- وإن بدأ في ثوب من شوك.. وبين الحقد الدفين، وإن لمعت سكينه بضوء السكيْنة واكتست أظافره بلون السماء.
وفي الوقت الذي تستنفر أعصاب بعض المصابين بعمى الألوان السياسي، لمجرد شروعٍ ما في ممارسة الحق الوطني المشروع في نقد الثورة من قبل بعض أبنائها الشرعيين –تتجلى بأن جسد الثورة قد تصيبه طلقة وربما كلمة-

غير أن روحها تكون أكثر عرضة للإصابة –الفادحة في أغلب الأحيان- باقتراف أمثال أولئك "المستفزين"جريمة الإدعاء باحتكار إنتاج وامتلاك الثورة، أو جريرة الوصاية عليها بعد سجنها في تابوت "التابو" المطلق

وهي –يشهد التاريخ على ذلك- أفدح صنوف الجرائم وأقبح صور الجرائر.
إن الثورات العظمى هي أسمى من "الحصى" المتنطعة على الثمار اليانعة في الأشجار الباسقة.. غير أن ثمة فرق بيّنا لكل ذي فؤاد صحيح، بين النقد القائم على مداميك وطنية وأسس علمية، -وهو ليس بنقد للثورة البتة-

بل لما آلت إليه الأوضاع بعدها- وبين قذف الجمرات على الذات ..وأزعم –والله أعلم- أن شهداء الثورة اليمنية الأبرار لو قدر لهم بعثاً مؤقتاً، ولو للحظات يعيشونها في زمن ويمن اليوم، سيكونون أجرأ من يمارس هذا

النوع من النقد الذي بات في نظر البعض اليوم رجساً من عمل الشيطان!!.
لا خطر على الثورة من قلم، وإن قٌدَّ كم حديد ..بل الخطر عليها من القيد، وإن نُسجَ من حرير!!.
ALHAIMDI@Gmail.Com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد