في ظني أن المهندس المتواضع والعملي جداً/عمر الكرشمي –وزير الأشغال العامة والطرقات- لا يعلم حقيقة العمر الفعلي لمشروع طريق ذمار-الحسينية ،كما اعتقد أن معاليه لم يدرك درجة معاناة أبناء مديريات وصابين
وعتمة ،وتحديداً وصاب العالي، ولو في حدّها الأدنى.
ومنها حالات الإحباط وغياب الخدمات والسلع، إلى جاب حالات موت المرضى على فراشهم أو في السيارات ،لمن توفر لديه تكلفة استئجار السيارة من وصاب إلى العاصمة البالغة "100" ألف ريال ذهاباً وإياباً ،ناهيك عن
انعدام السلع وأسعارها السياحية ..وليس أدل على ذلك من سعر الكيس البر 50 كيلوجرام الذي يزيد سعره عن 11 ألف ريال واسطوانة الغاز الشبه فارغة بـ 3 آلاف ريال ،هذا في أيام الرخاء وهنجمة ورحمة التجار
المحتكرين.
عقود كثيرة وأبناء وصاب يرفعون أيديهم للسماء بانتظار مكرماتها ،خصوصاً خلال ليالي القدر التي قد ممكن تأتيهم ،وتحقق أمنيتهم وحلمهم الصغير المتمثل بمشروع "طريق ذمار-الحسينية" وعلى امتداد 34 ليلة مرت على
أجيال وأبناء هذه المنطقة وخلال 34 سنة هي عمر الحديث والوعود وتوقيع اتفاقيات تمويل المشروع وإعلان المناقصات لتنفيذه ،ولكنها لم تتحقق الأحلام ولم تأتِ إحدى ليالي القدر رغم اعتكاف المشائخ والرضع والصالحين
والشباب معظم شهور مضان وكل الأشهر الحرم والأشهر التي تأتي فيها المناسبات الوطنية "أعياد الثورة والوحدة والاستقلال".
معالي الوزير الشاب/عمرالكرشمي ،ظل وسيظل أمل أبناء وصاب في إخلاصك وتفانيك ومدى تفاعلك مع المشاريع والخطوات الوطنية وكل ماله صلة بخدمة المجتمع ولعل ما رفع من منسوب هذا الأمل هو السمعة الطيبة والأثر
المشرف الذي تركته في الواقع العملي من جهة وفي نفوس المواطنين ،وكل من عرفك في محافظة حضرموت خلال فترة عملك هناك كمدير عام لمكتب الأشغال العامة في المحافظة من جهة ثانية وهذه السمعة لمستها أنا شخصياً
محرر هذه السطور في حضرموت من أكثر من شخص وفي أكثر من مناسبة.
سيدي الوزير هل يعقل أن الحكومة اليمنية منذ طفرتها النفطية وإلى اليوم عجزت أن تمول مشروع كمشروع "طريق ذمار الحسينية" وهل يعقل أن المانحين والمتصدقين والمقرضين هم الآخرون، أسوة بالحكومة وضعوا أبناء
وصابين وعتمة في القائمة السوداء ، أو كمواطنين من الدرجة الرابعة ،حتى أنهم لم يضعوا المشروع ضمن المشاريع التنموية الممولة منهم ؟ مع العلم بأنه لم يتخرج من هذه المنطقة على الأقل إلى اليوم أي إرهابي أو قاطع طريق أو
زعيم عصابة أو متمرد عن النظام والقانون والثوابت ،أو أي سياسي أو كاتب ينعت الدولة والثورة والسلطة والثوابت أو حركة تحاكي أي حركة تمرد فكري وسياسي ،هذا إذا ما أستثنيناء أحداث وموجة المناطق الوسطى التي
وصلت بمدها وجزرها وعواصفها إلى وصاب وعتمة كموجة سياسية شملت كافة المناطق الوسطى في مطلع ثمانينيات القرن المنصرم ،بل واقتربت حينها من مشارف العاصمة صنعاء.
معالي الأخ/ وزير الأشغال ،أصحاب المعالي المعنيون في وزارة التخطيط الإخوة في قيادة السلطة المحلية بذمار ،الذين استبشرنا نحن في وصابين وعتمة بقدوم شخص يحمل فكر وطني متقدم على رأس السلطة المحلية
كالعميد/ يحيى علي العمري ..هل تعلموا أننا في المثلث المغضوب عليه "وصابين وعتمة" وليس فقط منذ أحداث المناطق الوسطى فحسب ،بل من قبلها ومن بعدها وإن كان بصورة أكبر.
من بعد 1983م نؤدي للدولة كل شروط وفروض ونوافل ونذور وسنن الولاء والطاعة ،حيث ندفع فطر النفوس قبل رمضان بشهر وأثناء شهر رمضان وما بعد عيد الفطر ،وندفع أيضاً حق بيت المال المعروفة بالواجبات أو
زكاة الحبوب والنحل والقات والبن ومناطقنا قد أصحبت تعاني من الجفاف وانعدام المياه حتى للشرب أو للوضوء الذي أخذنا في السنوات الأخيرة نستعيض عن الوضوء بالتيمم ،وكي نزيدكم من الشعر أبيات الرثاء فإننا نحن أيضاً
ندفع الضرائب وعلى حوانيت فارغة أو شبه فارغة من البضائع ،نظراً للكساد وما تعانيه المناطق من حرمان وعدم وجود طرقات حتى حمير تنقل ما تيسر لأنه لم يعد يوجد هناك مياه ولا سدود ولا حواجز ابتدءاً من مشارفة في
الجنوب الغربي وصولاً إلى سماء عتمة في الشمال الشرقي.
لا يوجد سد أو حاجز مياه ،لا يوجد أيضاً مشروع مياه للشرب وعليكم أن تتأكدوا من حجم ونتائج هذه المأساة من خلال الأمراض وحالات الفشل الكلوي وسوء التغذية في المستشفيات وقارعات الطرقات والشوارع من أبناء تلك
المنطقة.
قبل الختام بقى أن ،أقول هل تعلمون بأن أبناء "عتمة-وصابين" من أشد المواطنين وطنية وتكاد لا يوجد قرية لا تضع فوق معظم بيوتها العلم الوطني وصورة فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح –رئيس الجمهورية- -
حفظه الله وعندما وجد المواطنون صعوبة في عدم قدرتهم على شراء العلم الوطني ،إضافة إلى تعذر وصول الموزعين للأقمشة للقرى لانعدام الطرقات حتى الحمير فقد قاموا برسم لصورة فخامة الرئيس بالطلاء والنقوش
،ليؤسسوا حضارة النقوش اليمنية التي ستتحدث عنها الأجيال بعد مئات وآلاف السنين.
السيد الوزير المهندس/ عمر الكرشمي لثقتي في دماثة أخلاقك وتواضعك ونبلك اسمح لي أن أوجه لك دعوة بزيارة وصاب العالي مروراً بمديرية عنس وعتمة وصولاً إلى مخلاف بني مسلم في وصاب وآمل أن لا تتعارض هذه
الدعوة مع برنامج عملك والتزاماتك ولمعرفتي بانتهاج الحكومة اليمنية لمبدأ التقشف أحب أن أؤكد لمعاليك بأن بدل السفر وما يمكن أن تتطلبه سفرية استكشافية تمثل إضافة نوعية لأي شخص وفي عصر كهذا ..أعدك بأن كافة
التكاليف والنثريات على نفقة مجموعة من الشباب العاملين والموظفين في صنعاء وغيرها الذين يغتربون خارج المنطقة لسنتين أو ثلاث وينظمون جمعيات تمكنهم من السفر بناء على ترتيب استلامهم للجمعية ،لكنهم في هذه المرة
تكفلوا بخيرها كضيافة لأي مسؤول أو زائر أو ممثل منظمة دولية كتكاليف نثريات الوفد واستضافته ،كون المنطقة معروف عن أبنائها الكرم والشهامة والصفات العربية الحميدة.
عبدالكريم المدي
من "ذمار-الحسينية" إلى المهندس عمر الكرشمي! 3607