سؤال والسؤال لغير الله مذلة، فأرجو أن تختار جوابك وتوجز فيه لان الجواب سوف يصنع تاريخك بحسناته أو سيضعك في أقبح خاناته، وأنت بعد ذلك سمي روحك بما تشاء الأمين، أو العادل أو الفاسد أو ضع نفسك في مكان الذين رفعوا من شأن أُمته في المحافل..وتذكر انك وافقت أن تتحمل عبء أُمة وقطعت على نفسك العهد ونشرت الآمال لشعباً، وقلت أكون أو لا أكون، سؤالي هو.
ماذا صنعت لنا وماذا أنجزت لهم؟
ماذا أعطيت لنا؟ وماذا وهبت لهم؟
لا أريد خوض النقاش ولا الحديث بأمور أنت أعلم بها، ولكن واجبي يأمرني بأن أذكرك، بأن الأيام والسنين لا تستطيع أن تغسل معاناة شعب قرب أن ينقرض ..إنهم الوحوش الأسود والسباع تأكل من لحم الضعفاء والصقور والنسور تحلق بهم للشمس ليحترقوا وترمي بهم للسحت والحاجة.
أمة مستباحة أُمة تعيش في خندق إباحة أموالها من أعوان السوء، لدينا أرض واسعة، لدينا ثقافة وتاريخ طويل ،إننا شعباً وصف بالإيمان وحكمتهم يمانية، آسفة هذا فقط للتذكير والذكرى تنفع المؤمنين.
يا سيدي:
نعيش عصر الأزمات، أزمة الأعوان الفاسدين، أزمة الأخلاق، أزمة الفقر.. من واجبك أنت يا سيدي ومن حقنا نحن عليك، أن تعمل على إرساء الاستقرار ومحاربة الفقر والجهل، حفظ الكرامة، إعطاء الحق لأهل الحق، إرساء الديمقراطية والشورى، وإصلاح أمرنا، وبناء مجتمعنا.
من حقنا أن نجهر ونقول بأننا نعيش أجواء بغيضة في كثير من الأمور، إحراق وقتل وتعصب وإرهاب، وجرائم قتل بين المواطنين، واغتصاب وخطف وهتك للأعراض من هنا وهناك.. ولا نعلم من أين جاءت كل هذه المسميات؟.
يا سيدي:
إنهم أعوان السوء يخترقون القانون ويأكلون من الحق العام، يزينون الشر ويكتمون النصيحة، وهم السبب في إفساد أخلاق الأمة وإضاعة مقاييس الأنفس، ولدينا من البطون النهمة والمستغلون والمتملقون من الذين يلعبون دور الأبطال لكم، قوله تعالى لنبيه داؤود عليه السلام. (( يا داؤود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)).
اللهم أني أسألك الصدق وإبعاد الكذب، وأسألك الحق وإعدام الباطل وأسألك التبصير ولا التشهير وأسألك انتقاد الخطأ من غير تهديم، وأسألك أن تبعد عنا التعصب الضار، وأسألك العون والخير للمواطن اليمني.
د/ الهام باشراحيل
يا سيدي... 1842