لقد أمرنا الله في كتابه العظيم بالقتال في سبيل الله ولا مجادلة في هذا، لأنه أمر الهي في كل الأديان السماوية، وهنا يجب علينا الإدراك والمعرفة بين القتل في سبيل الله والقتل الغادر، ثم القول بأنه القتال في سبيل الله وانه الجهاد لنصرة الإسلام، أو خلق المبررات الكثيرة والتي تخفي المصالح السياسية والشخصية.
الجهاد والقتال اللذين شرعهما الله يتمثلا في الدفاع عن النفس والأرض والعرض، والقتال أجزء من الشهامة والاحترام بين المقاتلين يمنع قتل الأطفال والنساء والعجزة، ولا يجوّز قتل الأسرى والمستسلمين من الطرف الآخر ..أفيدوني أفادكم الله؟ .
ألم تكن تجري المعارك هكذا في زمن الإسلام؟، ففي معركة بدر وبعدها معركة أُحد والتي جرت خارج المدينة وعندما فتحت مكة تم العفو الكامل عن أهلها رغم إيذائهم للمسلمين ،فعفى عنهم رسولنا الكريم صلي الله عليه و سلم فقال (أذهبوا فأنتم الطلقاء).
ما يحدث الآن من قتل وذبح وهتك للحقوق الإنسانية كل هذا باسم الإسلام والجهاد في سبيل الله، قتل وهدر دم المسلم أو إعلان التوبة الأبدية، إنهما خياران لا ثالث لهم.
قال رسولنا الكريم الأمين :" لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا : وما الهرج يا رسول الله قال " القتل القتل" إذا التقى المسلمان بسيفيهما ،فالقاتل والمقتول في النار" لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتل".
هل يمكن اعتبار ما يمارس من قصف وقتل الأبرياء هو قتال في سبيل الله، ولا نعرف مَن يقاتل مَن؟ وهل الحرب ضد القاعدة أم ضد الإرهاب.
وهل ما يحدث الآن في محافظة أبين مقاومة وجهاد في سبيل الله أو الجهاد في سبيل النفس؟ الأرض ترتوي بدماء الأبرياء، باسم الإرهاب "انه مثلث الرعب".. القاعدة والحراك والسلطة، القتل والقتل المضاد، واقعان في حفرة لا نعرف كيف الخروج منها.. فقط نسمع عن قتل المدنيين والعسكريين دون إرادتهم، لماذا تحول الجهاد في سبيل الله إلى قتال وقتل فوضوي خسيس، وهل بالفعل هناك تنظيم للقاعدة، أم هناك تنظيم طابور للقبور؟
لم تتورع الجماعة الإرهابية عن أن تمد إجرامها إلى عدة شخصيات ورجال في محراب الأمن والموظفين واصفة إياهم بالعملاء، كيف عملاء وهم يخدمون وطنهم. هل هذا وفق الأخلاق الإسلامية وتعاليمها، ألا يعلم هؤلاء أن هذا يأتي لهم بغضب الله وأن ما يفعلونه ليس من الإسلام في شيء والإسلام بريء من جرائمهم.
ز
د/ الهام باشراحيل
مثلث القتال 1758