وااامعتصماه .. وااارئيساه.. وااارحمتاه.. وااادولتاه.. هذه ليست صرخة امرأة عمورية المسلمة ..إنما هي صرخة المستأجرين للمساكن .. أبناء هذا الشعب العريق الذين سُحقوا ويسحقون كل يوم تحت أقدام المؤجرين ووكلائهم ..فهؤلاء المؤجرون للشقق والبيوت والقابعون أساساً خلف الحدود يمتصون دماء اليمنيين الغلابى من ذوي الدخل تحت خط الفقر اللامحدود الذين يتقاضى الشخص منهم في أحسن الأحول "35" ألف ريال يمني أصحبت من 1/1/2011م ،غير كافية لدفع الإيجار والكهرباء والماء وحوائجها !.
أقطع جازماً –وإن كنت إلى اليوم لا أؤمن بفكرة المؤامرة المستهلكة- أن هناك مؤامرة ومؤامرة كبرى تحاك ضد هذا البلد تستهدف هويته وأمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي ومواطنة مواطنيه والمؤجرون -أصحاب العمارات والمدن السكنية الصغرى والكبرى والمتوسطة والحوانيت شركاء رئيسيين في معاداة الوطن ونسج خيوط هذه المؤامرة التي ذكرتها آنفاً .. وذلك من خلال دفعهم بالناس الفقراء المستأجرين وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية إلى الخروج عن صبرهم والتوجه إلى الشارع لإحداث البلبلة والحرائق وإذكاء نار الفتن وتقديم مبرر مجانين ودعماً سخياً للمخربين والمتمردين والإرهابيين لاستقطاب الناس ورفع منسوب التأثير فيهم .
يا قوم .. يا حكومة .. يا برلمان .. يا منظمات مدنية .. أيا أحزاب أوقفوا جموح المؤجرين وهلعهم وعدوانيتهم تجاه أبناء البلد المكافحين الشرفاء .. ارحموا الفقراء .. ارحموا الموظفين .. ارحموا الهوية والولاء الوطني .. حافظوا على حب الناس للبلد والرئيس وللتراب الوطني .. لقد تمادى المؤجرون .. سيما الذين يمارسون قمع وسحق أحلام الناس وكفاحهم من خارج الحدود .
لست مبالغاً أبداً إذا قلت فلتؤجل الانتخابات شهرين أو ثلاثة ويحول الاهتمام الرسمي والشعبي والحزبي والإعلامي باتجاه فضائح وظلم وفساد المؤجرين الذين يسرحون ويمرحون كيفما يشاؤن .
إن ملف المؤجرين مليء بالفضائح والتجاوزات والتحايل على القوانين وعدم دفع الضريبة العامة والزكاة حتى ما نسبته 5% وليعتبر الجميع هذا بلاغاً مني للهيئة العليا لمكافحة الفساد التي أدعوها إلى تشكيل لجنة فحص العمارات المؤجرة والفلل في أمانة العاصمة بوجه خاص لتقف على القيمة الفعلية التي يدفعها المستأجر للمؤجر كإيجار للشقة والتي لا تقل عن "20" ألف لأتفه شقة ،بينما الشقق المؤجرة "15" يدفع ضريبة "4" منها باعتبار الشقة بـ"4000" ريال وبقية الشقق على أنها للأبناء والأحفاد وليست مؤجرة ،وبالتالي تخضع للمساومة والإعفاء .
تخيلوا قبل أقل من "5" أشهر يطلب ويفرض علينا في حارة ابن خلدون في إحدى العمارات زيادة في إيجار غرفتين "2متر×2متر" ونجبر على دفعها واليوم يفرض نفس تلك الزيادة مع تهديد ووعيد .. فبأي ذنب قتلت أوضاع الناس وأهينت كرامتهم؟ وبأي ذنب يتم إجبارهم على الانضمام لطابور الناقمين على البلد والنظام والعلم الجمهوري والسلام الوطني واسم اليمن ؟ خصوصا في ظل ماتعيشه البلاد من أوضاع اقتصادية وتمرد حوثي ما أنفقك يرغي ويزيد في صعدة وحراك خرج عن قواعد المواطنة والمنطق والقانون والدستور والثوابت في بعض المحافظات الجنوبية وإرهاب قاعدي في المحافظات الصحراوية والشرقية وغيرها ،إلى جانب تربص خارجي بالبلد ووحدته .
ختاماً ومن خلال هذا المنبر "أخبار اليوم" الذي تعلمت فيها كيف أكون كاتباً صحفياً يقول الحق ولا يهاب أحداً وكيف يدافع عن البلد وعقيدته وثوابته وثقافته ومكتسباته والمظلومين والمحرومين ولا يلتفت لعواء الكلاب .. أدعو زملائي ورفاق الكلمة والحرف في عموم الوطن وفي كل المنابر الإعلامية ..وأدعو أيضاً المؤتمر الشعبي العام صاحب القرار والسلطة والذي أتشرف بانتمائي له ورضاعتي من ميثاقه الوطني واليوم عملي الوظيفي والتتنظيمي فيه كرئيس لشعبة الرصد الإعلامي والإصدارات في دائرة المنظمات الجماهيرية بالأمانة العامة للمؤتمر .
كما أدعوا أيضاً منظمات المجتمع المدين والخطباء والمثقفين والوجاهات الاجتماعية والعلماء إلى إثارة موضوع ظلم وظلام المؤجر وجبروته وما يقوم به في حق الوطن والمواطن .. كما أكرر في الوقت ذاته دعوتي إل تشكيل لجنة من هيئة الفساد والبرلمان والجهات المعنية في الحكومة والمجتمع المدني للوقف على حقيقة ما يجري في حق المواطنين المستأجرين وحق مليارات الريالات من الزكاة والضرائب التي لم يدفع أصحاب العمارات والشوارع والعقارات ما يجب عليهم لخزينة الدولة ما تبلغ نسبته حتى 5% منها .
نقطة الختام للحديث بقية ووقفات وحقائق أكثر جرأة وكشفاً للمستور المسكوت عنه في قضية "المؤجر والمستأجر" .. ودمتم أيها المستأجرون في عزة ومتعة ..ودامت رقابكم أكثر بعداً عن حبال ومشانق المؤجرين .
عبدالكريم المدي
مستأجرون في مشانق المؤجرين .. يناشدون البرلمان وهيئة مكافحة الفساد 2054