إن المؤامرات المتتالية والموجهة إلى الأمة الإسلامية قاطبة دون استثناء والمستهدفة بين الإسلام أساساً لتؤكد أن الحرب بين الحق والباطل مستمرة ولن تنتهي إلا في الجولة الأخيرة بانتصار الحق على الباطل.. فيدمغه فإذا هو زاهق.. من وسائل تلك الحرب ما نشهده اليوم من نشر للوثائق السرية ـ كما يزعمون ـ التي نشرت وانتشرت عبر الموقع العالمي "ويكيليكس" على شبكة الانترنت، فهي عبارة عن دعابة عالمية وقلم مفبرك اختير فيه مؤسس الموقع "جوليان أسانغ" للقيام بدور البطل الضحية.
وأنا موجهة نظري أن تلك التسريبات للوثائق ا لتي يسمونها سرية ما هي إلا "كلمة حق يراد بها باطل"، لأن سياسة المبادئ ونشر البلادة في أوساط المجتمعات الإسلامية ليست سياسية جديدة.. فقد نشروا قبل ذلك وثائق يعتبرونها سرية وغير قابلة للنشر ومنها فضائح أبو غريب التي ظهرت فيه عمليات التعذيب للسجناء وانتهاك أعراضهم ونشرت ذلك بالصوت والصورة، وفضائح التعذيب والقتل الجماعي في أفغانستان ومنها مذبحة قلعة "جانجي" ومذبحة سري الحاويات التي ظهرت بعد فترة من السرية وما مذابح غزة منا ببعيد والتي استخدمت فيها إسرائيل أنواع الأسلحة المحظورة في قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وكان ذلك بغطاء أميركي معلن، فيا ترى ماذا يفي من القيم مع تلك الشعوب المغلوبة على أمرها لتغازله "الويكيليكس"؟؟.
أم أنها حلقة جديدة وجرعة مركزة لمزيد من البلادة وقتل للغير وتجفيف منابع الأمل ونشر اليأس والإحباط في جسد الأمة الجريحة؟
ويا ترى من أين جاءت تلك التسريبات التي ستدمر أميركا وتغرق بريطانيا وتمحو اليهود من على وجه الأرض؟.. أليست من البيت الأسود والبنتاجون؟ أليسوا هم الذين يدعون أنها خطيرة وهم الذين سربوها؟
إذن لماذا هم خائفون؟ وممن هم خائفون؟ ومن الذي سيحاسبهم؟ وأي منظمات ستحاكمهم؟؟!
أليست تلك عبارة عن تمثيلية محبوكة الإخراج، ومحكمة السيناريو؟
أن تلك التسريبات التي لفتت أنظار العالم ما هي إلا عصا غليظة يستخدمها الأميركان وحلفاؤهم لتهديد بعض الأنظمة العربية الحاكمة التي فشلت في تحقيق أهداف أميركا وحلفائها والتي رسمتها بريطانيا أبان اتفاقية "سايكس بيكو" المشؤومة ورسمت لها الخطط الاستراتيجية عبر أزمنة التوريث لتسويق العلمانية الرامية إلى فصل الدين عن الدولة حتى يصبح الدين عبارة عن طقوس مسجدية فقط، وكما أعتقد أن سياسة أميركا عبر الويكيليكس تنتهج المثل القائل "إياك أقصد وأفهمني يا جارة وهي موجهة بإتقان محكم إلى أرباب الأنظمة العربية الحاكمة وبالذات تلك التي بدأت تستيقظ من سبات العمالة والتبعية.
أما الشعوب ـ إلا من رحم الله ـ فقد أصيبت بداء البلادة من كثرة ما تشاهده وتعايشه من واقع مر فرضته تلك الأنظمة الفاشلة العملية من ظلم وانتهاكات للحقوق والحريات والقتل فلا هي قادرة على دفعه ولا مجابهته ولا هي أيضاً مستغنية عن مشاهدته ومعايشته، لسان حالها:
مالي سبيل فإني لي بنصرتهم.. مالي سوى الدمع في محرابي انتظر.
فإلى أين ستذهب بنا الويكيليكس؟؟! أما مؤسسة الموقع "جوليان اسانغ" فإنه قد برع في الدور الذي أداه بشجاعة دون أن يعلم أنه عبارة عن كبش فداء تم تسمينه ليملأ المائدة وأنه مسير في كل ما قام به وهو لا يعلم وربما يتم اغتياله قريباً لأن دوره في ذلك المسلسل قد قارب على الانتهاء.. وهذا ما سنشاهده في الحلقة الأخيرة من مسلسل الدجل الحقيقي الذي يسعى إلى تحفيز الأنظمة الحاكمة على مزيد من الطاعة وتجديد العمالة والتحذير من مخالفة النظام العالمي بقيادة أميركا.
ولا أقول إلا كما قال مؤمن آل فرعون: "فستعلمون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد".
سلام سالم أبوجاهل
ويكيليكس إلى أين؟! 2276