ندرك جيداً أن المرحلة القادمة فيها الكثير من الصعاب والمشاكل والتحديات التي قد يواجهها الوطن في إطار مخطط كبير يشمل الجزيرة العربية وما جاورها، وبما يكون القادم أخطر بكثير مما نتصور ويحتاج إلى نوايا صارمة لدفع الضرر بأقصى حد ممكن، وهذا لا يعني أنك لم تعد صالح للمرحلة المقبلة، بل على العكس، فإني على يقين أيضاً بأن حنكتك وذكاءك وخبرتك الماضية قادرة على تجاوز ما هو قادم بكل جدارة ، هذا إلى جانب إدراكنا جيداً بأن البديل لا يوجد على الأقل خلال العشر السنوات القادمة وهو ما يعني أنك كنت ولا تزال رجل المرحلة القادمة في قيادة البلاد.
 ويكفيك فخراً أنك استطعت خلال السنوات الماضية حماية الدولة وكيانها من الانهيار والتشرذم والحفاظ على الأمن والاستقرار في كل قرية وعزلة ومديرية ومحافظة هذا إلى جانب المنجزات العملاقة التي تحققت للوطن في عهدك وكنت بعد الله صانعها وبانيها ومنها الوحدة الوطنية المباركة وترسيم الحدود والعمل على إيجاد بنية تحتية ونهضة علمية وتنموية، لهذا فأنا مع بقائك رئيساً حتى مدى الحياة للوطن وبلا منافس أو منازع أن وجدوا، لكن هذا لا يعني أبداً السكوت عن الكثير من المشاكل والمظالم وقضايا الفساد التي تحدث في مختلف محافظات الجمهورية والتي يرتكبها في الغالب من تم تعيينهم من قبلك بقرارات جمهورية ، السكوت عن العابثين في المال العام وعدم محاسبتهم بل إبقائهم في مناصبهم كون هذا الفاسد من حزبك أو ذلك العابث ومغتصب أراضي عامة المواطنين يقرب لك، نتمنى أن تقدم بزيارة للسجون وأقسام الشرطة وإدارات المديريات والمستشفيات، كما تقوم بزيارة المشاريع عند افتتاحها أو تدشين العمل فيها.. صدقني يا سيادة الرئيس إن أكثر من عشرين مليون يمني يحبوك وعلى استعداد تام لانتخابك رئيساً مدى الحياة، لكنهم في نفس الوقت ليسوا على استعداد لتحمل ظلم وعبث وفساد الكثير من المسؤولين الذين تم تعيينهم من قبلك في الوزارات والوحدات الأمنية أو من يمثلونك في المحافظات والمديريات.
نحن اليمانيون أكثر معرفة بالديمقراطية وأصولها من الأخرى منذ مئات السنين والقرآن الكريم خير شاهد على ذلك، ولسنا بحاجة إلى ديمقراطية ممزوجة بنشر ثقافة الكراهية والعداوة والبغضاء قادمة من وراء البحار، لذا فمثلما أنت قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وحققت المنجزات العملاقة ونلت حب ووفاء الجماهير، فإنك في نفس الوقت محاسب أمام الله عن الكثير من المظالم والاعتداءات التي تحدث هنا وهناك من قبل من لم يمثلونك خير تمثيل في شرق البلاد وغربها، أنت محاسب أمام الله عن كل ريال تم العبث فيه وصرفه والمخالفة في أي مرفق حكومي ما دام هنالك الآلاف إذا لم نقل الملايين من الجوعى من أبناء شعبك الطيب.
نقول ذلك شهادة أمام الله والوطن وكافة الشرفاء من أبناء شعبك الطيبين، إننا على يقين أن من يتحدثوا اليوم عن التغيير والله لا يستطيعوا حماية البلاد والحفاظ عن الأمن الداخلية ساعة واحدة وهم يدركون ذلك ولكن سيظلون يجادلون ويراهنون من باب المكابرة وهكذا فهموا الديمقراطية ، لذا عليك أن تدرك أن المشكلة ليست في الانتخابات والحوار وغير ذلك من المسميات وهذه مشاكل تعني القيادات الحزبية في حزبك الحاكم وأحزاب المعارضة.
 أما مشاكل السواد الأعظم من أبناء شعبك فهي ثقتك العمياء بالكثير من المسؤولين الفاسدين الذين خانوا الأمانة والوطن والشعب وهؤلاء هم الداء.. فالداء هو إبقائهم على ما هم عليه وغض الطرف عن كل مخالفات وجرائم يمارسونها والدواء في محاسبتهم عن كل ما اقترفوه وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل وأختيار بدلهم أناس شرفاء يحترمون أنفسهم ويحترمون قراراتك، عليك أن تحارب الفساد وتحاسب المفسدين، عليك أن توقف المظالم وتنتصر للمظلومين، عليك أن تستمع لشعبك ولو يوم في الشهر كما تستمع للمسؤولين دائماً ، عليك أن تقوم بزيارات مفاجئة إلى مناطق تهامة وأبين ولحج وشرعب وحجة والعدين وشبوة وحضرموت دون علم المحافظين والمسؤولين وتشمل الزيارات أقسام الشرطة والمرافق الحكومية لتكتشف حقيقة ما يدور، حينها تدرك أنه لم يعد كل شيء تمام يا فندم.. وفقك الله لما فيه خير وأمن وخدمة وطنك الحبيب وشعبك الطيب.