الصداقة شيء جميل ورائع ومن النادر أن تجد صديقاً صدوقاً صادق الوعد مخلصاً ، ولكن هل هناك وجه مبرر للصداقة بين جنسين مختلفين ؟.. فلا الشرع أباح ولا العرف ولا التقاليد.. والمجتمع أصبح في ليلة وضحاها مجتمعاً غربياً وأصبحت الصداقة بين الجنسين عادية وليس بغريب أن تسمع كلمة (أنتيمي) أو ( الأنتيم بتاعي ).. ولكن نحمد الله أننا لازلنا في مجتمع يعرف شرع الله حق المعرفة وإن كان تطبيق هذا الشرع ليس بالصورة الكافية ولكن بصورة تكفي لأن تظل العادات والتقاليد والأعراف المتوارثة هي ما يميز مجتمعنا الأصيل والضاربة جذور أبنائه منذ سنين، ولعلك الآن لا تجد من يستنكر بعض هذه التصرفات أو المسميات لتسمع طفلاً لم يتجاوز الثالثة عشرة وهو يتكلم ويقول ما يستحي أن يقوله بعض الكبار فهنا يكون اللوم على التلفزيون والقنوات الفضائية التي تسمم عقول أبنائنا وهم لازالوا أطفالاً لتصبح أفكارهم منحرفة بامتياز .
وحين يصبح "الأنتيم"_وهو الصديق الحميم أو الجو العاطفي يشرع وجود قاعدة أصحاب أيوه بس زواجه ومستقبل وكلام من هذا طبعاً لا _ يصبح بصورة واسعة الانتشار وبالذات في الجامعات فهذا والله يستحق وقفة جادة من الجميع ابتداء من الأسرة التي ترسل ابنها أو ابنتها للتعلم والتحصيل العلمي العالي ، ومن ثم يأتي دور التوعية والتثقيف بعواقب مثل هذا الانفتاح الذي يعود بالسلب على المجتمع ككل ليغير كل عاداته وتقاليده وأعرافه الأصيلة والحميدة والمكتسبة من نهج ديننا الإسلامي الحنيف ، فهنا تصبح الظاهرة في ليلة وضحاها كارثة وتحتاج إلى تداركها قبل أن تصبح مصيبه وينشر الغسيل أمام وسائل الإعلام المختلفة عن الزواج العرفي وما يليه من آثار سلبية كبيرة على المجتمع لأن ما بني على باطل فهو باطل وهذا لا جدال فيه ، وتصبح العواقب والعياذ بالله لا تحمد.
هناك شريحة لا أدري ماذا أسميها سواء من طلاب أو طالبات الجامعة وهم شريحة المنفتحين وعشاق العادي "وايش فيها" وحين تسال أحد الشباب من الطلاب هل ترضى هذا لأختك أن تصبح برفقة زميل صديق باختصار (أنتيم) ؟؟؟
بالتأكيد سيشتاط غضباً ويقول لك "إحنا أسرة محترمة" !!! وطبعاً وقتها ستقول يا ليت والاحترام هذا كان ظاهر في أخلاقك أو يا ليت تعرف أن كل الأسر محترمة وإلا يعني أنت تقصد أن بنات الناس لعبة والآمال سايب وإلا كيف يعني يا شباب؟؟
أحياناً تقوم بزيارة خاطفة لإحدى كليات الجامعة وتجد عروض أزياء مختلفة وأصنافاً لا تمت إلى التعليم بصلة ولا تدري هل هؤلاء هم عماد المستقبل أم يأتون فقط للسياحة هنا ؟
مواقف كثيرة وقصص أكثر وحكايات نادراً ما تجد إحداها من بين الألف انتهت بالزواج والله أعلم إن كانت استمرت أم لا ؟
فهل هو خطأ أولياء الأمور حين يعتقد أن ابنه أو ابنته أصبح في سن يتيح له التصرف كما يحلو له وهل الجامعة أصبحت مكان الديمقراطية بالنسبة لبعض الطلاب من خلال حكايات الغرام والعشق ، أما الدراسة فهو لا يعلم ماذا طلب الدكتور أو حتى أين وصلوا ، وفوق هذا وذاك تجد بعضهم شغله الشاغل فقط كيف يتعرف على هذه الفتاة أو تلك بحكم أنهم زملاء جامعة وطبعا مش مراهقين.. يعني عادي وإلا إيش فيها ، وهذا ما يترك في النفس أثرا بليغا وفي المجتمع ككل عواقب ماساوية ، ولكن ما يقتلني حقاً من فضولي هل الجامعة طموح كل طالب للحب قبل أن يكون طالباً للعلم ، وهل الجامعي أو الجامعية ناضج بما فيه الكفاية كي يتصرف بانفتاح مطلق ودون حساب لمشاعر الآخرين مهما كانت أخوية أو صداقة أو عاطفة أو غيرها..
لا أدري والله ماذا أقول ولكن لعل الكثير فيهم الخير ولعل الأكثر لازالت أعرافه وتقاليده ومبادؤه ومنهجه وتربيته ترفض حتى فكرة الاختلاط بتاتاً وهم فيهم الخير والبركة ولكن سأترك الأمر عند من بيده الأمر ولله الأمر من قبل ومن بعد ، ولا غرابة أن يمقت البعض طرحي هذا وبالذات ممن هم ينادون بحقوق الدجاج في جولة "الإيمان يمان والحكمة يمانية" ، ومن الجنسين طبعا ، ولكن أتمنى أن لا يكون طرحي هذا موجه لشخص أو أشخاص بحد ذاته بقدر ما هي ظاهرة تحتاج إلى مزيد من الرقابة الأسرية على طالب العلم مهما كان قبل أن يقع الفأس في الرأس وتصبح الظاهرة مشكلة ومصيبة وكارثة بنفس الوقت ، ولكن نسال الله لنا ولكم الستر والعفو والعافية ودمتم سالمين .
مرسى القلم :
والله لولا حاجتي واحتياجي *** ما كنت جيتك اشتكي قهر الأزمان
ذابت شموعي يوم ضاع ابتهاجي *** وأمسيت من زود الماسي بالإحزان
ما عاد لي يا صاح حتى سراجي *** كنك طفيته دون حجه وبرهان
يا كم شكيت وجيت مكسور راجي *** وأنا حسبتك صدق ياهوه إنسان
ما يوم اغيّر منهجي وانتهاجي *** هذا انا معروف لو قلت يا فلان
عايش كذا منحوس بس بمزاجي *** ما هزني مخلوق لو كان من كان.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
صاحبي الأنتيم وفي الجامعة طبعاً 3129