ثمة هموم ومعاناة شديدة يعاني مرارتها أبناء مديريات يافع الـ"8"، المقسمة إدارياً إلى أربع منها تابعة لمحافظة أبين وهي خنفر ورصد وسباح وسرار فيما مديريات لبعوس والمفلحي والحد ويهر مرتبطة بمحافظة لحج.
على الأرجح أن كثيراً من الناس في هذه البلد التي تقدادها الأزمات الخانقة وتحديداً المهتمين بما يحدث في سائرها يعرفون أن يافع تكاد تكون الأكثر تضرر ودفع أبناؤها الثمن غالياً منذ 17 عاماً وذلك بحرمان مناطقها من المشاريع الخدمية والإنمائية التي لا ينكرها إلا جاحد أو مكابر.
إن خير الوحدة قد ضخ بشكل أفضل من خلال مشاريع يلامسها المواطنون في الواقع والبعض قيد التنفيذ، أبرزها مشروع طريق باتيس ـ رصد.. لكن الحقيقة يجب أن تقال أن يافع لم تحصل على حقها المستحق الذي يتوازى مع باقي المناطق في الوظائف القيادية الهامة وهي التي كانت ومازالت رقماً وطنياً صعب المعادلة في النسيج الاجتماعي اليمني .
صحيح أن حرب 94م قد أفرزت متغيرات جديدة وعاقبت البعض وقفزت بآخرين إلى واجهة الأحداث والمشهد إلا أن الأوضاع بالتأكيد لم تستمر والظلم مصيره الزوال والتجارب عشناها وشفنا نتائجها وهي ماثله أمامنا اليوم.
المهم أن تناولي في هذه المقالة هي يافع المنطقة التي أسقطت من حسابات التوازن السلطوي خلال العقد والنيف وأدرجت في زاوية شديدة التهميش والقسوة في الجغرافيا لدولة الوحدة وبالأخص منذ العام 94م.. دفعني لذلك عندما علمت بالأمس أن فخامة الرئيس صالح سيلتقي اليوم السبت قيادات السلطة المحلية والمشائخ والشخصيات السياسة والاجتماعية بمديرياتها الثمان، إضافة إلى بعض المسؤولين في الوزارات والمصالح الحكومية وطبعاً لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة ونسق لهذا اللقاء الرئاسي الأخ/ سالم صالح محمد ـ عضو مجلس الرئاسة الأسبق والمستشار الراهن لرئيس الجمهورية واللافت أن أبناء يافع أو بالأصح القيادات النخبوية يتحدثون عنه ويتهيئون له بحرارة وفرز الأسماء التي يلتقيها الرئيس.. شخصياً أعتبر هذا التفهم الرئاسي لقضايا وأوجاع يافع وإن كان متأخراً كثيراًُ إلا أنني متفائلاً بأن تكون الباكورة الأولى لإعادة الاعتبار لهذه المنطقة الحيوية الهامة ذات الثقل والوزن الاجتماعي التي تتكى على رصيد كبير من النضال الوطني في صميم تاريخ اليمن المعاصر.
حسناً أن الأهم الذي لابد من طرحه أمام الرئيس صالح هو اعتماد يافع محافظة وهذا لا يعني مطلب صعب أو مستحيل أو لحظة نزق من كاتب السطور.. بل المؤكد أن كافة المقومات مكتملة من التعداد السكاني ومساحة الجغرافيا ولا بأس من إضافة مديريات أخرى من البيضاء وإب لالتحام النسيج الاجتماعي الموحد.
الراجح أن استحقاقات يافع كثيرة، لكن أرى أن الجزئيات لا تنفع أمام حلم المحافظة كي تنال مكانها في الموازنة ومشاريع النهوض التنموي وأتمنى من أصحاب العقل والضمير من يافع أن يطرحوا هذا الأمر أمام الرئيس بلغة مؤثرة بعيداً عن الشطط وتكرار الشكوى المملة والدخول في تفاصيل ملفات الأزمات، فالخطة التاريخية هي تلك التي تشد رئيس الدولة لكي يتفاعل معها ويتخذ القرار المباشر الذي يخدم الناس.
وباختصار يدرك أبناء يافع أن الرئيس صالح مهتم بهم ويعتز بهم ويعرفون تماماً من تفنن في تغييبهم ودفنهم عن المشهد الوحدوي.. والله من وراء القصد.
علي منصور مقراط
أوجاع يافع لدى حضرة الرئيس 2250