قد يكون ما يسمى بـ (شرف المهنة) هو أساس العلاقة بين كل صاحب مهنة وبين المتعاملين معها في كل المجالات ، ولعل هذا الشرف لم يعد محفوظا لدى الكثير وفي كثير من الأحيان والأماكن أيضا .
ولا يعتقد البعض أنني ألمح هنا لنجم المنتخبات الوطنية وكرة القدم في بلادنا الكابتن شرف محفوظ لا من قريب ولا من بعيد ويكفي أن نسمع عبارة شرف المهنة في الصحافة كثيرا ولكن هذا الشرف لم يعد موجود عند بعض الأطباء إلا فيما ندر.
وإذ أن الأطباء هم أول الناس المطالبين بالتعامل بإنسانية وعدم نسيان المبادئ الفاضلة والأخلاق العالية مع المريض، لأنه مريض والمريض ليس عليه حرج وجاء له هذا التصريح بكتاب الله سبحانه وتعالى ، ولكن بعض الأطباء للأسف يتعامل مع المريض وكأنه مجرد ضيف ثقيل مفروض عليه وكأن عمله هو مغصوب عليه، فتجده يتذمر كثيرا من وضع البلاد الاقتصادي والمعيشي والسياسي ونادرا جدا ما تجد دكتور لا يتكلم عن مستوى معيشة الشعب وكأنه هو الفاهم وغيره أغبياء ويجعل المريض يتحمل عناء ومشقة الاستماع إلى أفكاره الواهية وهو مجبر عليها من اجل الحصول على حقنة عافية وبفلوس طبعا مش بلاش.
ولعل مادعاني اليوم إلى كتابة هذا الموضوع هو تعامل بعض دكاترة الطب في بلادنا مع حديثي التخرج من كليات الطب بكل عنجهية وتعالٍ والسبب أنه خريج أو انه درس في جامعة وطنية سواء حكومية أو أهلية والدكتور المذكور أقدم منه وأعقل منه وأكبر منه وطبعا درس في الخارج وتعلم شوية حركات وألفاظ من البلد التي درس فيها وللأسف لم يتعلم شيئا من أخلاق الدكاترة هناك.
حين يقوم دكتور في المستشفيات التي تسمح للدكاترة حديثي التخرج بالتطبيق فيها بأسلوبه المستفز لهؤلاء الذين اجتهدوا ودرسوا وهم بأمس الحاجة إلى من يشاركهم عمليا كيفية التعامل مع المريض ومع مرافق المريض بكل أدب وحسن سلوك بعكس كل هذا، بل ويزرع فيهم أحيانا حقدا على كل ما هو متعلق بطريق النجاح ويجعل البعض منهم يتمنى لو أنه لم يدرس الطب أصلا ، وهذا ليس في تخصص واحد بل في كل التخصصات وللعلم فانه بدون مقابل لان حديثي التخرج يعملون من اجل الحصول على شهادات الخبرة المطلوبة أكثر في ميادين العمل وأما الشهادة فهي مجرد شهادة وستجد الكثير من الأطباء البيطريين يتحولون في ليلة وضحاها إلى دكتور في بعض المديريات النائية والسبب انه فاهم ومافيش فرق بين الإنسان والبني ادم معذرة مافي فرق بين الحيوانات باستثناء إن الإنسان حيوان ناطق ويظل يتكلم في أوهام الغرب ونظرية داروين والتي أثبتت عدم صحتها منذ سنين ولكن لعدم حدوث تضارب في مصالح شعوب وعدم إظهار الصواب للجميع خوفا من أن تتحول مجتمعات إلى الدين الإسلامي وهي نصرانية ومسيحية ويهودية، وللأسف تجد دكاترتنا الأعزاء درسوا فيها كل ما هو سيء من التعامل والأخلاق والتي كانت في طباعهم وأخلاقهم وآصالهم من المجتمعات التي ولدوا فيها وعرفوا الدين الإسلامي وكيف التعامل والواجب والمفروض والمباح وليس كل ما تراه العين مباح.
بالمقابل ستجد بعض الأطباء وعددهم قليل مقارنة بالصنف الآخر يتعاملون بشيء ولو قليل من الذوق مع حديثي التخرج بل ومع المرضى ويجعلون فعلا تيقن بأنه لا زال هناك أشخاص يستحقون اسم ملائكة الرحمة ولو إن البشر بشر والملك ملك ولكن متى نجد رقابة وتنسيق بين التعليم العالي ووزارة الصحة من أجل متابعة حديثي التخرج والبحث عن مشكلاتهم وكذا النظر في تصرفات بعض الدكاترة والأطباء سواء في الجامعات الحكومية والأهلية أو في المستشفيات ، ثم من يعمل على توعية من حملوا أعلى الشهادات العلمية من دول الخارج بشيء اسمه التعاون والتآخي والتعامل بقليل من الرحمة والذوق والإنسانية مع المرضى أو مع الناس عامة أو على أقل تقدير كف ألسنتهم عن التحدث ليل نهار في السياسة مالسياسة والخوض في مجالات يعتبرون أنفسهم قد تعلموا وفهموا كل شيء.
في النهاية ستجدون أن هناك معاملة غير لائقة أبدا يتعرض لها خريجو بعض الجامعات في اغلب المستشفيات التي يذهب البعض منهم من اجل التطبيق وخلال عام يتعرض لكل أساليب الاستحقار والاستخفاف وأحيانا تصل إلى درجة الاستفزاز الأخلاقي بالذات مع الخريجات ممن أصبحن دكتورات بامتياز وربما بمستوى تحصيل علمي اكبر وأعلى من هذا الدكتور ولكن هكذا هي سنة الحياة، ولا عجب أن تجد بعض الأطباء كل واحد عامل نفسه شيخ غفر وعايز الجماعة بتوعه كل واحد ماسك طبنجة وقال إيه دكتور!!!
مرسى القلم :
جاني الدكتور وقبل انه يحط اللي بها
أمسى يسمونه مداوي
فوق صدري
قال تدري ؟ قلت : سم
قال بدري ’ قلت من عمرك وعمري
قال تدري ؟ قلت وشهو ؟
قال خلّك في غباك
ويوم أخذ من ايدي قطره ويمكن أكثر
قلت له عيد النظر
فقال لي : أنت شكلك مغرم بحب الوطن
قلت له حدّ الكفن .
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
أخلاقيات المهن 2367