بعيدا عن المزايدات والكلام الكثير، ويكفي ما أصاب شعبنا من حروب ولعنات وقتل في الضمير، بعيداً عن الثناء والمديح، وتصريحات في غاية الجنون، والإصرار الشديد على عدم العودة إلى الماضي وإفساد العقول، لا نريد أن يقوم الجنوب على حساب أطفالنا وشيوخنا ونساءنا المقهورات، إنها الحرب لو قامت سوف تقوم على كل الأنفس العفيفات، وتغتال فيها الثقافات والحضارات، كل الكتب السماوية تنبذ الخيانات.
يا سيادة الرئيس خطابك كان مقنعا ورائعا، والجميع مع الوحدة والتسامح والتصالح وضد الانفصال والحرب، لا لسفك الدماء ولا نريد أن نلبس الرداء الأسود.. يكفينا تصادم واغتيالات، لكن نريد إبعاد أعوان السوء والخبثاء وأصحاب المطامع والذين يسلكون كل الأبواب لأنفسهم، ويغلقون كل الأبواب بوجه الغير، يا فخامة الرئيس لدينا شباب أحياء وأموات.
من واجبنا نحن أن نحيطكم علماً، بأن المجتمع اليمني بكل الفئات والطبقات لا يريدون الانفصال وإنما يريدون الوحدة ومعها قلباً وقالباً، ويعارضون التعصب الضار، ولكن وحدة العدالة والمساواة وحدة المتابعة وحدة إيجاد فرص عمل للمحتاجين وليس لأبناء المسئولين، وحدة مكافأة المحسن والمخلص ومعاقبة المسيء والمتملق، وإعطاء كل ذي حق حقه.
سيدي الرئيس، لدينا من الذين يحملون الكروت الحمراء والصفراء الكثيرون، لا يسترعوا أموال رعيتهم وغافلون من أمورهم أيضاً، ويجعلون الحجاب بينهم وبين المواطنين مردوم مثل يأجوج ومأجوج، أما المواطن المسكين الأسير كان الله في عونه مع الذين يأكلون ما في الأرض من خير، ويسبحون في ملذات الدنيا بالدين، أنهم يغضون عن الجرائم والظالمين، ويأكلون طعام المسكين، فويل لهم من المواطنين، إننا نعاني في مجتمعنا هنا من أمراض خطيرة ولن نرتفع ولن ننهض وهذه الأمراض تقتل صغيراً وكبيراً عالماً وجاهلاً عاملاً وعاطلاً.
في تدفق سريع للواقع، الأوراق لا توقع إلا بالطلوع إلى صنعاء، معادلة شهادة استخراج بدل فاقد وأية معاملة أذهب إلى صنعاء، إيجاد فرص عمل فتش في صنعاء، الطلوع سهل لكن المصاريف والتمويل والنفقة على الفنادق والطعام صعبة، لقد ضقنا ذرعاً، المواطن يعاني يا (أبو أحمد) والشباب في الدرك الأسفل اشرفوا على الموت، وحتى هذه اللحظة نجد صعوبة في حل هذه المشكلة، ناهيك عن صعوبة الحالة المادية لدى البعض، عدم المساواة في المرافق الحكومية للمتابعين لحقوقهم بين مواطني المحافظات اليمنية، فهؤلاء يمنيون ولكن منبوذين ومغتربين داخل الوطـــن.
أنى أشكو لسيادتكم ضعف وقلة حيلة الناس .. مشكلة الضعفاء في كل المحافظات على حد سواء.. إنهم المهمشون في الأرض .
د/ الهام باشراحيل
رسالة إلى فخامة الرئيس 1791