الصحافة رسالة سامية :
يحز في النفس أن نرى بعض من الزملاء الصحافيين يستغلون مهنتهم وصحفهم لغير رسالة الصحافة السامية، التي نرى بل نجزم أنها رسالة تنويرية إصلاحية .
فهي تنويرية تقدم للقارئ وجبة دسمة من المعلومات المفيدة التي تجعله يعيش ويواكب المتغيرات التقنية والعلمية التي سبقتنا إليها أمم أخرى .. وهي إصلاحية تقوم بنقد كل السلبيات بغي إصلاحها وليس من أجل الإساءة والتشهير بزيد أو عمر من الناس أو تصفية حسابات أو الارتزاق المادي غير الشريف والابتزاز الذي يتنافى مع مبادئ ومثل وأخلاقيات مهنية ورسالة الصحافة السامية والمقدسة .. وفوق ذلك فهي –أي الصحافة- لسان حال الضعفاء والمظلومين والمقهورين لإيصال أصواتهم وأناتهم إلى أعلى مستوى ومن يهمه أمر هؤلاء .. فهل نرتقي بمهنة الصحافة والصحف إلى مستوى مكانة وسمو وقدسية هذه المهنة بعيداً عن هذه الأساليب ؟.
تساؤلات :
هل يمكن للحرية أن تزدهر وتنمو في وطن فقير .. بائس ..جائع مواطنوه, وانتهاك أخذ بالاتساع .. يطال كرامة الناس وحقوقهم العامة .. من الخبز حتى صندوق الانتخابات .. هل للفقر أن يبني مملكته المزينة بكل قيم الحرية .. أن يطلق إبداعات المجاميع المكبلة بسلاسل الحاجة دون أن يحطم الناس تلك السلاسل وصناعها .. والظروف المولدة لها .. هل يمكن للحياة أن تكون أقل ظلماً وفضاضة .. أكثر عدلاً ومساواة في ظل سلطة القهر وهيمنة المعادلات المختلة الجائرة .. حيث تسحق مواطنة الناس بأعقاب البنادق.. وتقمع رغبات التحرر والانعتاق .. ويتحول الوطن بثرواته وترسانة قوانينه إلى تكريس وتسييد مصالح القلة المترفة المتنفذة، وتمليكها مقاليد السلطة والثروة .. مقابل مضاعفة الشقاء والبؤس الدائم للسواد الأعظم .. لم يعودوا يملكون شيئاً يعزز انتمائهم للوطن .. وبالتالي يخشون فقدانه في حال رفضه لواقع مهين لآدمية الإنسان وحقوقه وحرياته .
محارب .. محارب !!
المثقف في الدول المتخلفة محارب إن صام ومحارب إذا فطر، محارب إذا قال الحقيقة وصدق ومحارب إذا كذب، محارب إذا اغتنى من تعبه، ومحارب إذا اغتنى بالرشوة، لأن المجتمع المتخلف ، يشعر إزاءه –أي المثقف- بالنقص، لذا يحاول أن يحوله إلى " حمار" عملاً بالمثل القائل " بين أخوتك مخطئ ولا وحدك مصيب " !!
خطاب بأس :
الخطاب الإعلامي المتشنج للبعض، سواءً جاء من المعارضة أو السلطة ، خطاب بالغ البؤس، صاحب خصومة حقيقية ومستجدات الحياة، لا يقدم إجابة شافية واضحة لأزمة المجتمع والوطن، بقدر ما يظل أسير ثقافة مأزومة يستوي فيها ذاك " اليساري واليميني" المثقف والقبيلي .. نحتاج إلى أشياء أخرى بدلاً من ركام البلادة !! .
من العجائب :
من عجائب الزمن في البلاد المسماة بـ"أرض اليمن السعيدة" أن كل من فيها يشكو ويتذمر، ابتداءً من أصغر مواطن وانتهاء بأكبر مسؤول .. وعندما توجه الاستفسارات إلى " الرؤوس الكبيرة" تجدهم يتعاطفون معك، بل ويدعون معك إلى التغيير، ويشددون على ضرورة الإصلاح ، وإنهم مع كذا وكذا ، ولابد أن تصبح الأمور بالشكل الفلاني و و إلخ, من المقترحات الرائعة القوية .
ترى إذا كان الجميع –دون استثناء- يدعون إلى التغيير والإصلاح، فمن ينفذ ؟!
تجويد :
التجويد لغة هو :إجادة الشيء وتحسينه، واصطلاحاً هو: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه من الصفات والمخارج والمدود .. وواقعنا ينبغي أن يكون التجويد : إعطاء كل موظف حقه ومستحقه من البدلات والترقية والحقوق والاحترام وليس إعطاء كل فاسد فرصة أكبر للفساد والعبث بالمال العام !!.
مفارقة :
قد تقعد الحرب وتضع أوزارها وتستريح عن قذف حممها والدوي " الطيخ طاخ طيخ " .. لكن مافي الحرب هو أن تبقى فكرتها مستعرة ومستقرة في الأذهان والنفوس، هنا تأخذ الحروب شكل سياسات خراب وتخريب ودمار وتدمير تطال ما شيده الإنسان بغير حاجة، مدفع أو دبابة .
فلماذا اتصفت الخرسانة المسلحة بالصلابة، إلا لأنها تظل عرضة للتطويح في أية لحظة .. السياسات الحربية الفكرة، تطيح وتبطح الشعوب كما تطيح وتبطح البناء أيضاً .. تلك مفارقات قارعة التخلف .
alhaimdi@gmail.com
محمد الحيمدي
بابيس يا بابيس 1753