تطور العملية التربوية والتعليمية في مدارسنا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بموضوع الأنشطة اللاصفية التي غابت عن مدارسنا بشكل مؤلم، كلما تم إيلاء الأنشطة اللاصفية اهتماماً ودعماً كلما حققت العملية التربوية والتعليمية تطوراً وارتقاء بحسب وقدر ذلك الاهتمام والدعم .
وكأحد التربويين في م/ أبين مديرية خنفر أرى بأن الأنشطة اللاصفية المختلفة غائبة تماماً عن مدارس م/ أبين إلا في حالات قليلة هنا وهناك، فإن كان هناك من وجهات ورؤى جادة وإيجابية وجدناها لدى قيادة مكتب التربية والتعليم/ خنفر أكبر -وأهم وأبرز مكاتب التربية على مستوى مديريات م/أبين فإن -هذه الرؤى والتوجهات تنصدم بشحة الإمكانيات وغياب الدعم الذي يؤدي إلىتنفيذها تنفيذاً يحقق الأهداف والغايات المنشودة .. وطبعاً مع إشادتنا وتقديرنا لتلك الأنشطة والفعاليات الكثيرة والجادة التي فقدت على مستوى عدد كبير من مدارس مديرية خنفر كبرى وأهم وأبرز مديريات م/أبين، والمديرية التي تحوي ما يزيد عن "70" مدرسة أساسية وثانوية .
وأن جئنا لنستعرض مدى أهمية وفائدة الأنشطة اللاصفية فإننا نقول: إن هذه الأنشطة ضرورية ولابد منها، ولابد من دعمها باعتبارها جزءاً مهماً ورئيسياً في العملية التربوية والتعليمية، ولو رأينا مصر مثلاً كدولة سنرى أن مصر وفي برامجها التربوية والتعليمية تم قامت بإدراج الأنشطة اللاصفية ضمن المواد الدراسية، فنجد أن هناك حصصاً للتربية الرياضية والموسيقى والغناء وغيرها .
الدوام المدرسي لدى الطالب اليمني اليوم فقد تحول إلى دوام ممل نتيجة لتتابع الحصص المنهجية دون ان يتخللها حصص للأنشطة .. والطالب يحتاج إلى كسر هذا الروتين الممل والذي يؤثر تأثيراً كبيراً على جانب استفادته التربوية والتعليمية .. الطالب يحتاج إلى إبراز طاقاته الإبداعية المختلفة في الرياضة وفي الغناء وفي الموسيقى، فكيف بالله عليكم تريدون للعملية التربوية والتعليمية أن تحقق غاياتها المنشودة وقد تحولت المدارس إلى سجون كئيبة للطالب اليمني الذي يرى في المدرسة مكاناً للكتابة ولحل الواجبات وللاستماع فقط ؟ كيف ستتطور العملية التربوية والتعليمية في بلادنا وعلى مستوى مدارسنا وهناك غياباً لواحد من أبرز الأمور في سياساتنا التربوية والتعليمية الموقرة ؟
جانب يحتاجه الطالب لإفراغ طاقاته وإمكانياته .. جانب يمثل نوعاً من التجديد والترفيه الإيجابي والمرغوب من جانب الأنشطة اللاصفية، التي نرى أن على وزارة التربية والتعليم أن تهتم به اهتماماً كبيراً وحقيقياً وليس سطحياً كما هو حاصل اليوم .
نرى الكثير من مسؤولي وزارة التربية يطلون بين الحين والآخر، ويلقون على مسامعنا كلاماً مللنا منه وسئمنا منه أشدال سئم وبدلاً من الأحاديث المنمقة نريد توجهات جادة وحقيقية .. توجهات تساهم في تناول أسباب ما تعاني منه العملية التربوية والتعليمية من مشاكل وسلبيات وتضع الحلول والمعالجات، وفي رأيي أن موضوع الأنشطة اللاصفية موضوع مهم ويجب عدم إغفاله لما من شأنه أن يساهم في تطوير العملية التربوية والتعليمية في بلادنا وفي مدارسنا التي تعيش واقعاً مؤلماً وقاسياً وصعباً .. فرغم كثرة المدارس وانتشارها وزيادة عددها خلال العقدين الماضيين إلا أنها بحاجة إلى أمور كثيرة وتوجهات عاجلة وحقيقية لتناول جملة مشاكلها واحتياجاتها، أعتقد أن الكثيرين يوافقونا فيما طرحناه وإلى لقاء آخر إن شاء الله .
??