هل ما يجري على أرض الأفغان يعكس حقاً الإرادة الدولية وهل يمكن لعمل عسكري واسع النطاق كهذا أن يستأصل شأفة الإرهاب ويردم بؤر العنف ويجفف منابعه إلى غير رجعه ؟
إنها أسئلة تصبح الإجابة عنها أكثر تشاؤماً، كلما حان أمد الحرب وتضاعفت الخسائر بين المدنيين العزل، فحصيلة الحرب الأميركية البريطانية على أفغانستان محدودة النتائج لجهة تحقيق شعار مكافحة الإرهاب، هذا في حين تتراكم المآسي وتتدفق صور المعاناة الإنسانية لأطفال ونساء ومدنيي أفغانستان، مما يضعف مشروعية الحرب أو يقلل في أحسن الافتراضات من جدوى الاستمرار في خوض غمارها دون طائل .
والواقع أن هذه الحرب التي تطحن بين رحاها عشرات الآلاف من الأبرياء لم تعد قادرة على الاحتفاظ بجاذبيتها عند الرأي العام وبإمكانية اقتلاع العنف بغارات الطائرات وقصف الصواريخ ، فما ترشح عن الحملة العسكرية وتبثه وكالات الأنباء المرئية يوسع من مساحة الافتراق بين ممثلي هذه الحرب والمتعاطفين معها على الصعيدين الرسمي والشعبي ويصف أنصارها بأوصاف لا تقل عن فظاعة وجرماً عن الإرهاب نفسه .
الأرواح التي تزهق في أفغانستان هي نفس الأرواح البريئة التي أزهقت في واشنطن ونيويوركـ والإرهاب المرتكب ضد المدنيين في الدولتين لا يقل بشاعة عن الإرهاب الذي تمارسه الصهيونية تحت سمع وبصر العالم في ظل رفض عواصم القرار الدولي صياغة رؤية موحدة لمفهوم الإرهابـ واتخاذ معالجات شاملة وجذرية لا تقف عند استخدام القوة فحسب بل وقبلها معرفة قابلات وحوادث العنف من الفقر وحتى الحقوق السياسية، ومن احتلال فلسطين وحتى عقم النظام السياسي العربي البوليسي وغيره الكثير من مخصبات العنف .
وتأسيساً على ماسبق فإن الأحزاب والتنظيمات السياسية والشارع اليمني أدان ويدين الإرهاب بكل أشكاله .. إرهاب الجماعات والأفراد والدول، كما يدين في الوقت نفسه تحويل شعب أعزل إلى هدف قائم لذاته، ويرى في أي مكان من العالم وبكل المقاييس إرهاب مُدان .
alhamdi@gmail.com