في البداية أود التأكيد بأني هنا لست معني بتقييم سياسة الحكومة تجاه مختلف القضايا التي تهم كل أبناء الشعب اليمني وسأترك هذا الأمر للباحثين والمختصين والمحللين وخبراء النظم السياسية، إذ ما يعنيني هنا هو ما يحاك أو ما يسعى إليه البعض في الحكومة من النيل من قبيلة حاشد وخلخلة بيئتها القبلية والاجتماعية، كونها القبيلة التي ظلت ومازالت عصية أمام جميع المحاولات من قبل البعض لافتراقها وتفتيتها واستطاعت بتلاحم أبنائها الأوفياء رغم المطبات التي زرعت في وجه هذه القبيلة بغية تفريقها والنيل من وحدتها أيضاً سواء كانت تلك المطبات عن طريق الحزبية والتعددية السياسية تحت مسمى الديمقراطية هذا المصطلح الغربي الدخيل على مجتمعاتنا العربية المسلمة والمحافظة على كل القيم والمثل والعادات الحميدة للقبيلة والتي تشكل قبيلة حاشد أبهى صورها وعاداتها الحميدة .
ومما لا شك فيه أن الكل يدرك بأن مخطط التعددية السياسية والذي يراد منه تمزيق قبيلة حاشد قد فشل وتحطم على أسوار جسور المحبة والتماسك بين أبناء قبيلة حاشد وأنه من الضروري بمكان أن أشير هنا إلى أن الحزبية موجودة في أوساط أبناء القبيلة، فنجد من ينتمي من أبناء القبيلة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام وإلى حزب التجمع اليمني للإصلاح وإلى أحزاب كثيرة موجودة في الساحة اليمنية إلا أن ماهو مهم هنا هو أن أبناء حاشد مهما اختلفت الأحزاب السياسية فإنهم في الأخير يظلون أبناء قبيلة حاشد وحين يجتمعون فإن اجتماعهم يكون تحت عباءة أو تحت سقف قبيلة حاشد ويتناسون الصراعات الحزبية التي تظل محصورة في العاصمة صنعاء والمدن الأخرى أو بالأصح في أروقة ودهاليز مقرات الأحزاب السياسية .
ومن هنا أقول ياليت مشائخ وأعيان وعقال ووجها وأفراد قبيلة حاشد يدركون مايحاك ضدهم من بعض الأطراف في الحكومة من مطبات ومؤامرات للنيل من وحدة أبناء القبيلة، وياليتهم أيضاً يدركون ويستشعرون مخاطر المؤامرات التي تحاك ضد بلادنا سواء من الداخل أو الخارج لزارعة الفرقة وتمزيق معظم قبائل اليمن ومنها قبيلة حاشد، سيما وأن أصحاب هذا المخطط ينشطون مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 27 أبريل القادم .
ولا ندري لماذا يتعمد الكثير في الدولة أو في الحكومة تجاهل الدور البطولي لقبيلة حاشد ونضالها ولماذا لا يتم مبادلة هذه القبيلة الأصيلة الوفاء بالوفاء ؟ ولماذا لا تقوم الحكومة بتطبيق النظام في أن تكون الأولوية في المعاهد والكليات العسكرية والأمنية والبعثات الدراسية لأبناء الشهداء والمناضلين ؟.
ولماذا لا تقوم الحكومة والسلطة المحلية بواجبها وتقديم الدعم مثل المشاريع الخدمية و الإنمائية مثل التعليم والصحة والكهرباء والماء إلى جميع مديريات وعزل وقرى قبيلة حاشد وما ذلك إلى جزء يسير مما يجب تقديمه كرد الجميل لوفاء وإخلاص أبناء حاشد لهذا الوطن ! ولماذا لا يزال الفقر والجهل والمرض الذي كان في عهد الحكم الإمامي البغيض يخيم تحت سماء حاشد؟ .
كما أقول لأخواني في حاشد ألا تدركون بأن السلطة قد جعلت الكثير منكم وحوشاً مفترسة لحماية كراسيها وحراساً لمصالحها، مستغلين -وأقصد هنا من هم بالسلطة- صدق ووفاء أبناء حاشد كما يستغلون الشعب اليمني ومستمرين في استغلال أموال الشعب ونهب ثرواته .
وأخيراً عليكم يا أبناء حاشد بالوقوف صفاً واحداً لتجاوز تلك المطبات والمنعطفات وذلك من خلال التمسك بوحدتكم والحفاظ عليها وعلى مبادئكم وأخلاقكم وقيمكم والحرص على أخوتكم وانظروا إلى ما فعله المتمردون الحوثيون في محافظة صعدة وكيف تخلت الدولة عن أتباعها وسلمت المواقع للحوثيين وتركتهم ينكلون بالمواطنين الذين ساندوا الدولة ؟! وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضاه وهو الهادي إلى سواء السبيل .
علي مارش العرجلي
هذه حاشد .. وياليت قومي يعلمون ! 2561