نحن من هذه الأرض الطيبة العربية التي شعارها المحبة والسلام، وكتابها القرآن ودينها الإسلام.
الفساد وما أدراك ما الفساد.. إنها ظاهرة خطيرة وآثارها كثيرة وكبيرة ، تفشيها ينعكس على السلوك والأخلاق، ويبعدنا عن قيمنا الإسلامية في سبيل المصلحة الخاصة ، وهذا يكلفنا الكثير فنصبح من الخاسرين والنادمين.
لقد عم الفساد بكل أشكاله وفي كل مكان فهو الخراب الكبير والطامة الكبرى، عدم أداء الواجب الوظيفي والرشاوى والوساطة واللامبالاة على الملكية العامة والفوضى والتخريب، هذا يؤثر على المستوى بشكل عام، انها ظاهرة تنمو وتدمر، بفعل العوامل الاقتصادية والاجتماعية إذا غاب عنها الوازع الديني وتدفع بالإنسان لبيع مبادئه ضارباً بها عرض الحائط ، في مجتمعنا أصبح من الصعب التخلي عن الرشاوى والوساطة، والظهر المتين والمساندة القوية وطريقة شيلني واشيلك، وكل هذه المسميات والمصطلحات، إنهم جماعة السوء، بل أصبحنا لا نفرق بين ما هو حلال وحرام، لا حسيب ولا رقيب وهؤلاء كثروا في مجتمعنا.
الحديث عنه كثير ولا حلول تذكر وتطرح، والمحزن أن المفسدين يصبحون أبطالاً يصفقون لهم، متى نكون وطن دون فساد ومفسدين؟ متى سنحترم البسطاء منا ونرحم ضعفائنا، متى نكون امة مستنيرة ووطن مستنصر.
لماذا الظلم من ذوي القربى، كل يوم في مهاترة ومشاجرة مع أولئك الذين لا يسيرون العمل بالطريقة الصحيحة والذين يستغلون مناصبهم حتى لو كانت صغيرة، لا استطيع أن أتمالك أعصابي، لابد من أدس بأنفي في كل صغيرة وكبيرة حتى لو كان الأمر لا يعنيني، إذا خاطبت شبابنا عن أهمية الإصلاح وكيفية معالجة الأمور بصدق، يرددوا أنت تحلمي ماذا سنعمل، بس ( مشي حالك)، وإذا أزعجني موقف في هيئة حكومية وطالبت بالمساواة وحسن المعاملة وانجاز العمل وعدم تفضيل بعض عن بعض، وعدم زرع الشقاق، يستخدموا معي أسلوب المماطلة وعبارة تعالي بكرة، وإذا اعترضت على منكر في مؤسسة تعليمية تربوية قالوا أنت مزايدة. تارة ادخل في مشاجرة وتارة استخدم أسلوب ادخلي يا لساني، إنها مفارقات المزايدة.
إننا على يقين بوجود أشخاص مخلصين داخل المجتمع، يحبون الحق ويعملوا على تصحيح هذا الاعوجاج، فنحن في أشد الحاجة إليهم الآن لمحاربة المفسدين والقضاء على الفساد ومعرفة الخلل والخروج منه ليس بالكلام الكثير والتي لا فائدة منه، وإنما بالمجابهة والجهد والمحاسبة، من أجل تحسين الأداء وإشاعة الوطنية وإحقاق الحق. فكيف لبلد أن تنهض وترتقي والساكنون فيها لا يدركون معنى الوطن والعمل وأمانة العمل.
«ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون»(الروم:41).
د/ الهام باشراحيل
الفساد وشرور الأنفس 1550