قال صلى الله عليه وسلم :"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لقد مّن الله على هذا الشعب بصفات جميلة ومنها الأخلاق والقيم التي تميزها بها أهل اليمن.
فالعدل مطلوب سواء في القول أو الفعل وقليل هم الذين يفقهون ذلك، فترى البعض في مجتمعنا اليمني عندما يرتكب أي مخالفة قانونية على سبيل المثال: عندما يدخن أحدهم سيجارة في سيارة الأجرة أو في الأماكن المغلقة فتنصحه بإطفاء السجارة لأنها تؤذي الآخرين ولأنها ممنوعة قانوناً يرد عليك ببرودة قائلاً: "أنت في اليمن".. وكأن اليمن مزبلة العالم.
فمثل ذلك لا يرى إلا ما هو سيء والمعروف أن كل المجتمعات فيها السلبي والإيجابي.
فلماذا نعمم ما هو قبيح وما هو سيء في مجتمعنا الأصيل ونترك كل ما هو جميل فيه؟
فإنك إذا أمعنت النظر قليلاً ستجد أن اليمانيين يتمتعون بصفات وقيم يفتقدها كثير من المجتمعات وذلك أن اليمانيين مفطورون على الإيمان والحكمة بنص الحديث "الإيمان يمان والحكمة يمانية" فعلينا أن نكون كذلك وأن ننشر القيم كما نشرها أجدادنا من قبل.
إن الذي جذبني للكتابة في هذا الموضوع هو أن إحدى المذيعات الخليجيات عندما أبدت إعجابها بما رأت من قيم وأخلاق لم تكن تتوقعها فقد قالت: مررت بأكثر من عشرين ألف متفرج في كل من عدن وأبين فلم أسمع أي كلمة سوء أو تصرف يخدش الحياء بل كانوا يفسحون الطريق أمامي بكل احترام فأدهشني ما رأيت.
وكذلك أحد المذيعين الخليجيين عندما قال: إن خليجي 20 موسم للربح واستغلال الفرص وما رأيته ولمسته في اليمن كان مدهشاً وأكثر من رائع فقد ركبت مع سائق التاكسي وعندما وصلت إلى محل إقامتي ناولته أجرة المشوار فرفض أن يأخذها قائلاً: أنت ضيف، وفي المطعم عندما قمنا إلى المحاسب قال صاحب المطعم: إن صاحب الطاولة التي هناك قد حاسب عليكم، فتعجبت من تلك النخوة التي تكاد تكون معدومة في كثير من مجتمعاتنا العربية فقد أصبح الشخصان يأكلان في مطعم وكل واحد منهما يحاسب على نفسه مع أنهما على نفس الطاولة.
نعم إن مجتمعنا اليمني على بساطته وقلة ذات اليد عنده إلا أنه مازال يحمل قيماً عالية ومنها الصبر والتسامح والتواضع.
فلا ينبغي لنا أن نعمم السيئات التي لا تمثل شيئاً أمام الحسنات، لأن الحسنات تتضاعف والسيئات تتضاءل وتندثر بدليل قوله تعالى :"إن الحسنات يذهبن السيئات"، فمن الواجب علينا أن ننشر الفضيلة ونزهق بها الرذيلة التي يروج لها اليائسون الذين إذا وجدوا ما يملئون به بطونهم أقاموا المؤتمرات والندوات التي يمدحون فيها هذا الشعب، وإذا فقدوا مصالحهم نشروا الرذيلة وكل ما هو قبيح عن هذا الشعب الطيب لأنهم لا يعيشون إلا في المياه العكرة.
سلام سالم أبوجاهل
نخوة يمانية.. بشهادة خليجية 1917