ما أروع أن يكتب المرء عن هموم ومشاكل البسطاء في وطن كثرت همومه ومشاكله .. وما أجمل أن يكون الطرح هادف وبناء وموضوعي وبسيط لا يراد به إلا خدمة الوطن، بعيداً عن المصالح الضيقة أو أعراض الدنيا الزائلة وبعيداً كذلك عن أي ولاءات حزبية أو جهوية أو غيرها .
كإعلامي أحس بالسعادة والسرور حينما أجد إشادة وتثمين على ما نطرحه من كتابات هادفة وبناءة من قبل الكثير، ممن نلتقي بهم أو ممن يتواصلوا معنا هاتفياً .. وإن كان هناك من يبدي ملاحظة أو يعاتبنا على بعض مما نكتبه فإننا نعامله بود وحميمية ونطلب منه الجلوس للحوار والنقاش باعتبار أن الحوار قيمة حضارية سامية أمر بها ديننا الإسلامي الحنيف، ولست هنا بذكرى لكلامي السابق بصدد التفاخر والتباهي بل أن مانقصده هو أن القلم في يد الإعلامي والكاتب الصحفي أمانة يجب القيام بها بمصداقية ومسؤولية يجب الاضطلاع بها وتأديتها من منطلق تقوى الله والحرص كل الحرص على نقل هموم وتطلعات العامة من الناس في هذا الوطن الذي كثرت مشاكله وهمومه وتحدياته وملماته .. الوطن الذي يحتاج اليوم إلى جهود أبنائه وطاقاتهم في بناء ورقي اليمن وفي رفعته وسموه ونمائه وتطوره .. الوطن الذي يئن اليوم أنيناً مؤلماً خصوصاً في ظل المشهد السياسي المتأزم بين قادة الأحزاب السياسية والفعاليات السياسية.
ما أجمل أن تكتب بصدق وصراحة وواقعية، بعيداً عن التزلف أو المبالغة أو " التطبيل" مثلما تحلو التسمية للبعض .. ففي الصدق والصراحة والواقعية يُكتسب الاحترام والتقدير والثناء .. بالصدق والصراحة والواقعية أيضاً تجد المضايقات والتصرفات اللامسؤولة الخارجة عن قواعد الذوق والتهذيب باعتبار إن الحقيقة المجردة "مُرة" عند من لا يريدها ويحال أن يجافيها، كتبنا غير مرة وانتقدنا وأظهرنا حقائق بمهنية صحفية وبمسؤولية عالية .. فوجدنا العتاب والملامة رغم أننا نلتزم بأدبيات وأبجديات الكتابة الصحفية ومن منطلق حرية الرأي والتعبير المسؤولة والهدافة والوطنية .
ولعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز والرضا عن الذات حينما نكتب ونتجه بكتاباتنا إلى مناشدة فخامة الأخ/ الرئيس بالتدخل لعلاج هذه القامة الإعلامية الكبيرة أو تلك الشخصية الوطنية ذات المواقف الوطنية الكثيرة .. نشعر بالفخر والاعتزاز والرضا عن النفس حينما نوجه أقلامنا لقائد الوطن وباني نهضته وتطوره، ونوضح له السلبيات والاختلالات ونطالب فخامته بإصلاحات وتوجهات مطلوبة وملحة بما من شأنه أن يحل مشاكل البسطاء والقضايا التي تحتاج إلى سرعة التوجيهات وعمل المعالجات .. نشعر بالفخر والاعتزاز والرضا عن النفس حينما نبين مكامن الخلل والفساد ونتحدث وبشكل متواصل عن ضرورة مكافحة ومحاربة الفاسدين الذين يطالهم الجزء الأكبر من خيرات وثروات هذا البلد المثقل بآهات غالبيته العظمى الموضوعة تحت خط الفقر والتي تتطلع اليوم إلى معالجات جادة وحقيقية وفاعلة .. القلم في يد الإعلامي أمانة والكتابة الصحفية يجب أن تكون هادفة وبناءة ونافعة للوطن ولقضايا وتطلعات المواطن في شتى نواحي الحياة المختلفة .. فهل آن الأوان لعمل تقييم كامل وشامل حول مانكتب؟ سؤال موجه لكل صحفي وإعلامي .. وإلى لقاء آخر إن شاء الله .
آخر الكلام :
شوف القلم يا صاحبي في يدك أمانة ** لا بد أن تعطي الأمانة في مسارك حقها
أكتب وعبر بس الوطن لا بد له من صيانة ** لأن اليمن أرضك وعزتك من عزها
واللي كتب عن هم المواطن ربي أعانه ** حاز الإشادة والثناء والمحبة كلها 
??