فلسطين الجريحة
يشيب الرضيع ويدمي الفؤاد لما يحدث في فلسطين الجريحة، وأنظمتنا العربية تتسابق في عتبات البيت الأبيض وتقديم المبادرات والتنازلات الخيانية لإثبات تخليهم عن قضايا أمتهم المشغولة والمهمومة برغيف العيش والمطحونة بآلة الفساد والقمع ووو إلخ، لكن هذا الحال إلى متى يستمر ، أما آن الأوان للأمة العربية أن تصحو من سباتها العميق لتدافع عن مقدساتها وتوقف مسلسل الخيانات .. إذا كنا سابقاً نرى ونسمع عن مظاهرات عارمة تزلزل عروش الخائنين تحت أقدامهم .. فما هو مبرر الصمت العربي في الشارع مؤخراً ؟! لا بد من العودة وبقوة للتعبير عن مشاعر السخط والغضب ضد ما يمارس على الفلسطينيين من قمع وتهجير وإذلال وظلم وتجويع ومهانة واحتقار وحصار .
تبشير
"الشرق الأوسط الكبير" أو المشروع الأميركي لتطوير المنطقة وإدماجها مع البلدان المحيطة كان سيحظى باهتمام شعوب المنطقة لو لم يأت في أعقاب الغزو الأميركي للعراق ، أما بعد "الديمقراطية " الأميركية المعمولة في غزو واحتلال بلد عربي ونشر الرعب والإرهاب بين أوساط الشعب العراقي ونهب مقدراته وتشويه وتدمير حضارته ، فيبدو اهتمامات شعوب المنطقة أبعد ماتكون عن تفكير أولئك السياسيين والأكاديميين الذين اتفقوا وقتاً في إخراج هذا المشروع الأميركي ، وهو مايذكرنا بعبارة "روبسبيز" الشهيرة "إن الشعوب لا تحب المبشرين المدججين بالحِراب" .
تحديات الديمقراطية
إن أكبر تحديات الديمقراطية في البلدان النامية تشق طريقها في بنية اجتماعية واقتصادية ضعيفه النضج والتكوين ، الأمر الذي يضيف أعباء في العمق على مشروع النهوض الديمقراطي المنشود .
الديمقراطية كما صار معروفاً في الأدبيات السياسية هي دولة المؤسسات ، وأي طرح لها خارج ذلك يجعلها مجرد "واجهة" أو "قشرة" لا تحمل من الكلمة إلا حروفها فقط .
الديمقراطية مؤسسات حقاً، إنها منظمات واتحادات وجمعيات وصحف وجامعات ذات طابع حر، وتكوين أصيل ينبع من التمثيل الحقيقي لشرائح المجتمع وقواه الفاعلة .
الفساد!!
الكلام عن ضرورة محاربة الفساد مايزال الحديث المناسباتي المفضل للبعض إن لم نقل معظم رموز السلطة ، لأنهم كما يبدو يريدون أن يثبتوا لنا إنهم ليسوا غافلين عن الفساد ، ويعترفون به علانية وينتقدوه ويشيعوه، وكأنهم والسلطة التي يمثلوها شيء والفساد شيء آخر، وهي طريقة مبتكرة لمصادرت حق الناس في الشكوى وامتصاص الغضب الذي يحتمل في الصدور وتحويله إلى جهة مجهولة !! ، والسؤال هو : هل ينتظر الفساد أن يحارب نفسه ، أو حتى أن يعترف أنه هو الفساد بعينه ، فمتى سمعنا أية محاسبة أو تغيير أو إقصاء من وظيفة لأي مسؤول ، مهما صغر أو كبر لأنه استغل وظيفته وأثري من ورائها ، بل العكس هو مايحدث ، فهو يكافأ بنقله إلى منصب آخر وغالباً يكون أفضل من المنصب السابق، وهذا تشجيع مباشر وصريح على مزيد من الفساد ، وإنكار بصك رسمي لفساد رموز السلطة هؤلاء .
بلا ذمة ..
يبدو أن قانون الذمة المالية لا يحظى بأي قبول لدى المعنيين في المناصب العليا في الحكومة، فما يعني أن البعض يفضل أن يعيش بدون ذمة طوال حياته !! .. ولا من شاف ولا من دري .
وثائق
تثير قضية اختفاء وثائق الموظفين في جهاز الدولة سخطاً واستنكاراً واسعين ، فإذا هذه هي الدولة التي لا تستطيع حماية ملفات موظفيها وتطلب منهم كل شهرين أو ثلاثة وثائق جديدة فأين هي الدولة .
ربع أميركي !!
قوات الاحتلال الأميركية تعلن منذ بدء الاحتلال وإثر معظم عمليات المقاومة الوطنية العراقية عن "مقتل جندي أميركي" فقط المراقبون السياسيون يخشون من أن يفاجأوا ذات يوم بالإعلان عن نصف أمريكي "أو " ربع أميركي " !! .
محمد الحيمدي
دبابيس مهمة 1466