لم تكن مشكلة انقطاع المياه عن قرية الفراعي -مديرية حبيش في محافظة اللواء الأخضر مجرد حالة طارئة فقط لأيام أو حتى أسابيع وإنما امتدت الآن لشهور وأصبحت مأساة ..ومستقبلا ستكون كارثة إذا ما استمر الوضع على ماهو عليه من خلال توقف إمدادات مشروع المياه والذي يعتبر من أقدم مشاريع المياه في المحافظات النائية سواء على مستوى محافظة إب أو على مستوى الجمهورية اليمنية .
وإذا كان الكلام يطول ولم يحرك أحد ساكناً ، فما فائدته ولمن يشكو هؤلاء الناس ولمن يتقدمون بطلبهم والوجوه مغبرة تنتظر قطرة ماء والشتاء تمتد أيامه ولياليه ولا أحد يستغني عن الماء ليعود مظهر النساء التي يحملن الأواني والأواعي من أجل الحصول على ماء الشرب أو للصلاة فقط يا عباد الله ، والبئر لم تجف يوماً من الأيام أو مستوى المياه لم يقل والماء من ربنا وربنا يشتي دعاء والدعاء من المسلمين والمسلمين انعدمت في قلوب بعضهم الرحمة واكتفى هو وذويه بإيصال الماء إلى منزله ومنازلهم والمواطنون لهم الله ..يشربوا وإلا يموتوا عطش ، وعادي مادامت المزاجية أصبحت سمة العصر في وطننا الحبيب.
مناشدات عدة وصلتني ودعوات ورسائل وأمانة تبرأت منها السموات والأرض والجبال وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا،من أجل أن أكتب عن مأساة قرية الفراعي -حبيش والتي أفردت لها مسبقاً موضوعين ولا أدري لماذا اكتفى بعض المعنيين فقط بالتعليق على الكلام الخارجي ولم يتحدث أحد عن فواتير المياه التي تصل إلى "2000 أو 5000" ريال ويتم فصل أنابيب الشبكة عليهم ، ومنازل يصل إليها الماء ليل نهار ليسقى منها بعيرهم وأبقارهم وأشجارهم وقاتهم وتغسل بها منازلهم وسياراتهم ولم يدفعوا قرشاً واحداً طوال حياتهم ولأنهم من آل البيت ولا أدري أي بيت وحكم الإمامة انتهى منذ "50"عاماً ، ولكن هي عقليات البعض التي تنحصر فيما يقال عنهم فقط ويتركون هموم المواطن دون أن يحركوا ساكناً .
ولا عجب أن تجد مكتب المحافظة ومكتب المياه وكل المعنيين لا يتدخلون لأنه مشروع خاص وكأنه حق فلان بن فلان وليس خدمة لكل المواطنين وبالطبع مواطنو الجمهورية اليمنية ولا سواهم من مواطني المريخ أو كوكب زحل .
عجيب أمر هؤلاء المعنيين كيف يكونون معنيين وهم لا يقولون شيئاً ولا يفكرون بأي حلٍ سوي وإنما يتركون المأساة تزداد يوما بعد يوم والمشكلة تتفاقم لتصبح كارثة ..ولعل البعض يطمح من اجل توظيف بقية أفراد العائلة في المؤسسات الحكومية وتعيين عدد من المرافقين إلى جانب مالديهم مسبقاً وعلى الأقل مشكلة واستفدنا منها أكثر مما كنا نتوقع وهذا ما يحصل مع كل مشكلة.
ماذا لو استلمت مشروع المياه في قرية الفراعي حبيش جهة رسمية من قبل الدولة -من قبل الحكومة وليس من قبل أشخاص يحسبون على الحكومة ويتصرفون كما يحلو لهم وهل سيكون لهذه المشكلة حل عاجل من قبل قيادة محافظة إب أم إن المسالة ستكون في طور النظر فيها بعد "5" سنين وإلا بعد ما يشيّب الغراب ويبيض الحمار ويولّد الديك ؟؟َ! فقط قليل من الرحمة يا إخواني لهؤلاء المواطنين والذين لم يجدوا من يتكلم عن شكواهم المستمرة ليل نهار في هذا الصدد ولا يعلمون من هو المعني من أجل إيصال المشكلة إليه ؟ هل يرفعون عريضة إلى رئيس الجمهورية بسبب قطرة ماء أم هل يعتصمون أمام أي مكتب يعود لحكومتنا الرشيدة ليقولوا: قطرة ماء يا حكومتاه أم ماذا بالله عليكم ؟؟
هنا سأتوقف عن الحديث وأترك لكل المعنيين حرية السؤال والعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى والعمل على توصيل كآفة الخدمات التي تحفظ للإنسان إنسانيته قبل أن يهلك الحرث والنسل بسبب قطرة ماء ذهبت إلى من لا يستحقها ومات الآخرون عطشاً وحزناً وقهراً على التفرقة التي تحدث داخل المجتمع الواحد.
مرسى القلم :
الوفاء والتضحيه
وين الوفا والتضحيه *** يا ناس في هذا الزمن
واللي تمنـّى أمنيه ** مصيره يدفع الثمن
اتغيّرت طبع القلوب *** يوم الوفي أضحى لعوب
ماعاد للنخوه دروب *** والصدق أضناه الوهن
صار الوفا مثل الجفا *** والود نبعه ما صفى
من زود همي ما غفى *** طرفي ولا دمعي سكن
واللي يضحّي للاسف *** محّد درى به أو عرف
يزرع وغيره اللي قطف *** ويموت في قلبه الشجن
يااهل الوفا وين الوفا *** قولوا لهم والله كفى
حالي عليهم ما خفى ** ما عاد لي فيهم وطن.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
قطرة ماء للفراعي -حبيش ياحكومتاه 3446