أشياء كثيرة كشفتها لنا بطولة "خليجي 20" في محافظتي عدن وأبين..! لقد اكتشفنا وكشفت لنا تلك الأيام التي أمضيتها فيها والتي لا أعتقد أنها تحسب من رصيد العمر، نظراً لجمالها واستثناءاتها، كم أبناء تلك المحافظتين أوفياء وبسطاء وشرفاء ووطنيون وودودون، وكم هم محبون لكرة القدم وألوان العلم الوطني واسم اليمن..!
وكشفت لنا تلك الأيام كم هم معظم المسؤولين في هذا البلد بلهاء، أغبياء ، يضاف إليهم أعضاء المجالس المحلية في محافظات عدن ولحج وأبين الذين يتمتعون إجمالا بنعمة نسيان واجباتهم الوطنية والمهنية والوظيفية وبعدم الإحساس بالواجب وبالمصلحة العامة وبشيء اسمه المواطن الغلبان البسيط المقهور الذي انتخبهم لتمثيله بالمديريات والمحافظات وجوزي بما جوزي به "سنمار".
******
في الحقيقة بقدر ما أبهجتنا بطولة خليجي 20 في عدن وأبين وجلعتنا تلك المناسبة والفرصة نقضي أجمل وأمتع وأروع أيام العمر ـ حزنا كثيراً وتألمنا كثيراً لكل ذلك القدر من الأسى والحرمان والوضع الذي ابتلي به أبناء تلك المحافظات الوحدويون والمتمثل بالمسؤولية فيها وفي الحكومة والذين إلى اليوم لم يقدموا أي شيء ذي بال، يمكن له أن يسعد أبناء تلك المحافظات وينسيهم همومهم أو يقدم لهم خدمات وفرص عمل وفعاليات محترمة توحد الناس وتجمعهم تحت مظلة التسامح والحب والجمال والفن والأمل..!
***
وهناك شيء آخر اكتشفناه وهو أن سيطرة وقوة ما يعرف بـ"الحراك" كذبة كبرى ربما خلقها ويبحث عن وسائل إشاعتها المعنيون هناك بأوضاع الناس الذين أثبتت الأيام والأحداث أنه لا يهمهم اليمن ولا اسمه ولا وحدته ولا ثقافته ولا استقراره بالمعنى الحقيقي والدلالي واللغوي والعملي والوطني..!
***
في الحقيقة لا يوجد في المحافظات الجنوبية "حراك" ولا هم يحزنون، الذي يوجد هو أن أبناء تلك المحافظات يحبون العلم الوطني أكثر من غيرهم ويحبون الرئيس علي عبدالله صالح الذي ملأت صوره ملاعب بطولة خليجي 20 بالآلاف ـ أكثر من غيرهم..
والذي يوجد هو أن أبناء وبنات وشيوخ وشباب وشابات عدن ولحج وأبين يحبون الوحدة الوطنية ويتمسكون بها أكثر من غيرهم..!
لكن المشكلة تكمن في القيادات المحلية التي تنتفخ دوماً في بالونة الفساد والفوضى والنهب.
بالله عليكم تساءلوا معي ماذا ننتظر من ثاني أكبر شخصية قيادية في إحدى المحافظات الثلاث والذي أتى إليه أحد المواطنين يشكو من تعرضه لمظلمة ويبحث عن الإنصاف والعدل من ذلك المسؤول المحلي الكبير الذي كان رده بديهياً وسريعاً وواضحاً يقوله له ـ كما تفيد المعلومات التي حصلنا عليها ـ إذهب لـ"الحراك" إذا أردت حقاً مصلحة؟.
تخيلوا ماذا ننتظر من خير قد تأتي به قيادة محلية لهذه المحافظة أو تلك وهي على هذه الشاكلة وقيمها وضميرها هكذا..! إجابة هذين السؤالين عليكم..!
******
المهم ثق عزيزي القارئ يا من تسهر ليلك ونهارك خوفاً على الوحدة الوطنية ـ ثق بأن أبناء عدن ولحج وأبين والضالع وحضرموت وسقطرى هم من سيدافع عنها وعن يمننا الجميل العظيم، ولن نحتاج جيشاً ولا قيادات محلية ولا أي فاسد من هؤلاء الفاسدين.
وثق عزيزي القارئ بأن الله الذي قبض لهذا البلد رجلاً بحجم "علي عبدالله صالح"، هذا الرجل الذي تنصهر ـ كما رأينا بأم عيوننا ـ وتذوب أمامه كل دعاوى المناطقية وغيرها والجميع يقف أمامه، أو حتى أمام صورته تنظيم سلام ودعاء بطول العمر والبطانة الصالحة ـ ثق بأن الله سيلطف بنا وبوحدتنا، لهذا ما علينا إلا أن نتوجه بالدعاء لرب العباد بأن يصيب بعذابه أولئك الفاسدين وتذليل عناء محافظات الوطن المبتلية بمجالس محلية جاهلة، فاسدة، بكل عابث، مرتزق، لا يكون ولاءه الأول والمطلق لله وللوطن وللوحدة والقائد..
****
ختاماً: الشكر لأبناء عدن، لحج، أبين، رجالاً ونساءً على كل ذلك الكم الهائل من التسامح والطيبة والوطنية والانتماء والاحتفاء بالوطن ووحدته وعلمه الوطني ورئيسه وكل أبنائه..
كل الامتنان وتعظيم السلام والحب لتلك الوجوه التي كانت تشع منها ألوان العلم الوطني البراق الذي كان يأخذنا وكأن شعاعه به طاقة عظيمة من السحر الجميل والألق الكوني المبهر..
لكم جميعاً يا أبناء لحج وعدن وأبين محبتي وتقديري ودعواتي التي سأحظي بقدر كبير منها الأستاذ/ ياسر اليماني ـ وكيل أول محافظة لحج ـ الذي يعاني كثيراً بسبب وحدويته ووطنيته وانتمائه وصوته الذي كشف ويكشف فساد القائمين على محافظة لحج والذي دوماً يقف في وجه الخارجين عن القانون والعابثين وها هو اليوم يجني التآمر عليه الذي لا يتوقف ليلاً ونهاراً.
رسالة أخيرة من ذمار مفادها أبعث برسالة شكر لرئيس محكمة وصاب العالي على لسان الصديق العزيز حسن أحمد محسن الجند ـ الذي أكد لي مراراً بأن رئيس المحكمة هناك أصدر أحكاماً في قضايا عمرها يزيد على 30 عاماً وقام بتنفيذها، كما أنه يتمتع بطاقة وحيوية وحرص في أداء عمله.. فشكراً له ولأمثاله في ربوع هذا الوطن.
عبد الكريم المدي
عدن ولحج وأبين.. حقائق يكشفها خليجي 20 2290