وهيب الذيباني
العنف والتطرف والغلو والتعصب ... إلخ ممارسات ومصطلحات أصبحت اليوم تتواجد بكثرة وبازدياد مستمر من حين إلى آخر في عالمنا العربي بشكل عام، وفي اليمن بشكل خاص والتي صارت تستخدمها قوى وتيارات غربية وأجنبية تحت عدة مسميات وبعدة طرق وأساليب الهدف منها كسب المصالح الخاصة بها ومد نفوذها في منطقة الشرق الأوسط تحت حجة محاربة بعضها ودعم ومناصرة حقوق بعضها الآخر .
وفي ظل هذه التطورات وهذه الذرائع الواهية المفتعلة والمدعومة من قبل أصحاب المصالح الاستعمارية ليس أمامنا، إلا مواجهة هذه الممارسات بأنفسنا وحلها والسيطرة عليها من خلال الحوار الصادق الذي يتمثل في التجاوب وقبول كل طرف للآخر وهذا الأسلوب هو الذي يساعد على الوصول إلى توافق وحل المشاكل والخلافات بين المتخاصمين أو فرقاء العمل السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي بالحوار السلمي الصادق وكل يأخذ حقه، وبالتالي لن يكون هناك متطرف أو متشدد أو لاجئ هنا أو هناك وتبقى المصلحة الوطنية هي العليا ولا يصح إلا الصحيح .
وأسلوب الحوار يعتبر ذا قيمة إنسانية في غاية الأهمية ، ويمثل سلوكاً حضارياً لا غنى عنه إذا اقتدى به كل الأطراف ، أما إذا أصبح نطقاً لا فعلاً، وشعاراً لا عملاً من قبل أطراف لغرض تضييع ونهب حقوق الناس وتهميش دور الآخرين، فالمشكلة هنا سوف تكون أعظم، بعدها لا نستطيع أن نجد للحوار الحقيقي مكاناً وخاصة بعد أن يفقد كل طرف ثقته بالآخر وتصبح الأمور خارج نطاق السيطرة .
ومن الطبيعي في حياة البشر وجود الخلافات فيما بينهم من حيث اختلاف وجهات النظر وتباين الآراء والأفكار والأهداف وحتى الأخطاء، ولكن يجب آن نستفيد منها فيما بعد وتحويلها إلى أهداف وطنية للبناء والنهوض والتطوير نحو الأفضل بدلاً من التمسك بها حتى وان كانت صائبة فيجب أن نراعي رأي الآخر وأن نتحاور معه من منطلق المصلحة الوطنية، أما إذا كانت الأفكار التي يتمسك بها طرف ما خاطئة، فالمشكلة أعظم لكون أثرها على الخصوم وحتى على عامة الناس والوطن .
فلماذا لا نتحاور بصدق وإخلاص ونتجرد من كل الخصوصيات ولماذا لا نضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات ولماذا لا نحتكم إلى لغة العقل والمنطق وأن نبحث عن الحلول الجذرية لكل المشكلات وأن نتجاوب مع كل الأطراف والاستماع إلى مطالبهم، لكون مصلحة الوطن ليست لأشخاص أو لجماعة أو لحزب وإنما هي مصلحة الشعب اليمني بأسره وننهي مشاكلنا بصورة سلمية حتى نتفرغ لعملية البناء والتنمية المحلية التي افتقدناها بسبب الأزمات والاحتقانات والمشاكل التي نعاني منها بصورة شبه يومية ويتمسك فيها كل طرف برأيه دون الرجوع إلى طاولة الحوار الحقيقي والصادق من المنظور الوطني الشامل .
وهيب الذيباني
الحوار الصادق يذيب التطرف والتعصب!! 1778