عندما بدأت أكتب أول مقالة لي، وهي تجربتي الأولى وكانت بعنوان( ذاكرة جامعة عدن) وفي مجال تخصصي، الردود كانت مشجعة.. بادرت في كتابة المقالة الثانية، كانت الردود أيضا مشجعة ودبلوماسية.. أما بعض الردود كانت غريبة، منهم من شجع ومنهم من غمز ولمز، والبعض قال: بأني أريد منصباً.. ضحكت كثيراً وغضبت أكثر من عقلية هؤلاء المتعلمين الحاملين شهادات جامعية !.
والسؤال هنا؟ هل كتابة المقالات تأتي بالمناصب؟ أقولها وبأعلى صوتي: مرحباً منصبي في الحقيبة الوزارية.. وأهلاً وسهلاً بالبعثة الدبلوماسية خارج الجمهورية اليمنية، سواء يمينية أو يسارية.. فهذا هو جوابي على الردود الغبية.
في المجتمعات الأخرى الخالية من القيم الإسلامية الإنسانية النبيلة، يشجعون الفنون ويرحبون بالإبداع ويقدسون العقل والعلم ويحترمون العادات والتقاليد ويحبون الحيوان ويرحمون الإنسان، ونحن أبناء آدم وأمة نبينا الكريم ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ـ نحقد ونزرع المكايد ونغتاب بعضنا البعض وعندما يسقط أحدنا لا رحمة له وعندما يعلو تصبح القطيعة مهنة لدينا ونذم ونتعصب ( فالمؤمنون إخوان ونحن .... )، تبدأ العيون بالاستعلاء والترفع والتفنن في المكيدة من وراء الظهر، والرهبة من ضياع المناصب، وزرع الأشواك لبعضنا البعض.
أنا لم أخرج إلى الشوارع ناصرة ورافعة الصور والشعارات وأهتف بالروح والدم لهذا وذاك.. أنا لم أكتب قصيدة شعر مادحة فيها سعادتهم ولم أتودد إلى إحداهن ولم أسلك طريقاً نسيت فيه مبادئي وإنسانيتي.. أنا لم أخرج عن المألوف ولم أفرط في التشهير.
هل أنا على صواب أم على خطأ عندما كتبت عن الفنون والثقافة واحتضان العمل الثقافي؟ هل تلك جريمة أم عمل فيه مزايدة أو كتابة مقالة الغرض منها الوصول إلى مناصب؟.. ما كرهته لنفسك فاكرهه لغيرك، وما أحببته لنفسك فأحبه لأخيك تكن عادلاً في حكمك.. مقسطاً في عدلك.. محباً في السماء، ودوداً في صدور أهل الأرض).
- قيل لفيثاغورث : من الذي يسلم من معاداة الناس ؟
قال: من لم يظهر خيراً ولا شراً.
قيل : كيف ذلك ؟
قال : لأنه إن ظهر منه خير عاداه الأشرار ، وإن ظهر منه شر عاداه الأخيار.
د/ الهام باشراحيل
للأسف نحن هكذا!! 1554