أبعثها إلى من يتاجرون بعملهم إلى من يتاجرون بواجبهم، الباحثين عن الربح متناسين العيش والملح.
نمشي ونركض نطلع وننزل، مكاتب مغلقة ومكاتب مفتوحة، شاب أعمى لا أتذكر أين يعمل! رأيته في المكتب التنفيذي لمحافظة عدن سألته للمساعدة ، فأنا مثله لا حول لي ولا قوة وهذه المرة الأولى التي ادخل فيها مبنى المحافظة، رد عليَّ وقال "العهود واليوم الموعود وشاهد ومشهود كذب أصحاب الأخدود" . وأنا بدوري فهمت المقصود .
يا عزيزي، "المؤسسات عندنا تعبانة ودرجة حرارتها فوق الأربعين وكل يوم نازلة تدمير، فيها موظفون كحيانين، وسط المعاملات مدفونين، وموظفين لطش وبطش شغالين، للدوام متأخرين والانصراف مستعجلين وللراتب مستعدين ـ إلا من رحم ربي ـ، التنبل والقات رمزنا. السب والقذف شعارنا".
يا سيدي المتابعة في عدن فيها وفيها، ربنا يحفظك أبعدنا من القيل والقال والبحث وراء السؤال، عندنا شرطة وأمن وناس أيديهم طوال.
لا أهلاً ولا مرحبا قتلونا أصحاب الكهرباء، تغيير في الفواتير، عمى في الضمير، لا هم ولا نكد للمدير، كرسي دوار مكيف عال العال، في بيته مسموحة ولجيرانه ممنوعة وأصواتنا في الآذان غير مسموعة، شجبنا واعترضنا وبأعلى صوت رفعنا في النهاية الفاتورة دفعنا.
لو ذهبت إلى المحكمة القضايا فيها مكدسة، وجيوب الجاني والمجني عليه مفلسة، خلافاتهم كثيرة وقانونهم في الحديدة.
السجون يا لطيف أنظمة استبدادية وحالة قمعية، والمساجين ألطف بهم يا رحيم في حالة اقصائية فاقدين الحقوق الإنسانية.
سمعت بحقوق الإنسان إذهب ! ما شاء الله شغالين لنا تمام التام، والمواطن برضا محتاج وسرحان، آه يا زمن حمير ومعين وقتبان كنا بلد الشجعان وأهل التجارة والشطارة أصبحنا مكبلين داخل زنزانة.
موظف بسيط راتبه الشهري متواضع منه مواد غذائية، وفواتير شهرية، للكهرباء و الماء أو لوصفة دوائية، يا سادة يا كرام انه ضنك الأيام كان يا مكان في قديم الزماااااان تأخر الراتب، الحرمة والأولاد منتظرين بترحاب، وصاحب البقالة عند الباب.
الأولاد كبروا وتخرجوا ، الخدمة وما أدراك ما الخدمة بح ، مافيش وظائف لهم، شروط ورقية وأوامر تعجيزية في الوظيفة الداخلية، ووساطة قوية ولقمة هنية.
الشباب بالانتظار على المدار توزيع الوظائف كل عام، مساكين لا شغل ولا مشغلة سوى الجلوس في الأركان، الوظائف تلهث وراء الشبعان وتزبط الغلبان، الأبطال يلفوا بالجواري من مكان إلى مكان متحملين القسوة والإهانة يفتشوا عن (الاعانة)، أما شبابنا يدلع بالقات وبالسيجارة مولع، رايحين وجايين بالطول والعرض يكلوا ويملوا في حرث الأرض، البنات مش فاضيات في الميك أب محتارات والعدسات شغالات، والحوسة في لولي والبحث عن فضولي.
أين وزارة الشباب والرياضة والمظاهر الكذابة؟، الشوارع نظفنا والمنازل دهنا والطريق سفلتنا والزينة ركبنا وعلقنا، للمنتخب لبسنا وذهبنا وشجعنا، الأول جول والثاني جووول والثالث جوووووول والرابع جوووووووووووووووول، انكسرنا وانهزمنا من الأخضر استلمنا والأربعة أجوال شربنا، والنهائي اثنين وخرجنا من العشرين.
قليل من قضايا وهموم ونبشنا فيها القبور تشرذمنا وتفتتنا وتقهقرنا وتأخرنا.
مطالبنا:
الرحمة يا سادة يا كرام الضرب في الميت حرام.
أبذلوا جهودكم النبيلة لمعرفة أخبارنا الحزينة.
عيشوا بيننا وأكلوا معنا مثل خاتم الأنبياء والصحابة الكرماء .
د/ الهام باشراحيل
حديث المعذبين في الأرض 1412