ثلاثة وأربعون عاماً مرت على رحيل آخر مستعمر بريطاني بجنوب وطننا الحبيب.. ثلاثة وأربعون عاماً كفيلة بترسيخ مساوئ الاحتلال وطغيانه وجبروته الذي ظل يسوم أبناء جنوب وطننا الغالي سوء العذاب.. أربعة عقود من الزمن كفيلة بأن تصنع ثقافة بغض للاحتلال ومشاريعه المختلفة والمتشعبة وأي شكل من الأشكال التي يتخذها لبسط نفوذه وتدخلاته في ألأوطان والشعوب المستهدفة.
الذكرى ال43 لجلاء المستعمر الأجنبي تعود بنا عقوداً من الزمن لنتذكر تلك الأيام المضنية التي ما قبل ثورة ال14 من أكتوبر وكيف كانت أسواط المحتل تصرخ على جلود الأبطال والمقاومين له.. من يرجع إلى زمن الاستعمار الأجنبي لجنوب وطننا الحبيب فسيرى تلك المشاهد والصور التي رأيناها على الأرض المحتلة ـ فلسطين الصمود والكبرياء.
فأي وهم يعتري بعض المأجورين الذين يتبرأون من وطنهم ووحدتهم ويمكرون به.. مجسدين بذلك أبشع صور الخيانة والعمالة، مراهنين على أن المستعمر هو من بيده خلاصهم وتحقيق مآربهم الخبيثة على حساب وطن، وشعب يمني عريق هو أكبر وأغلى من أحلام أولئك المرتزقة الذين ينبحون من خارج هذا الوطن مستجدين عطفاً دولياً لن يحقق لهم شيئاً ما دامت اليمن محروسة بعناية الله ثم بشعبها الجبار الذي يعرف كيف يحمي أرضه ويذود عن تاريخه ومنجزاته.
مسيرة الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر حافلة بالمنجزات العظيمة ، ولن تدنسها مؤامرات الجبناء وفساد الأغبياء، الذين يعتقدون أن فسادهم كفيل ببقائهم وضمان مستقبل أبنائهم.
لقد قامت الثورة اليمنية ضد ظلم ملأ أرض اليمن فساداً وجهلاً وعزلة وفرقة وشتاتاً.. وما ممارسة الفساد والاستهتار بالمال العام ومحاربة الوطنيين ومن يذودون عن الوطن بأرواحهم ودمائهم إلا إساءة للثورة اليمنية التي لم تتضمن أهدافها العبث بالمال العام وخيانة الوطن بمختلف الأشكال التي يمارسها اليوم بعض الحمقى مسيئين بذلك إلى مناصبهم ومن استأمنهم وأولاهم الثقة.
لابد على الجميع ان يدرك أن اليمن اسم كبير بتاريخه وإرادة شعبه،الإرادة اليمنية هي من جاءت بالثورة وغيرت مسار التاريخ، الإرادة اليمنية هي من شكلت نهضة يمنية حديثة متجاوزة دراما الاغتيالات والأختلالات الأمنية والمجتمعية الإرادة اليمنية هي من جاءت بوحدة اليمن مستعينة بالله تعالى.. الإرادة اليمنية هي من كبحة جناح دعاة الردة والانفصال وهي من كبحة جناح المراهنين على فشل اليمن بخليجي 20 الذي تحقق وكسر رهانات المترقبين.
علينا أن نعرف قدر هذا الوطن وأن نوليه حقه فإن ذلك أنفع من المبادئ الظالمة التي تتجسد في كل مفسد يقر الواقع فساده ويدين المجتمع أفعاله.. أدام الله أفراح اليمن وحماها من كيد المتآمرين والمفسدين وكل عام والجميع بخير.
aldahiad@yahoo.com