فرصة خليجي لاتزال متاحة

على محمد الحزمي

2010-11-29 03:30:51

سيعتقد البعض من المفكرين والمخططين والمخدّرين بدون تفذيحة في وطننا من خلال هذا العنوان أنني بالفعل ربما قصدت أن فرصة تأهل المنتخب الوطني إلى الدور الثاني في مسابقة خليجي 20لا تزال متاحة بالفعل.. وسيبدأ ضرب الأخماس في الأسداس.. وسيقول تارة: إن المنتخب السعودي تجاوز القوانين حين أشرك لاعبين اقل من سن العجائز حقنا ، أو أن المنتخب القطري أشرك لاعباً لديه إنذارين وتم إيقافه ، وسيقول البعض: إنه ربما الاتحاد الدولي "الفيفا" قد قام بتأهيل منتخبنا إكراماً لوجيه المسؤولين وقبائل اتحاد الكرة وهم لا يعرفون أن بطولة خليجي ليس معترف بها للأسف من قبل الاتحاد الدولي وإنما تعتبر تجمعاً إقليمياً حبياً.. وبما أن الفلوس موجودة فخلاص تلاقي لها جمهوراً و"على عين الحاسد".

وسرعان ما سيصاب الكثير بخيبة الأمل حين يكتشف أنني لم أجد تعلم فنون التنبؤ ولا الفراسة ولا حتى قراءة الكف والفنجان ، وإنما اقصد مسابقة نجم الخليج والتي يشارك فيها الشاب اليمني فؤاد العديني والذي قالوا عنه: إنه مبدع ونجم الساحة القادم وأفضل من المنتخب وأحسن من أيوب طارش حتى .

الشاب ـ فؤاد العديني والذي ينتمي إلى محافظة تعز تجده هذه الأيام هو ملجأ الكثير ممن أصيبوا بخيبة أمل مع مشاركة المنتخب الوطني الأول في فعاليات "خليجي20" والتي قال عنها أحد مقدمي نشرة الأخبار قبل أيام: إنها فعاليات مونديال "خليجي20" وجعلني أنفجر ضحكاً حتى أني لم أتمالك نفسي من هذا الغباء اللا محدود ولا أرى هل الخبالة من المعد أم مخرج الأخبار أم كاتب الخبر أم قارئ الخبر.

وبين هذا وذاك فأعتقد أن فرصة اليمن في الفوز باللقب كبيرة وأقصد لقب نجم الخليج وليس الشيء الثاني الذي يعتبر إنه صعب المنال حتى لو سافرنا إلى القمر بحثاً عن لاعبين يجيدون لمس الكرة بأنفاسهم ويحركونها بإحساسهم على طريقة الصينيين وتخاطب الأرواح على طريقة فيلم الافاتار" الأخير .

إذا أصبح الفن يستحق الاهتمام وصدقوني مليار واحد من أصل 215 مليار يمني على حسب سعر الصرف مقابل الدولار كفيل بأن يصبح هذا المواطن الذي يضع اسم اليمن أولاً ، وليس غير هذا الاسم هو الأحق بدعمه ولو أن الأخوان ما يقصروا في التصويت من خلال رسائل الجوال والتي تصل سعر الرسالة إلى خمسين ريالاً.. والمسالة كلها مسابقة وتجارة في تجارة وفلوس في فلوس.

أما المواهب فهي آخر ما يبحث عنه معدوا هذه المسابقات في كل الأقطار ، وما أوبرا إلا خير دليل على ذلك وحركتها الأخيرة بتوزيع جوائز تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات للجماهير إلا خير دليل على أن الإنسان يجري فقط خلف الدعاية بعيدا عن ما يقدمه هذا أو ذاك وبعدين حتى هو يغني ايش فيها.

أول ما يرجع وهو فايز بنخليه ينشد ولو أن المنشدين أصبحوا هذه الأيام يتسابقون على الغناء أكثر من الإنشاد والدليل واضح حين تجد صورة الألبوم مكتوب عليها الفنان فلان الفلاني وكأنه أصبح يستعر من الإنشاد وأصبح موضة قديمة وبايتة والعصر عصر الإيقاع الراقص والميكس والراب والطرب الماجن.

ليكن في معلوم الجميع أن ما ذكرته ليس سوى مجرد وجهة نظر قد لا أكون مقتنعاً بها كثيراً من خلال دعم الفن وأهل الفن لأني بطبيعتي لم أعد أسمع الأغاني إلا فيما ندر من خلال سماع السنيدار والآنسى والسمة والحارثي ، وايوب طارش طبعاً، وكأنني أصبحت عجوزاً وأنا لم أجد شريكة الحياة إلى الآن .

في المقابل أستغرب كما يستغرب الكل إننا لم نسمع عن استقالة واحدة حتى لسائق حافلة المنتخب أو لحارس بوابة ملعب "22مايو" بسبب ماحصل من فضيحة كروية تاريخية بحيث أننا سجلنا الاسبقية واستحقنا المركز الأول من الأسفل في عدد النقاط إلى الآن.. وتميزنا عن الكل وكان لنا الاسبقة المستحقة في الظفر بلقب أول منتخب يستضيف البطولة ويخرج من المباراة الأولى. لأنه لم أسمع في حياتي قط عن منتخب خسر أولى مبارياته بالأربعة ثم عاد واستعاد مستواه ولو أن المستوى لا أدري هل مستواه أمام اللاجئين الصومالين الذين تم تجميعهم واللعب ضد فريق ليبيريا وكأننا حمقى لا ندري كيف تعيش ليبيريا في ساحة من الدماء والأحداث المتشابكة ، أو منتخب كوريا الثالث أو منتخب السنغال الخامس.. واضحكوا علينا بس وقولوا لنا فائزين.

فمتى تستقيلوا يا جماعة الرياضة في بلادنا ولو من باب رد الاعتبار لهذا الجمهور الحزين.. وتأكدوا أن استقالتكم لن تقبل لأن الجماعة الآخرين سيأتون إليكم بالشيلان وجاه الله وعيب الجاه يرجع أنكم تجلسوا على قلوب الشعب غصباً عنهم وما بش معاهم غير الحاصل الناصل وإلا فاقرب جدار يضربوا رأسهم عليه، حتى أصبحت كل الجدران متشققة من كثر نطحها.

خيبة أمل كبيرة لم تكن في الحسبان بعد مليارات صرفت على لا شيء ولا أدري لماذا يصر البعض على أن اليمن نجحت بالاستضافة وكأنها استضافت كأس العالم أو بطولة قارات ، وليس مجرد بطولة لم يعترف بها الاتحاد الدولي إلى الآن.