إن القيادات الحالية للمعارضة وهي المعنية أكثر وقيادات الدولة هم شركاء جميعاً في تعثر المشروع الوطني ،فالشعارات الوطنية التي تستخدم من الطرفين هي يافطات والمحتوى هو البحث عن الذات والذات لا سواه مع الجيوب والأكياس المفتوحة التي لا نتوقع أن تقفل إلا بمشروع وطني تشترك فيه كل القوى الوطنية .
المشروع الذي يؤسس لبناء مؤسسات الدولة وعلى قاعدة أهداف الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والملتئمة في 22 مايو 1990م مشروع يحسم فيه الرأي للاحتكام بالنظام والقانون وبقضاء نزيه خالٍ من كل الشوائب والأمراض التي تم غرسها ومستقبل يأمن فيه كل مواطن في الساحة الوطنية عموماً على ( حالة وماله وعرضه ) .. مشروع وطني شامل تشترك فيه كما أسلفنا كل القوى المؤمنة بالنظام والقانون وبالدولة الوطنية ذات السيادة التي تبنى على أساس ( العقيدة ) والفكر الرشيد وبدستور تحدد فيه الحقوق والواجبات التي تنشأ على أساسه وبالاختيار الشوروي الحر من الشعب لا سواه عبر صناديق الاقتراع .
وعلى أساس ما سبق تؤسس وتبنى قوة حماية تصون تلك الحقوق وتحمى السيادة الوطنية .. قوة ومؤسسات بيد الشعب لابيد بلاطجة مراكز القوى ومنتجي الفساد .. هذا ما نعتقده لبقاء الوطن كأرض وسكان موحدين في الهوية الوطنية .
أما إذا ما سارت الأمور على ما هي عليه ووفقاً للحالة القائمة فلا آفاق لمشروع وطني مع استمرار تكريس السيطرة والنهب والإباحة التي تمارسها مراكز القوى والتي لا تعيش إلا مع أو حال الفساد والنهب والاستباحة الذي يزيد الوضع قتامة وفوق ذلك إن مراكز القوى تعتبر مصدراً أساسياً للمشاريع الخارجية قديمها وجديدها ،وقراءة التاريخ تعطينا الأساس الذي يبنى عليها .
وعلى أساس ما تقدم نقول -إن جاز التعبير لقيادة المعارضة وقيادة الدولة -إن ما أنتم سائرون عليه لن يستمر مهما استعنتم بشياطين الإنس والجن فإن القادم سيظل ينحت في جسد الأمة ( الغافلة والمغفلة ) بجناحي طليعتها كقيادة دولة ومعارضة إلى ما يشاء الله ،مستفيد من كل ضعف ووهن في جسد الأمة وأهمها ( فقدان الهوية * وعلى أساس ذلك من حق أي تجمع أن يسمي نفسه ما شاء وأن ينشى ما يشاء في ظل الوضعية القائمة فلن تكونوا أوصياء على الناس ولن تكون الساحة إرث من بعد الوالدين ولن يكون الناس عبيد حتى يظلون تحت الطاعة طالما وأنتم خارج المشروع الوطني الذي يجب أن يكون ويؤسس ويبنى عليه الوطن والأمة .
وفي الأخير نقول لمن يؤمن بالمواطنة المتساوية وبالوطن والدولة الوطنية في ظل قضاء مستقل .. لا أمل بمشروع وطني إلا بإزاحة مراكز القوى التي تعتبر أساسا ً للنهب والفساد .. وبالإجماع على مشروع وطني شامل لكل مصلحة لأبناء الدولة الوطنية العادلة ذات السيادة وذا الصلة بالأمة العربية والإسلامية وبآفاق إنسانية .
يبتدئ ذلك بمشروع إنقاذ وطني إذا هناك عزيمة لدى من يهمهم الوطن وهم الأغلبية الساحقة في الساحة الوطنية فلا ينقصهم إلا الطليعة الجماعية والمؤمنة الواعية لهويتها التي تعنى بها ) الإدارة * والمرفقة بالهمة والعزيمة ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) والعمل فكر وفعل ، فهل أنتم عاملون . هذا ما نعتقده وبالله التوفيق والسداد.