لم تنتهي معاناة الجمهور اليمني بالإخفاق الكبير الذي سجله منتخبنا الوطني الأحمر بالخروج المبكر من خليجي 20 بعد خسارته الثانية بالأمس أمام العنابي القطري عند هذا الحد فحسب بل امتدت لتعكس للعالم صورة سيئة جدا إلى الآن ولا ادري ماذا تبقى لنا من كرامة وماء الوجه يذهب مع ذهاب الحياء ، سواء بخيبة الأمل الكبيرة التي انصدمنا بها من خلال المستوي الهزيل للمنتخب أو من خلال الوجوه البيضاء والسمراء من بنات حواء في المدرجات والشوارع وبهذه الصورة اللا أخلاقية وقالوا خلي عندك روح رياضة وافرحوا لأنكم بذلك تجنون ثمار الديمقراطية المتمثلة في النسوان أولا.
لمدة قريبة وإلى الآن لا تزال النساء تحمل اسم مكالف ، ومفردها مكلف ، والسبب أنها تكلف الرجل فوق طاقته ، ولكن اليوم لم تعد المكلف متكفلة فقط في متطلبات البيت والزينة والأطفال والمصاريف ، وإنما لتحصل على الوظائف والوساطة حتى في الجامعات ولكم في المعيدات خير دليل على انعدام شيء اسمه أحقية واستحقاق.
من وجهة نظر مغايرة يعتبر البعض والبعض طبعا المقصود بهم في طرحي هذا هم قليلون جداً جداً وللأسف يمثلون كل الشعب من خلال صناديق الولائم ولجان مجالس القات والانتخابات المعروفة في كل مرة ، يعتبرون هذا انجازا وعلى الأقل ياجماعة لو ماجوش المشجعين قد معانا مشجعات وعلى الأقل لو المنتخب ما يلعبش فالمشجعات يلعبين ، وعلى الأقل يستمتع الجمهور باللعب النظيف.
أتذكر إننا كنا في كل مباراة للمنتخب أو أي فريق وطني حين نتوجه إلى الملعب ليستضيف أي فريق عربي أو أجنبي عادة ما تجد الصفوف في خارج الملعب تؤدي صلاة العصر أو أحياناً صلاة المغرب ولكم هو جميل أن تجد الكل يقول يا الله والمنتخب يفوز ، واليوم ماذا حصل وماذا جرى للعادات والتقاليد وهل تريدونا أن نظهر للعالم والضيوف مدى الانفتاح الذي نعايشه وبالتحديد انفتاح يظهر مدى الفساد الأخلاقي الذي وصل إليه الشعب المغلوب على أمره قبل أن يشكي من فساد مسؤولية وهو يريد إصلاحاً من الداخل وفورمات لإعادة زرع شيء اسمه الدين .
والآن استعدوا لإعادة شريط الفضائح ولكن على غير ماتعودنا عليه نحن مبتكرو الزواج السياحي والذي مازالت أثاره وتبعاتها إلى الآن ولن تنتهي حتى خلال عشرة أعوام وربما سيظل ملازما للبعض طوال أعمارهم بسبب أن هناك أطفال سياحيين من زوجات سياحية وللأسف الأب السياحي غير موجود .
وعن حكايات الفنادق السياحية في عدن فاعتقد انه من واجبنا جميعا العمل على أن نظهر ما يستحق إظهاره وبدأت استغرب كلام البعض عن الكرم اليمني في وقت انعدم فيه هذا الكرم اللهم إلا فيما ندر ، وكلامهم عن تقاليد اليمنيين وعاداتهم الأصيلة واعتقد أنها انتهت هنا وعلى مرأى العالم اجمع ، فتبا لبطولة تكون على حساب كرامة شعب ، وتبا لفرحة تشعل شموعها من قلوب الشعب ، وتبا لبطولة يصبح فيها الشرف مدعاة للسخرية من قبل أشخاص عاشوا طوال حياتهم يفتقدون لأبسط معاني التربية أو بالأصح أولاد شوارع ، ليتكلمون عن حلاوة البطولة ولكم أن تتخيلوا حين يقول احدهم بصراحة البطولة كوم والمشجعات كوم ثاني ، فشكرا لكل الحمقى الذين يتصرفون بدون أي حياء، لأنه هو للأسف لم يعرف ماهو الواجب من قبل أن يعي معنى الوطن ، وشكرا لكل الحمقى الذين جعلونا أضحوكة أمام العالم من اجل نجاح بطولة صرفت عليها مليارات كان الفقراء في الوطن أحوج إليها ، وسخرت لها امكانيات حرمت بعض المحافظات من اغلب مشاريع الحياة وحتى تلك التي عاصرت عيد الوحدة ولم تحظ إلا بمزيد من المفسدين الذين يجيدون الضرب بيد من جديد على الضعفاء والفقراء ويقبلون أيدي العبيد على أبواب من يعطي لهم قرشا اسود ليوم اسود ولتصبح وجوههم سوداء أمام رب البيض والسود يوم الحشر ، ويوم العرض عليه .
سأكتفي وأتوقف هنا وأسألكم جميعا ماذا فعلتم غير إظهار أسوأ المشاهد للعالم في بطولة خليجي20 وهل مشجعات خليجي 20 كانت ضمن الخطة أم أنها مكرمة وإظهار للوطنية.
مرسى القلم/
بختنا الأحزان تسهر في جوانحنا وتبات
وإحنا من كثر المآسي ما بكينا أو شكينا
الأماني في هوانا أصبحن كالمعجزات
تكفى لا تسأل عن اللي في دروبه ابتدينا
من ضحايا الحب صرنا في سطور الذكريات
وقبل مشوار المحبة يا حسافه انتهينا.
a.mo.h@hotmail.com