;
حسان الحجاجي
حسان الحجاجي

استهداف المغرب والسيطرة على المخربين في "العيون" 2566

2010-11-27 02:37:57

المتابع لقضية الصحراء المغربية وما تتعرض له المملكة المغربية من مخاطر ومؤامرات إقليمية كانت أو دولية ـ الرامية إلى فصل الصحراء عن الوطن الأم ـ لا شك أنه سيدرك حجم هذه المؤامرة الدنيئة والتي لم تستهدف المغرب فقط وإنما تأتي في إطار مشروع التفتيت ضد العديد من الأقطار العربية، بدءاً من العراق مروراً باليمن والسودان الذي يقف على عتبات فصل جنوبه عن شماله، وقد لا أقول انتهاءاً بالمغرب كونه ثمة أقطار عربية أخرى ستقع تحت طائلة مشروع التفتيت ومنها مملكة البحرين الشقيقة التي يرى فيها الصفويون في بلاد فارس هدفهم التالي بعد أن أحكموا قبضتهم على العراق الشقيق.

 وفي تقديري أن كل لبيب لم يعد يخفى عليه التعاون الوثيق الذي ظهر من الخفاء إلى العلن بين إيران وأطراف أخرى في المشروع الصهيوأميركي لتفتيت المنطقة وما مصر عن ذلك المشروع ببعيد.

shape3

 وعودة إلى البدء فإن ما يحز في النفس هو أن المؤامرة التي يتعرض لها المغرب شبه مغيبة في الإعلام العربي، إذ أنه كان ينبغي على وسائل الإعلام العربية بكافة وسائطها كشف حقيقة المؤامرة التي تستهدف المملكة المغربية من قبل قوى اقليمية ودولية والتي تستخدم اذرعتها في الصحراء من خلال "البوليساريو" للنيل من المغرب وفصل الصحراء عن الوطن الأم، وكان ينبغي على إعلامنا العربي تسليط الضوء على ظروف الحوار ونتائجه التي رافقت أحداث مدينة العيون المغربية التي بدأت في العاشر من أكتوبر المنصرم حينما قامت مجموعة من سكان المدينة بنصب خيام بمنطقة (أكديم ايزيك)، تعبيراً عن مطالبهم المتعلقة بالسكن والتشغيل والاستفادة من بطائق الانعاش الوطني وهو ما جعل السلطات المغربية تسمح للمواطنين بالتعبير عن مطالبهم ذات الطابع الاجتماعي شريطة أن لا تمس بالأمن والنظام واتخاذ نهج الحوار الطريقة المثلى لمعالجة هذه القضية وهو ما تم بالفعل حيث تم عقد جلسات حوار بين السلطة مع ما سمي بممثلين عن سكان المخيم، إلا أنه ومن خلال متابعتي رأيت أنه كلما تقدم الحوار تنصل ممثلو المخيم عن الالتزام بما كان قد تم الاتفاق عليه وذلك من خلال انتقالهم إلى مرحلة جديدة تهدف إلى استفزاز قوات الأمن المغربية ودفعها للقيام بتدخلات قد تؤدي إلى وقوع ضحايا بين المواطنين، وهو ما فطنت إليه السلطات المغربية وأعطت توجيهات بضبط النفس باعتبار أن الحوار الذي كان قائماً يعد الحل الأنسب، بيد أن وجود العشرات من الانتهازيين والمخربين وأصحاب السوابق ممن تربطهم علاقات وثيقة بجبهة "البوليساريو" عملوا على إجهاض الحوار رغم أن السلطات استجابة لمطالب ممثلي سكان المخيم واتخذت إجراءات من شأنها الدفع بعملية الحوار ومنها فتح مكاتب بولاية العيون ومقاطعاتها لتسجيل المطالب الاجتماعية، ودعوة المشائخ لحث سكان المخيم خاصة من قام بتسجيل مطالبه بإخلاء المخيم، إضافة إلى تشكيل لجنة ثلاثية تضم كلاً من ممثلي السلطات المحلية وسكان المخيم وشيوخ القبائل والمنتخبين والمجتمع المدني للنظر في المطالب الاجتماعية وفق المعايير المحددة والتي تتجلى في المساواة والاستحقاق والشفافية، غير أن هذه اللجنة أُجهضت بسبب تنصل أعضاء التنسيقية (ممثلي المخيم) من الوفاء بالتزاماتهم، ومع ذلك فإن السلطات قبلت جميع المطالب بالتنسيق مع المنتخبين والشيوخ والأعيان وأمرت بالإسراع في توزيع بطائق الانعاش الوطني على العجزة والمرضى وذوي العاهات والالتزام بالتوظيف المباشر لحاملي الشهادات العليا وصرف (600) قطعة أرض كدفعة أولى للمستحقين، إضافة إلى الالتزام بتوظيف الأشخاص الحاصلين على شهادة البكالوريا أو ما دونها، وحين توجهت الجنة إلى المخيم لغرض إحصاء السكان اعترضتهم مليشيات ملثمة ومسلحة ومنعتهم من الدخول إلى المخيم بحجج واهية، وهو ما يؤكد أنه لم تكن لدى عناصر التخريب أية إرادة للتوصل إلى حل واتفاق وان إرادتهم مرهونة بتوجيهات الأسياد ممن يتأبطون شراً بالمغرب.

 ولأن عناصر التخريب مارست التهديد والعنف المادي والنفسي تجاه المتواجدين بالمخيم ومنعتهم من مغادرة المخيم وبعد أن استنفدت السلطات كل مساعي الحوار تحتم عليها التدخل لحماية المواطنين وفرض النظام والقانون ولإلقاء القبض على العناصر الخارجة عن القانون وسرعان ما تعرض أفراد الأمن لمواجهة عنيفة من طرف أفراد العصابة الذين اشهروا الزجاجات الحارقة وقنينات الغاز والسلاح مما أدى إلى مقتل عشرة أفراد من قوات الأمن المغربي وجرح نحو (70) آخرين، إضافة إلى إصابة أربعة مواطنين، ليتم بعد ذلك تقديم (77) فرداً من عناصر التخريب إلى العدالة، وبذلك تكون قوات الأمن المغربية قد استطاعت أن توقف عناصر كانت تمارس التهديد تجاه المتواجدين في المخيم، وبحسب بيان الداخلية المغربية فإن معظم تلك العناصر كانوا من أصحاب السوابق القضائية ومطلوبين في قضايا الحق العام وعناصر انتهازية لا علاقة لها بالمطالب الاجتماعية بل كانت تخدم أغراضاً سياسية وفق أجندة معلومة.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المئات بمدينة العيون قد خرجوا في مظاهرات عقب تلك الأحداث مؤيدون لمغربية الصحراء ومنددون بأعمال الشغب التي اندلعت في بعض أحياء المدينة، وردد المتظاهرون شعارات مناصرة لقضية الوحدة الترابية للمملكة، مجددين ولاءهم للقيادة المغربية وتشبثهم بمغربية الصحراء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد