منذ وطأت أقدامهم تراب اليمن الطاهرة، وهم معجبون بكل ما في اليمن من انجازات ومكاسب تنموية واقتصادية ملفتة للاهتمام ومدعاة للعزة والفخر بهذا الوطن وبوحدته المباركة وقيادته السياسية الحكيمة وحين دشنت فعاليات بطولة خليجي 20 أزداد انبهارهم وأرتفع تقديرهم وإعجابهم بمستوى الترتيب ودقة التنظيم وعلوا الهمة والتي برزت بها اللجان المعنية بالتنظيم والاستقبال والإدارة وغيرها من لجان العمل المعنية بهذا الحدث الهام.
لقد كان انبهارهم كبيراً كبيراً وهم يشهدون مباهج الاحتفال بهذا الحدث الخليجي الهام منذ ما قبل انطلاق هذه البطولة وهي تتم بذلك القدر الكبير من الاهتمام العالي والمستوى الرفيع حيث تفرغ رئيس الجمهورية ومن ورائه نائب الرئيس وكل مسؤولي الدولة لأجل إنجاح هذا الحدث والسير به على النمو المطلوب.
لم يكن أياً منهم يتوقع وإلى ما قبل وصوله أرض اليمن أن يجد اليمنيين بهذا القدر من الهمة والحرص والاهتمام والمسؤولية وبهذا المستوى من الدقة وحسن التنظيم والترتيب والتسيير لمهمة جسيمة وكبيرة بمستوى هذه البطولة، وبالتالي فقد كان اندهاشهم أكبر من الدهشة نفسها حيث انجذبوا لكل شيء في هذا البلاد وأعجبوا بكل شيء فيها.
لقد كان أشقاؤنا الخليجيين الأحبة والعراقيين الأماجد يعتقدون أن تنفيذ بطولة خليجي 20 في بلاد اليمن عملاً جزافياً محفوفاً بالمخاطر والفشل فقد كانت الصورة لديهم قاتمة سوداء يعتقدون أنهم سيصلون بلاداً يسودها الفوضى والتوترات وانعدام الأمن والقدرة على السيطرة على الأمور.
ولكنهم حين وصلوا اليمن اكتشفوا الحقيقة كما هي وتأكدوا أن النكبة الحقيقية التي نكبت بها هذه البلاد هي في أولئك "الهرطقة" من عديمي الضمير وفاقدي الهوية الوطنية والذين وظفوا قدراتهم ووسائلهم الإعلامية لأجل ابتكار تلك الصورة الوضيعة المشينة لهذه البلاد والتي وللأسف الشديد تمكنوا من تسويقها للعالم بفعل مساندة بعض الفضائيات العربية ووكالات الأنباء الخارجية الناقمة على اليمن، فحطوا من اسم اليمن ومكانتها أمام الرأي العام الخارجي حتى جعلوا من كل الوافدين إلى الجمهورية اليمنية يرتعدون خوفاً على أرواحهم من هول تلك الحسبة الخطيرة الملعونة التي جعلتهم الوسائل الإعلامية الملعونة تلك يحتسبون لها ويتنبئون حدوثها حتماً.
وهذا ما كان يدور بأذهان أشقائنا الأحبة الخليجيين والعراقيين إلى ما قبل انطلاق فعاليات هذه البطولة الرياضية الهامة حيث كان البعض منهم يعتقد أنه يسير بقدميه إلى الموت والضياع والعياذ بالله!
ولكن تجلت الصورة في أبهى قسماتها الجمالية حين وصلوا اليمن وشاهدوا روعة الافتتاح لخليجي 20 حينها اكتشفوا أن كل بلاد اليمن في خير جزيل وفي نعمة من الله وليس هناك ما يدعو إلى القلق ولتلك الحسابات الخاطئة والمعلونة، ولهذا فإن أغلب إن لم يكن كل الوافدين من الأشقاء الخليجيين وغير الخليجيين قد عاشوا لحظات من الحيرة والاستغراب بعد أن اكتشفوا الحقيقة كما هي ويتساءلوا بينهم "أيعقل أن هناك من يبيعون أوطانهم ويحقرون شعوبهم بهذا القدر"؟.