قد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم عندما يقع نظره على العنوان أن المقصود بالعنوان ذلك التنظيم الهلامي الذي أرعب العالم، ولكن الحقيقة إن العنوان أعلاه المقصود به قاعدة معاذ بن جبل رضي الله عنه.

"القاعدة" تلك المدينة التي تتوسط محافظتي تعز وإب وقد قيل أنها سميت بهذا الاسم "المحظور حالياً".. نسبة إلى أنها كانت قاعدة لانطلاق القوافل وتفرقها بعد الاجتماع في تلك المدينة، وكما أنها ـ القاعدة ـ وغيرها من المدن والقرى من منطقة "الجند" التاريخية قد جسدت أول وحدة عربية إسلامية في تاريخ اليمن وكان ذلك في عصر النبوة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما أرسل معاذاً إلى اليمن كأول داعية إسلامية تعرفه اليمن وكذلك فإن مدينة القاعدة مازالت الأولى في اليمن التي تجسد الوحدة الوطنية من قبل 22 مايو 90 لأنها تحتضن خليطاً بشرياً متجانساً من جميع محافظات الجمهورية، فتجد فيها أبناء شبوة وأبناء عدن وحضرموت ولحج والضالع وباقي المحافظات، كما أنها جسدت التبادل التجاري بين الشطرين عندما كانت بريطانيا تحتل الجزء الجنوبي من اليمن وذلك بأنها كانت مجمعاً تجارياً تحتضن القوافل القادمة من عدن وتوزيعها إلى أنحاء المناطق الشمالية.

 وهي مع ذلك كله تمثل مركزاً تجارياً استراتيجياً تكاد تكون الأولى في محافظة إب من حيث الإيراد الضريبي والزكوي ومع كل ما سبق فإن المدينة مازالت قائمة على المشاريع الأهلية التي كانت تفي باحتياجات أهلها، فمشروع المياسة قام وتأسس على نفقة وجهود أهل المنطق ولكنه تحول بعد الوحدة المباركة إلى مشروع حكومي فاشل فقد أصبح الماء شبه منعدم لأن المدينة في توسع مستمر والمشروع في تقلص مستمر، ومن جانب آخر فإن الشوارع في المدينة أصبحت عبارة عن صحراء رملية نتيجة الغبرة والأتربة والتي جعلت كل ما في المدينة يتنفس غباراً، فأطفالها يعانون من التحسس والالتهابات الرئوية إلا من رحم الله كما أن الأجهزة المنزلية والالكترونية تعاني الأمرين نتيجة الانقطاع المستمر في الكهرباء وأيضاً من غزو أتربة الشوارع التي تنتشر في كل أنحاء المدينة.

إن مدينة القاعدة تعاني وتئن تحت وطأة الإهمال الحكومي والتجاهل السلطوي والتنافس الحزبي الغير مسؤول، فهي خاوية خالية من بعض المشاريع التنموية وأقلها السفلتة والصرف الصحفي.

وهنا من حقنا أن نتساءل هل الإهمال الذي تعيشه القاعدة نتيجة للاسم الذي تحمله أم أن هناك أسباب أخرى نجهلها؟، هل هو عقاب أم نسيان؟!

فإن كان عقاباً يجب أن نعرف أسبابه حتى ولو أدى ذلك إلى تغير اسم المدينة إلى "القائمة" أو الجالسة أو النائمة أو حتى "الميتة".

أما إن كان نسياناً فها نحن نذكر القيادة السياسية بأن مدينتنا تحتاج إلى بعض ما تقدمه من إيرادات لخزينة الدولة فقط للقضاء على الغبار الذي دفن المدينة.

كما نطالب الإخوة في صحيفة الهم الوطني صحيفة "أخبار اليوم" أن تكون لهم زيارة إلى المدينة لنقل هموم المدينة إلى السلطات العليا.