برغم الحاجة الماسة لوجود مقلب للقمامة بمديرية الشعيب، الذي لا يقل أهمية عن مشروع للمياه أو للتربية أو سواها من المشاريع الحيوية الأخرى، إلا أنه مازال "مقلب صعيب" ومتعسر الولادة ولم ير النور ويلامس الواقع رغم اعتماده رسمياً واستلام المخصصات المالية لبدء العمل فيه منذ عدة سنوات خلت.
والذي لا يختلف عليه اثنان أن أبناء الشعيب كافة مستفيدون من هذا المشروع وليس أبناء العوابل عاصمة المديرية أو الساكنين فيها فقط، كما يعتقد ويروج لذلك البعض وهو ما يؤسف له حقاً.
فواقع الحال يقول ويؤكد أن وجود القمامة بمختلف أشكالها وألوانها بكميات مهولة والتي تزداد يوماً عن يوم في مختلف أرجاء عاصمة المديرية: في السوق العام والشوارع الرئيسية والخلفية والأزقة والحواري وأمام المحلات التجارية والمطاعم والمرافق الحكومية والمدارس والطرقات الرئيسية والفرعية وبالقرب من مياه الشرب والمزارع وفي كل موطئ قدم، لا يتضرر منها أبناء العوابل عاصمة المديرية وساكنوها لوحدهم بقدر ما يتضرر منها معظم إن لم نقل كل أبناء قرى الشعيب القريبة والبعيدة من العوابل، وذلك لأن هذه القمامة أخذت تزحف وتغزوا هذه القرى وتتوغل فيها بإزدياد كل يوم أكثر من سابقه.
والشيء الآخر أن أهالي هذه القرى والمناطق هم الأكثر تردداً على مدينة العوابل لمتابعة قضاياهم واحتياجاتهم سيما تلك التي تتم في المرافق الحكومية وتحديداً الصحة والمحكمة والشرطة والتربية، بل أن معظم طلابها يدرسون في مدرستي العبادي الثانوية وعبادي الأساسية الكائنتين في عاصمة المديرية ويسكنون في قسميها الداخلي ، وهم أي الأهالي هذه القرى ـ أ كثر من يأكلوا في مطاعمها وبوفياتها ومن يرتادوا أسوقاها..إلخ، فهم في مثل هكذا وضع أكثر ضرراً وتضرراً من القمامة وتبعاتها السلبية الكارثية، كونهم أكثر تعايشاً وتلازماً مع القمامة لأنها تتكدس وتنتشر في هذه الأماكن التي يرتادونها باستمرار، إلا أنهم وأقصد أولئك الذين يملكون الأرض أو المساحة التي أجمعت عليها كل الجهات بما فيها الفريق الهندسي كونها المكان المناسب لإقامة المقلب فيها، يقفون حجر عثرة أمام تنفيذ هذا المشروع المهم، وسببت ترحيله من عام إلى آخر.. وكما يقال "إذا عرف السبب بطل العجب" فإخواننا هؤلاء ملاك هذه الأرض.. وهي للعلم ليست أراضي زراعية أو حتى قريبة منها، كما قد يعتقد القراء من خارج الشعيب، بل أنها عبارة عن مساحة في "شعب" كانت في قانون دولة ما قبل الوحدة ملكية عامة للدولة، أي أنها ليست ملكاً لأشخاص بعينهم، فهم حسب هذه القوانين ووفق الأعراف والعادات المعمول بها منذ مئات السنين لا يستفيدون من هذه الأرض والمساحات شيئاً غير مرور مياه الأمطار "السيول" منها إلى أراضيهم الزراعية فقط.
إخواننا هؤلاء الذين يحولون دون تنفيذ هذا المشروع هم من أبناء الشعيب أباً عن جد وليسوا دخلاء، أي أنهم مستفيدون جميعاً من المقلب ويختلقون أعذاراً واهية وغير مقنعة لتعطيل وعرقلة المشروع، فتارة يدَّعون أن المقلب سيسبب أضراراً بأراضيهم الزراعية ويلوث آبار مياه الشرب وسيعكر راحتهم ومزاجهم لانبعاث الروائح منه.. إلخ، وتارة يطالبون مبالغ خيالية أكثر من المبلغ المرصود للمشروع ، على الرغم كما أسلفنا أن مكان المشروع بعيد من أراضيهم الزراعية وآبار الشرب ومنازلهم ، علاوة على أن الجهات المسؤولة قد تعهدت لهم بعمل كل الإجراءات اللازمة التي من شأنها منع أية أضرار ومخاطر ، قد تحدث للمواطنين الذين يدعون أن هذا المشروع سيتسبب فيها، كما أن هناك مبالغ مالية ستدفع لهم مقابل السماح بإقامة المشروع وعدم عرقلته، فهلا تعاونوا إخواننا هؤلاء وتعاونا جميعاً لإنجاز هذا المشروع حتى لا يحدث ما نخافه ونتوقعه من كارثة بيئية وإنسانية ستطال الجميع دون استثناء.. آمل ذلك.