من بين الهموم الكبيرة والمتعددة والتي لا تنته لدى الطالب الجامعي ما بين رسوم ومعاملات ومعاناة وملازم وبحوث ، وغير هذا الكثير والكثير وفوق المعقول إلا أن مشكلة السكن الجامعي تكون أبرزها من وجهة نظري وبالذات للطلاب الذين يأتون إما من خارج الوطن وهؤلاء اغلبهم لا يحتاج إلى سكن جامعي، لأن أسرته تتكفل بكل مصاريفه وهم رابحين، لأن ابنهم سيتعلم بأقل الرسوم مقارنة ببعض الدول التي يقيمون فيها وتجدهم عادة يستاجرون شقق مفروشة أو يقومون بفرشها بأرقى الأثاث واللهم لا حسد ، أو الطلاب الذين يأتون من المديريات النائية والأرياف إلى المدن من أجل التعلم والالتحاق بالجامعة ، وهذا ما يجعلهم أكثر حرصا على أن يكون من ضمن المشمولين بعطف الخيرين ممن قاموا ببناء هذا السكن والذي يقال انه خيري والله اعلم.
كيف يكون خيري وهو بشروط عجيبة قد تكون في أغلب الأحيان لا تنتمي إلى أعمال الخير لا من قريب ولا من بعيد وإنما تجارة أو سياسة أو أهداف أخرى والله أعلم .
في السكن الجامعي للذكور طبعا يتم قبول طالب السنة الأولى فقط لا غير ومن كان في سنة ثانية أو ثالثة فلا مكان له لأنه لم يأتي من البداية وحتى لو انتقل من مكان لمكان أو من محافظة لمحافظة والأسباب كثيرة وأقربها للعقل مجهول ولا يعلمه أحد ولكن هنا يأتي دور الحزبية والانتماء والميول والطباع وكيفية الاستفادة من هذا الطالب وتعليمه كيف يقول نعم لكل شيء وان كان لا يسمع شيء المهم يقول نعم أو حتى بإشارة رأسه التي تدل على أنه قال نعم حتى وإن كان أصم .
وإذا كان الطالب من الذين هم التحقوا حديثا بالجامعة وتجاوز الشرط الأول لأنه بالفعل طالب سنة أولى ، فانك تجد أمور عجيبة ولكن ليست بمستغربة من أشخاص يحاولون استغلال البعض بشتى الطرق المتاحة حيث تصل الرسوم التي يدفعها الطالب أحياناً إلى ثلاثة أو أربعة آلاف ريال يمني كاملة شهريا وفي الحالات المعروفة والمعهود يكون إلف ريال يمني هو اقل مبلغ يدفعه الطالب وبالطبع هو سكن خيري جامعي وفيه كافة وسائل الاستفزاز من قبل المشرفين والمعنيين والإداريين وكل أنواع التسلط والرضوخ لكل ما يرفضه العقل واحمدوا الله سكن جامعي خيري.
وعن أغرب الشروط التي تجدها في السكن الجامعي (عدم انشغال الطالب بأي عمل في الفترة المسائية يوفر له لقمة عيش كريمة ويساعده على توفير مصاريف الجامعة ومتطلباتها من منهج وبحوث ورسوم ) وحيث وكلنا يعلم بحالة الوضع الاقتصادي لكل الأسر اليمنية فلا يحتاج أن نكرر أن هناك طلاب يأتون للدراسة وهم لا يملكون حتى رسوم الدراسة ويعتمدون على الله في أن يجدوا عملا يوفر لهم حتى الأكل والشرب والمسكن ، ولأن المسكن يحتاج إلى رسوم، فمن أين للطالب ولا أريد أن يأتي أحد المتفلسفين ليقول هو مبلغ صغير، فبالله عليكم من أين للطالب هذا المبلغ؟ ومن أين له ما يحفظ له كرامته كانسان ويريد التعلم؟ ، فالعمل ممنوع ومن يريد العمل يتم طرده ، وانظروا إلى جمال اللفظ وهو الطرد وكأنه ارتكب إحدى الموبقات في طلب العمل والاعتماد على النفس بسبب الظروف الأسرية والتي لا تتطلب منه سوى العمل، فهل هناك بالفعل من يقدر ظروف الطالب الجامعي ويعمل على مساعدته ولو قليلا، حفاظا على التسمية التي يطلقونها وهي الخيري فالعمل الخيري سواءً كان مسكن أو مأكل أو مشرب أو غيره يتطلب أن يكون العمل خالصا لوجه الله تعالى وليس من أجل انتماء حزبي أو من أجل محاباة لفلان .
نسال الله أن يوفق كل الطلاب في دراستهم وان يكتب لهم التوفيق والنجاح وان يحنن قلب المعنيين من اجل النظر في الهموم التي يعانيها الطالب الجامعي في بعض وليس الكل مما ذكر عن السكن الجامعي ، ولا زال في البعض كثير من الخير ولم أتطرق إلى الاسم بالذات من أجل أن لا تتضارب مصالح أشخاص ويصبحون من المقربين إلى قلمي حسب نظرهم وأنا لا اعرفهم ولا أحب حتى أن أتعرف بأشخاص لا يعملون إلا لمصالحهم الشخصية فقط ويتكلمون عن التطورات وعن التقدم في كذا والنهضة في كذ.ا
أخيراً وليس باخرا شكرا لكل من تواصل معي حول هذا الطرح وشكرا لكل من راسلني بهذا الخصوص وبالأخص الأستاذ/ ناصر بهيان على تواصله معي ولكل الأحبة الين يتواصلون معي دائما بطرح بعض القضايا التي تريد الطرح ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
مرسى القلم :
a.mo.h@hotmail.com