أمام هذا الحدث الرائع الذي تشهده بلادنا / ليس لنا إلا أن نفخر ونعلم بأنه وإذا اجتمعت الإرادة مع حسن الإدارة فإنها حتماً ستؤدي إلى إحداث نقلات نوعية حسنة وإنجازات مبهرة ، وكذلك كان شأن بلادنا في الرهان على استضافة خليجي"20" وإقامته بصورة حسنة ومرضية، رغم الصعوبات والعوائق التي أرادت أن تحيل دون هذه الإقامة الرائعة ، التي أثبتت بما لا يدع مجالاُ للشك ، أننا شعب عريق مضياف ذو تاريخ عريق وحضارة وذوق راق وتعامل حضاري مع آخرين ممن يمموا وجوهم شطر السعيدة ضيوفا كراما فيها وذلك التعامل الذي اتسم به أبناء الوطن وبلادنا من حسن ضيافة وظهور راقٍ لم تصل إليه بلدان شتى إلا بعد مئات من السنين من النهضة والصراع الذي عانت من وطأته .
وبالرغم من أن زمن الاستعداد لهذه الفعالية كان قياسياً وفي حالة سباق مع الزمن الذي لا يرحم إلا أن ما حدث في الثاني والعشرين من نوفمبر وما بدت عليه مدن محافظة عدن وأبين كان عرسا استثنائياً، تداعت له الأصداء وشدت به بلادنا أرضاً وسماءً في ذلك الزخم الشعبي الوطني الذي ملأ مدرجات استاد "22مايو" وما حوله ، حيث استحال أن يتسع زخما وتوافداً شعبياً من مختلف شرائح وفئات المجتمع والأعمار بقلوب تخفق بحب اليمن.
إن ذلك الزخم الذي تداعت له الأصداء كان رسالة بليغة بأن بلادنا وشعبنا اليمني أسمى من تلك الأراجيف والتكهنات بأن بلادنا لم تعد قادرة على استضافة فعالية أو حدث تاريخي بحجم خليجي"20" وما عليها من واجب وتكليفات لاستضافة مثل هكذا فعالية وما أشاعته وسائل إعلام عربية وغربية ومحللون سياسيون وثمة زعماء أقطاب الإدارة السياسية العالمية من أن بلادنا لم تعد بمأمن من عبث الإرهاب وما يعثيه في الأرض من شتات وفساد وغياب لأسباب الأمن والأمان.
وأمام كل ذلك سقط الرهان وسقطت كل تلك الأراجيف والتكهنات بفضل إرادتنا الوطنية الشعبية الوحدوية وإدارتنا السياسية وأثبتت بلادنا بأننا شعب مضياف وأهل كرم وأهل للخلق الرفيع والتعامل الراقي .
إن الإجماع الوطني مع مصلحة الوطن الذي هو الأسمى ويعلو عن أي مصالح ضيقة .
خليجي"20" حديث الساعة
علي منصور مقراط
بالرغم من انشغالات الناس في هذه البلد بالهم اليومي ومتاعب الحياة المعيشية وموجة الأحداث الأخرى من استمرار جرائم عصابة التمرد في صعدة والجروح والترويع التي خلفتها أعمال العنف وجرائهم القتل لعناصر القاعدة الإرهابية، في بعض محافظات الجنوب والتهديدات التي تلوح بها قوى الحراك الجنوبي في نفس المحافظات التي شهدت مؤخراً هدوءا،ً واستقراراً أمنيا ليس نسبيا وحسب بل استتاباً أمنياً لافتاً أحدثته التعزيزات الأمنية القوية التي دخلت المحافظات التي كانت ساخنة أو بالأصح ملتهبة إلى الأمس القريب وأولها محافظتنا الصعبة أبين وهذه التحولات الأمنية جاءت لتأمين المشهد الرياضي "خليجي20" وبالفعل تمكنت ومن الوهلة الأولى لإعادة السكينة وروح الدولة وهيبتها وسيطرتها المذهلة لمجريات الأمور ,.
حسنا أقول رغم ما ذكر من تراجيديا المشهد الضبابي الذي كنا نعيشه إلا أن عامة اليمنيين بمختلف شرائحهم الاجتماعية ومشاربهم وقناعاتهم السياسية صاروا حاليا في هذه الأيام كل حديثهم ونقاشاتهم في المقايل ومواقع العمل وعلى سيارات الأجرة والشارع عن "خليجي20"، كل الكلام والتحليلات عن مجرياته أي أصبح حديث الساعة .
الحاصل أن هذا التفاعل والحماس الشعبي المدهش في أوساط الناس حتى الذين لا يطيقون الرياضة هو تعبير عن وعي وإدراك هؤلاء الناس عن معاني ودلالات المحفل الرياضي الأبرز التي تستضيفه اليمن بمحافظتي عدن وأبين ..
لكن وعلى الأرجح أن الهزيمة الموجعة التي تعرض لها منتخبنا أمام السعودية في مباراة الافتتاح لم تضعف أو تهز ابتهاج وسعادة الناس وحماسهم مع مجريات المنافسة الخليجية التي أنعشت كل شيء في اليمن حتى قوى الحراك التي لا تفكر إلا بمشروع العودة باليمن إلى مربعات التمزق والشتات والانفصال أو فك الارتباط حسب مصطلحهم الجديد هذه العناصر ارتبك وانشقت وتفككت قبل تحقق أية مؤشر لفك ارتباط اليمنيين ولم تحرك ساكنا أو تلفت نظر أو تعكر مزاج السواد الأعظم من المواطنين ومشاعرهم حول "خليجي20".
واعتبر محللون ومراقبون سياسيون أن ذلك احدث انكسارا من الداخل في نفوس زعماء ونشطاء الحراك وأن حجم الحدث وتعطش الناس العفوي والتفاعل لإنجاحه اجتاز الحراك بقوة وصار الحراكيون في أسوأ الأحوال والراجح سقوط مشروعهم مع القضية .
وقبل الختام فإنني أكتب هذه المادة الصحفية ومحافظة أبين بملعبها الدولي الحديث الوحدة تتهيأ لإجراء أول مباريات "خليجي20" على أرض الأستاد الرياضي مساء هذا اليوم وأتمنى من المسؤولين المعنيين بالتنظيم واللجان أن لا يستمروا في مزاجيتهم المفرطة بتغييب الصحفيين الشرفاء والكوادر النشطة مثلما حدث بالأمس وعلى المحافظ المثقل بالعمل المكثف والمسؤوليات الكبرى أن ينبهه ويشدد على ذلك ,, لكن أشعر بأسف أن يحدث هذا العرس الرياضي وأبين لم تستطع إصدار صحيفة أو عدد واحد من صحيفة أبين ليس للتغطية بل للتوثيق وإلى الآن أحبطت كل الجهود التي سعينا لها لإصدار الصحيفة وفي بوابة صندوق التحسين الذي لا يدرك القائمون عليه أي معنى للصحفية .. ولله في خلقه شؤون .