نحن في اليمن لا تدوم أفراحنا كثيراً ولكن تتوالى أحزاننا حتى طالت المجال الرياضي في حياتنا وكأن الآلام كتبت علينا في ظل أوضاع نعيشها لا تنتج إلا الآلام.. وما النتيجة الثقيلة التي تجرعها منتخبنا الوطني أمام الأشقاء السعوديين إلا نتاجاً طبيعياً للإدارة السيئة للإتحاد اليمني لكرة القدم الذي وصلت بهم اللامبالاة عدم قراءة اللوائح، فأوقعوا المنتخب في الفخ بخروج اللاعبين المجنسين في آخر لحظة حيث لا ينفع "الحسيك أسفل العقبة"، ولأن البلد كلها فاقدة للإدارة الكفأة في شتى مناحي الحياة ـ كانت النتيجة جزاءً من جنس العمل وفاقد الشيء لا يعطيه، وكان يفترض على الحكومة اليمنية عدم الإصرار على استضافة "خليجي 20" طالما وأنها ليست عند مستوى الاستضافة اقتصادياً وأمنياً ورياضياً أيضاً، لكن عقلية "حبتي وإلا الديك" هي التي تقودنا دائماً إلى اجترار الأحزان والمواقف "البايخة" وهي تنفع داخلياً، لكنها لا تنفع مع الخارج الذي يحترم أهل الكفاءات ويضع الرجل المناسب في المكان المناسب ويضع الوطن على رأس سلم أولوياته وهذا هو الفرق بيننا وبينهم ولكن المصيبة أننا لم نع واقعنا.. ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه ومعلوم أن النتيجة الثقيلة كسرت نفسياتنا وتسلل إلينا الإحباط في الحصول على أي انتصار ولو في ميدان الرياضة، ومع ذلك فما زال لدينا بصيص أمل بأن يعيد لنا منتخبنا التوازن النفسي والشعوري في المباريتين القادمتين مع قطر والكويت ولو بالتعادل السلبي .. وطبعاً هذا ما نتمناه من شباب الفريق كمجهودات ذاتية، أما الإدارة الرياضية والاتحاد فلا أمل في إصلاح حالهما، فقد مر ما يزيد على ستة أعوام على تشكيلة المنتخب الوطني وخلالها لم يحقق المنتخب أي إنجاز يذكر.. فأين الخلل؟!.
وهل السبب يعود إلى ضآلة المخصصات مثلاً؟! لا أعتقد ذلك فما يصرف باسم الرياضة أرقام فلكية ولكن لا مردود لها وهذا مؤشر على فشل الإدارة الرياضية في بلادنا من الوزير إلى الغفير ويجب إعادة النظر في هذه الإدارة في الوزارة ذاتها والإتحاد، خاصة وأن الغباء وصل بهما إلى عدم قرائة "وليس فهم" اللوائح وهو ما أوقع المنتخب في هذا الفخ المؤلم، على الرغم من أن الفريق السعودي هو الفريق الثالث والعهدة على الراوي.. ويا ناس ـ يا عالم إلى متى سنتجرع الآلالم حتى في الرياضة؟!