ما أثبته المنتخب اليمني هو أنه لا يقل مكرمة عن شعبه وقيادته بل يفوقهما وقد عبر بطريقته الخاصة عن مدى تفاعله وجديته لإنجاح البطولة الخليجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى فإذا بنا نرى على أرض الواقع وعقب الافتتاح ما لم يكن في الحسبان من أهداف تتوالى في شباكنا وتخبط وارتباك بين لاعبينا وحرقة وامتعاض في صفوف مشجعينا ولعل تلك الهزيمة الساحقة التي حولت الفرحة إلى دموع ساخنة تعد نوع من الحفاوة والكرم ودليل قاطع على المحبة الصادقة والإخلاص الذي فاق كل تصور.
إنها صورة من صور الإيثار الحقيقي ففريقنا ـ أقصد منتخبنا ـ الذي لا يرتق إلى مستوى المنتخب بأي شكل من الأشكال قد بالغ في الحفاوة وداس على قلوب ومشاعر كل من توافد إلى محافظة عدن وكل من تسمر أمام شاشات التلفاز في جميع محافظات الجمهورية للمؤازرة والتشجيع فسقتهم كأساً من العلقم الذي لم يكن لا على البال أو الخاطر، فالحصيلة أربعة أهداف لم ولن تتكرر في أي مشهد افتتاحي آخر في هذا الفريق بل وحتى لاتليق به أيضا فلدنيا فرق كثيرة مهمشة فيما لو أتيحت لها الفرصة لقدمت أفضل منه بكثير من هذا ( المنتخب ) الهزيل الذي لم يكن على قدر المسؤولية بل عجز حتى عن تقديم المستوى المرضي واللائق بتلك الجموع التي تدافقت من كل حدبٍ وصوب من الداخل والخارج لإنجاح هذه الاستضافة، ترحيبا بالأشقاء وتشجيعا لمنتخبهم غير أن الخسارة خيبة الأمل، قد ارتسمت بجلاء على وجوه الجميع فضلاً عن التذمر والاستياء الذي رافقه البكاء إثر هزيمة نكرا أذابت برودة الافتتاح ولذة اللهفة والانشراح.
ولعل ما مهده حفل الافتتاح من تبرج وإضاعة الصلوات قد ترك أثرا جليا، نعم كنا على يقين تام انه ليس لنا من البطولة إلا شرف الاستضافة فقط وكم كان سيكون رائعا ومبهجاً لو أننا اكتفينا بهذا الشرف ولن نتجاوزه إلى المنافسة على كأس البطولة الذي كسر قلوبنا ونكس رؤوسنا من المباراة الأولى التي كانت القاصمة بمنتخب لا يرتق في الإستراتجية أو البناء ولا من حيث التكوين والأداء، بل منتخبا هزيلا دأبت قيادته إلى إقصاء المواهب والخامات وركزت على الانتقاء والوساطات .
فكان دون المستوى ولم تثمر فيه التدريبات التي حدثت.
نعم هذه ثمرة الوساطات وذوي القربى والعلاقات التي جعلت اليمن يدفع الثمن باهظاً أمام ضيوفه وأي نصر لقاد الثقة بقدراته ولا تماسك بين أفراده، عاجزاً حتى عن تأمين شباكه والدافع عنها في وقت تم فيه تأمين محافظات برمتها لنصير سخرية من قبل المعلقين الرياضيين ومضيفة يتسلى بها الخليجيون في بلدانهم، مع أن اليمن ولاّدة بالكافاءات من لاعبين ومدربين زج بهم في سلة المهملات عنوة وفي أبين تتساءل الجماهير الرياضية التي فتر حماسها فيما إن كانت هناك عزيمة وإصرار على خوض التحدي من قبل منتخبنا أو جدية في المنافسة كشأن بقية الفرق التي دافعت عن شباكها باستماتة، أم أنها ستكرر مهزلة الافتتاح التي لم تحقق فيها أدنى مستويات النجاح، معربة عن أملها في أن تكون أبين هي بوابة النصر الحقيقية للمنتخب وتعزيز الثقة في نفوس لاعبيه لتصحيح وإصلاح ما يمكن سيما وأن الجميع قد بذل ما بوسعه ومرحبة في الوقت نفسه بالضيوف الكرام الذين يتدفقون اليوم على محافظة عدن