لأننا نحب الموت كثيراً تجده حاضراً في كل مفرداتنا اليومية حتى وإن كانت عادية جداً وليس متعلقة بجملة "أحبك موت" و"طعمه حالي موت" و"جعلني أموت" ، وهذا ليس بغريب بحكم ارتباط حياتنا السياسية اليومية بشكل كبير فوق ما يتوقعه أكبر الديمقراطين في العالم..
ولأن الموت بالنسبة لنا أمنية كل مواطن سلبت منه أحلامه البسيطة.. فهذا ما يجعل الموت مرتبطاً حتى بتشجيعنا للمنتخب الوطني والذي سقط في فخ الغباء الذي اعتمده "ستريشكو" والجهل الذي طغى على المناسبة بحد ذاتها.. من خلال مليارات صرفت في بعض المشاريع الصغيرة ومليارات ذهبت إلى أصحاب الجيوب ولم يكن هناك أي تغيير.. الحمدلله أنه لم يكن هناك تغيير لأننا نخاف من التغيير كثيراً ، وهو ليس موقع "التغيير نت" أو تغيير رنج البيت أو الفراش ، ولكن هو تغيير آخر كنت أتوقع فقط غياب حتى بعض الأسماء التي كتبت أوبريت الحفل واللحن والإيقاع والمغنيين والملحنين والمطبلين وللأسف حتى المستمعين.
ليس بغريب أن نعيد نفس الكرّة في كل مرّة ونتوقع نتائج سيئة أو نحصل عليها قبل أن حتى.. نتوقع والسبب أن التغيير في حياتنا شيء غير وارد إطلاقا .
إذن هناك عدة أسباب تحتاج للطرح وأعتقد أولها الأستاذ "ستريشكو" والذي كان بالأمس مخدّراً بدون تفذيحة ولو أنها غابت أيضاً عن اللاعبين وإلا لكانت النتيجة أفضل حالا وعلى الأقل كانت واحد أو إثنين ، السيد "ستريشكو" بالأمس أعتقد أنه كان زعلاناً على اللاعبين المجنسين الأفارقة أو أنه زعلان منهم.. وهذا في كل الحالات سوى مشكلة وخلاه يطرح "علي النونو" وحيداً في المقدمة ، ولو كان دفع "بأكرم الصلوي" إلى جانبه أو حتى طلب واحد من لاعبي الحارة يسنده لكان الحال أفضل والدليل أن الشوط الأول كان أكثر روعة وإثارة ومتعة وفرصة التعادل كانت كبيرة جدا ولكن هو عمل زيادة تأمين الوسط فخسر الكل.
اليوم وبعد مباراة الأمس ستجد الكثير يقول الكل فاشل ويبدأ في طرح البلاوي والمشاكل والانتقادات وكأنه سلطان زمانه.. ولا أحد يفهم سواه وهم الكثير ممن يجيدون استغلال الفرص والإصطياد في المياه العكرة وفي الوقت الغير مناسب.
ثم ماذا ؟؟ لا تستغربوا فالنتيجة من ناحية ـ إيجابية فالأشقاء السعوديون في آخر مشاركة لنا في خليجي 19 هزمونا 6/0 وبالأمس كانت 4/0 وهذا جميل أي أنه وبعد 18سنة إن كتب الله لنا عمراً سيأتي خليجي ـ الله أعلم متى ـ وحينها سيهزمونا فقط 2/0 وانظروا الجانب المشرق .
إذاً ماهو الحل ولا زلنا في البطولة؟.. لا يكفي فقط تجنيس ثلاثة لاعبين ، وأعتقد أنه يتوجب علينا تجنيس المدرب من أجل أن يتعلم اليمن في قلوبنا أو جيوبنا ، وتجنيس باقي لاعبي المنتخب من كل الجنسيات من أجل أن يكون الوطن العربي في جيوبنا ، وأن نقوم بتجنيس الجمهور من باب الإحتياط واستيراد رئيس للاتحاد ووزير للشباب والرياضة أو على الأقل ما رأيكم نخليه برع "خليجي20" وعلى الأقل هذا مانجيده ونستطيع المشاركة والمنافسة بقوة .
سؤال للمدرب القدير "ستريشكو" ، لماذا خاض الحارس/ ابراهيم عياش أربع مباريات إعدادية قبل المشاركة ؟ هل من أجل أن يوصي بالخلافة لمن هو أكبر منه سناً وعمراً وجسماً واحترافاً و...إلخ.
هل تعتقد أن للجمهور اليمني حق في أن يقول لمسؤوليه: كفاية ؟ وإلا فحق التغيير مرفوض كما هو الحال حتى في المجالس المحلية أو في المباشر التابع للبوفية اللي جنب البيت ، وجني تعرفه أحسن من إنسي ماتعرفوش ، مع العلم أننا لم نعرف سوى الجن طوال حياتنا .
الأحبة / جمهور الأحمر الكبير ، لا ندري ما هو الحل ؟ هل نستعين بالعوبلي كما استعان به نسيم حامد ؟ أم نتوجه إلى أساليب الهند لكي نفرح مرة واحدة بحياتنا ، وهل هو مكتوب علينا فقط الخسارة مدى الحياة دون تسجيل النصر سوى على دولة منتخب حارات صنعاء القديمة أو منتخب حافات الشيخ عثمان ، عشان يقولوا لا تنكر أننا فزنا ولعبنا وعملنا وفعلنا وأكلنا وشربنا .
هل سيتحول "خليجي 20" إلى نقطة تضاف الى سجلات الحزن في حياتنا ؟ أم هل سيكون القادم أفضل؟ ولو أنني لا أتوقع أن يكون هناك أي تغيير لأنني قلت لكم مسبقاً: التغيير ممنوع ـ ممنوع ممنوع لأننا موحدون والحمدلله ـ فنحن على رب واحد ودين واحد ولغة واحدة ومصير واحد ووطن واحد وراعي واحد منذ الولادة وإلى أن نموت ، وبصراحة لا تحلموش .
مرسى القلم :
قلت اتركك وارحل واسافر لي بعيد
ولى من ذكرتك زاد فيني حنيني
اشلون اباقوى وأنت مقدارك يزيد
وعاد الغلا ساكن بروحي وعيني
هذا فؤادي كان في حبك عنيد
ما ادري شنو خلاه يعلن انيني
قلت اتركك ويقول سوّي اللي تريد
أما انأ حسره أفارق ضنيني
اشلون تترك من سرى وسط الوريد.؟
ومنّه رياح الشّوق عطره تجيني
واسمه على التاريخ من ماضي تليد
حاشاه انه من يضيّع سنيني
كل يوم في عمري أحبه من جديد
كنّي من اوّل بادي في شجوني
ولما يعاتب اسمعه يبدأ ويعيد
ولما يفارق أسمعك ترتجيني
اسمع فؤادك والتحسّر ما يفيد
واياك تنطق في المحبة ..اتركيني.
a.mo.h@hotmail.com