على غير العادة يجيبك أحد موظفي أحد البنوك اليمنية بطريقة تفتقد إلى أبسط مقومات الأخلاق ، وهذا كله عبر الهاتف دون أن
ينظر إليك حتى أو يتعرف إلى شكلك أو حتى يستطيع تقيم مستواك الاجتماعي من خلال ما تلبسه أو غير ذلك، كما هي الحكمة
الفرنسية الشهيرة ( تعرّف على مستوى معيشة الشخص الاجتماعية من خلال حذائه) وبالطبع ليس حتى عن طريق حق
القات وحق عيال هادي وغيرهم ، والأكثر غرابة حين يقفل السماعة بوجهك وكأنه يقول لك لا تزعجناش!!!
تتجه مباشرة إلى أحد فروع ذلك البنك بالعاصمة صنعاء كأفضل فروع البنك في العاصمة صنعاء من خلال أن المبنى جديد
والموظفين قديمين جدا ولا تدري من أين تبدأ ، وحالما تقف عند أحد موظفي الحوالات الشخصية تجد العجب.
وهذا السبب بأنه أصبح رجلا مهما ولا يكاد يترك هاتفه النقال من إذنه لأنه مشغول بالاتصال وطبعا ستجدون اكبر نكتة في
التاريخ من خلال الاطلاع على رقم الحوالة التي جئت من اجلها ويرد عليك هذا الموظف أن الحوالة قد وصلت ولكن لم تتثبت.
ولا تدري كيف تتثبت هل على القول الثابت من اجل نطق الشهادتين أم على ثبات الخطى وعلى طريقة واثق الخطوة يمشى ملكا ،
وبالطبع الإجابة عادية ارجع بعدين يعني العصر ، وكأن الناس ومشاغلهم ومصالحهم لعبة في أيدي البعض وكأنك تقف على الباب
لتطلب منهم عشرة ريال "لله يا محسنين"، ولو أن المتسولين لا يستطيعون الاقتراب من الأبواب الأوتوماتيكية بسبب وجود
اثنين من الأبطال الاشاوسة على باب هذا البنك وكما هو الحال في كل بنوك بلاد اليمن ، وبالرغم من هذا كله تجد الفضول يقتل
الجميع.
تمنيت حقا أن تكون خدمات البنك أكثر رقيا ، وبل وأخلاق العاملين فيه أكثر ايجابية من خلال تعاملهم مع العملاء بدلا من أن يقسم
أحدهم على عدم دخول هذا البنك مدى الحياة ، وكذا تمنيت أن يصلحوا حتى آلة التصوير المعطلة بجوارهم بدلا من أن يذهب
العميل ليصور البطاقة بنفسه والغريب أكثر يا أخي انك لست سوى عميل ومطلوب من أي مكان عمل أن يحافظ على عملائه بكل
الطرق وليس بـ"الزنط والنخط والخرط على شيء ما يستاهلش".
من منكم ينسى قبل ست سنوات أو أكثر حينما كان خليجي 18 في الإمارات وحينها قام البنك ذاته بعمل دعاية قوية عبر شاشة
دبي الرياضية وتخيلوا نصف دقيقة بعشرين ألف دولار ، وفي مباراة واحدة يعود الإعلان أكثر من خمس مرات أي ما يساوي
أكثر من مائة ألف دولار في مباراة واحدة وبالمقابل يظل موظفوه آنذاك ينتظرون صرف الرواتب لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر بسبب
أن هناك عجز، لأن البنك عمل دعاية عبر دبي الرياضية ، وعادي الفلوس كثير وما ندري وين نوديها.
من خلال التعامل أيضاً لا ندري هل كل مواطن يلقى هذه المعاملة من كل موظف مرت عليه أكثر من ثلاث سنوات ولو كان
موظف خدمة عملاء وليس مدير أو ليس من أصحاب المناصب التي تخولهم أن يصبحوا من مالكي الأسهم والمساهمين ، هو فقط
مجرد موظف صغير اعتقد أن راتبه لا يصل إلى مائتي دولار في الشهر.
وللعلم أن كل مايكون أقل من مائة ريال هو ليس في الحسبان، لأنه حق الموظف وعلى الله يجي آخر اليوم وقد جمع له حق
التخزينة على اقل تقدير ، هذا إن كان هناك كثير من العملاء الذين يعاملهم بكل تكبر.
أتمنى من إدارة ذلك البنك النظر فيما طرحته من أجل استمرار تقديم الخدمات للعملاء وعني أنا شخصيا فقد قررت عدم الذهاب
إلى هناك مطلقا ولو لأي غرض حتى إن كان لزيارة أحد الأصدقاء.
ويكفي أن شركات الصرافة والحوالات منتشرة في كل عموم أنحاء الجمهورية ولا أفضل من خدمات إحدى تلك الشركات
المعروفة ولطافة موظفيه في كل الفروع وفي كل المناطق وكذا سرعة التعامل وحتى أننا نمتدح أحياناً بعضهم لجمال أخلاقه ولو
عبر الهاتف ، وعلى الأقل ما يقفلش الخط بوجهك وألا يقول لك ارجع بالعصر لوما أكون قد خزنت وجمعت دومان واقدر أبسر
لك ما تشتي ، وكأن المسالة بهذه الأهمية ولم يتبقى إلا إن يجتمع له البرلمان بالفترة المسائية من أجل أن يحضر للتخزين
والحصول على بدل تخزين وبدل هلس وشطحات ، وكما هو الحاصل عندنا.
أخيرا وليس بآخرا انتظروا فعاليات خليجي 20 ولا تستغربوا أن كان البنك المذكور سابقاً سيقوم بالإعلان ولكن هذه المرة
سيكونون أكثر ذكاء لان البطولة عندنا ولازم نخلي أبو ظبي الرياضية تتعاون معانا أكثر وبما إننا والمسؤولين هناك (عنوقع
خبره) فأكيد المستحقات لن تصرف إلا بعد خمس سنوات ويمكن أكثر.
مرسى القلم /
الحاجة للناس
الحاجة للناس ذلّه *** والحاجة لله طاعة
واللي توكـّل بخلـّه***ما نال بالخير ساعة
لو تشتكي أي علـّه *** ما تلقى فيهم مناعة
وان طحت مرّه بزلـّه***ما في البشر استطاعه
لو كثر مالك وقلـّه *** يعطيك حق الشفاعة
ما كان مثلك محلـّه *** محتار بين البضاعة
هالقلب منهو يدلّه***ويصون أغلا وداعه
والشرع في خير ملــّه *** منه الرضا والقناعة.
a.mo.h@hotmail.com