ناحية في هذا الأشهر المتتالية التي اختلطت بها مناسبات دينية بأخرى وطنية، أعياد تأتي بعد أعياد مضت، أتت على كل مدخرات من ذوي الدخل المحدود لتغدوا تلك الأعياد هماً ثقيلاً بثقل تبعاتها من عسل وحلوى إلى كسوى الأطفال والأضحيات لنجبر على توزيع الابتسامة على كل من حولنا أقارب أو جيران.. ابتسامة زائفة مؤقتة تزول بزوال آخر أيام العيد الذي من المفروض أن يكون سعيداً.. لكن ومع كل ذلك هناك من الناس من يستطيع أن يصنع سعادة حقيقية وابتسامة على وجوه الصغار.. من الناس من يستطيعون إدخال الفرح والسرور على بيوت لا تعرفها، وهؤلاء هم المحظوظون الذين أنعم الله عليهم بالمال، المال الذي قد يكون صاحبه تعيسا لا يستطيع أن يفرح به فقد حرمه المرض من ألذ الطعام أو من الحركة.. فابتلاه الله بثروة يستطيع إنفاق الجزء اليسير كقطرة من بحر ليمنح السعادة لأناس مثله ابتلاهم الله بفقر مدقع، ليضع كل منا نفسه مكان أولئك المعدمين وأصحاب الحاجة، هل يستطيع أن يصم أذانه ويعصب عينيه فلا يسمع ولا يرى أطفال وهم يبكون انتظاراً لكسوة العيد وطعام العيد..؟ ثم كيف لك أن تنعم بكثير من الطعام وغالي الكساء أنت ومن تعولهم وجيرانك يعانون ويتضورون جوعاً..؟ وإن كان الغلاء وسوء الحال قد أوصلنا إلى هذا الحال فهل نزع الله الرحمة والشفقة من قلوبنا لنغدو كأحجار صماء لا تتأثر..؟ قد يكون هناك من ينفق ويقوم بواجبه لنشد على يده ونقول له بارك الله لك في مالك وعيالك وأدخل الفرحة على قلبك وقلوب أسرتكما أسعدت أولئك الفقراء.. وهناك الشحيح البخيل الذي يكنز ما يجمع في شره ونهم لا حدود لطمعه ولا يعرف الرحمة والشفقة، تقول له قدم لأخرتك وأشتري مرضاة الله وتصدق ليحل الخير والبركة في مالك ويحسن في الآخرة استقبالك في دار الخلود أما الدنيا فزائلة وزائل من عليها وأنت ومالك وما يدريك لعل الله ينتزعه منك انتزاعاً وبين عشية وضحاها تجد نفسك تسأل الناس.. ودعوة أخيرة لكل من معه فضل مال فليجد به على من لا مال له ليعود العيد على الجميع فرحة وسعادة.
شهاب عبدالجليل الحمادي
بأي حال عدت يا عيد..؟! 1470