منذ النزول الكبير والذي تعرض له الدولار في منتصف شهر رمضان المبارك والى الآن ولا يزال هو في مكانه بل وليس عند215ريالا فحسب بل ينخفض أحياناً إلى 214ريال يمني ، ورغم هذا الاستقرار الذي جاء نتيجة القدرة على احتواء ارتفاعه والمحافظة على استقراره كما يقول بعض مسؤولينا الأكارم ولا يعلمون حقا أن هذا الاستقرار اعتقد من وجهة نظري جاء جراء الجرعة السعرية في زيادة قيمة استهلاك المواطن وهي جرعة غير معلنة ولكنها مكتوبة ومقرة شهريا وبرفقتها مقص الكهرباء وسيارات الكهرباء ورجال الكهرباء مع سلالمهم والتي لا تقبل النقاش إلا بألفين وخمسين ريال "عشان ما يفصلوش الخط" ، وهذا من جهة أما من جهة أخرى فان فواتير المياه أصبحت كل يوم تزداد مأساوية وكل يوم نسمع أن فلان كانت تأتيه الفاتورة بكذا وجاءت بإضعاف مضاعفة تفوق حدود أعلى التوقعات من اكبر متشائم ومن كان يدفع ألف وخمسمائة أصبح الآن يدفع ما يقارب تسعة آلاف ريال ولا أحد يدري ما السبب وإذا ذهب أحدهم إلى أحد المكاتب وقام بالصياح والمراجعة يقوم أقرب مسؤول بتخفض الفاتورة وكأن الأمر شخصي وهذا ما يجعله مهزلة بحق في الاستهتار بكل ما هو حق عام وإلا لو كان حق فلماذا يقوم أصغر مدير إدارة يقوم بالتخفيض ومن أعطاه الحق وهل كل المواطنين سيذهبون للشكوى وسيحصلون على تخفيض ؟؟؟َ
ولعل العيد يقترب ونحن ننشغل بأموره لنحاول أن نبتعد ولو قليلا عن المشاكل التي نعايشها يوميا والقضايا التي ترسم الصعوبات في حياتنا ولكن لا نسمع من يجيب ولا نجد من يقول حتى لماذا وكل مرة تجد الحكومة الرشيدة تقوم بالتصرف على هواها والشعب المسكين المغلوب على أمره ينتظر قرارات لجنة الحوار والمتحاورين وهم يقومون بالبروفات الأخيرة للمسرحية التي لم تعد تخفى على أحد ،بل والخلاف والاختلاف بين أطراف الحوار حول المقاعد المخصصة وحول المناصب والتسمية وحول الأمور الشكلية وصدقوني لا احد يهتم بقضايا المواطن لأنهم كلهم يبحثون فقط عن المصالح الشخصية ، ولعل ما ذكره الدكتور كمال البعداني هنا على صفحات "أخبار اليوم" لا يزال عالقا في ذهني إذ أن الحاكم والمعارضة يرسمون فصول المهزلة باختلافاتهم الشخصية ويتكلمون حول الانتخابات من الآن لكي ينشغل الرأي العام وينسى حتى قوت يومه ويبحث عن الديمقراطية ولو على لحم بطنه .
وفي حديث ودي كان بيني وبين أحد أعضاء البرلمان في مجلس اخوي بدون رسميات ولا روتين تعارف ولا شيء من هذا جلست أحدثه عن بعض الأمور واستمع له في كثير الأمور ولكن فجأة تبادر إلى ذهني سؤال وعلى الفور قلت له:
سألتكم بالله هل عادكم في مجلس النواب تتكلمون عن غلاء الأسعار أو حتى تتطرقون له ولو من باب الكلام العادي والخبر بين الأعضاء الزملاء؟
فأجابني على الفور : بالطبع نتحدث عندما تنوي الحكومة القيام بجرعة زيادة في الأسعار وعلى هذا الأساس فنحن نحاول ألا نتطرق له لأننا في كل مرة نناقش مثل هذا الأمر، نجد ارتفاع وبإقرار من الحكومة .
وبعد استغرابي لكلامه وتمعني فيه والله إني قلت في نفسي لقد صدق لأننا في هذا المجتمع نأخذ عكس الأمور وكل شيء يأتي بالمقلوب ولا تستغرب حين تشتكي احدهم فيتم تعينه في منصب أعلى أو اكبر مما كان فيه ولا ادري إلى أي منطق يستند المعنيون في هذا ؟؟َ!!
وبالرغم من استقرار الدولار منذ شهر رمضان المبارك إلى الآن إلا أن الأسعار لم تستقر أبدا في يوم من الأيام وكل صاحب دكان له مزاجه وقوانين وجرعته وزيادته وكالعادة اتحدا أحدكم أن يسال عن صنف واحد في أكثر من ثلاثة محلات ويجده بنفس السعر وان حاول أن يستفسر انه وجده في مكان ما بأقل من هذا تجد تبرير البائع بان هذيك النوعية مش الأصلي وكل اللي عندنا ما شاء الله وارد الصين ولا ادري على من نضحك و يضحك بعضنا على بعض أم يضحك الكل على الكل أم لا احد يضحك على احد وإنما نحن فقط واهمين حين نتطرق إلى قضايا لم تعد تهم احد من المعنيين، وعلى سبيل المثال طرحت في عدة مرات مسالة مياه الكوثر ووجدت بعض أيام تعميم عند أصحاب البقالات والمحالات والمحطات يلزمهم بتسعيرة محددة وتخيلوا طبعا لمدة أسبوع واحد فقط وبعدها ما كان في التعميم بأربعين ريال أصبح بستين ريال ولو ما تشتي براحتك ، وهذا أن كان ماء كوثر وفيه قليلا من الرعاية الصحية وإلا فاغلب أصحاب الدكاكين يضع خزان ويقوم بتعبئته من اقرب وايت ماء واقرب محطة وباع للناس وقال كوثر وبعضهم يبيع ويقول لك مش كوثر ولكن نظيف لأنه من المحطة للوايت للمستهلك للقبر .
مرسى القلم :