;
عفاف عارف الزكري
عفاف عارف الزكري

الطريق نحو مجتمع مسلم "1" 1684

2010-11-09 08:05:21

من البشائر التي تنذر بالخير وتنبئ الأمة الإسلامية بنور ينبثق ليبدد الظلام الذي أسدل أستاره على بقاع وأمصار شاسعة من الأراضي الذي أختاره الله لتكون مهبط لرسالته هي وجود أناس تفردوا بخاصية تميزهم من بين الكثرة الساحقة بأنهم شعروا بشيء يتأجج في نفوس، منعهم من الانجراف نحو التيار الذي لم يسلم منه الكثير من المحسوبين على الإسلام اليوم.

.. هؤلاء الطليعة من البشر لم تغرهم الكثرة ولم يجرفهم التيار، هم رجال ونساء من هذا المجتمع لم تقف أمامهم أي صعوبات أو معوقات لتشل حركتهم وتمنعهم مما أرادوا.. فلم تشغلهم حياتهم الخاصة عن تقديم رسالتهم في إصلاح مجتمعاتهم والنهوض بها نحو الأفضل عندما عرفوا أن نهوض هذه المجتمعات هو ما سيؤدي إلى النهضة بهذه الأمة من جديد ، لقد عرفوا "أهمية إبراز خصائص الإنسان وإعلائها في المجتمع الإنساني" فكانت انطلاقتهم مصداقاً لقول ربهم "إنما المؤمنون أخوة " صدق الله العظيم، فقاموا بالاهتمام بالإنسان كأغلى قيمة في المجتمع وصى بها الدين وجعلها في المراتب الأولى المعنية بالتقدير والاهتمام فمنهم من قام بإنشاء مؤسسات لكفالة الأيتام ومنهم من قام بإنشاء مؤسسات تنموية تشعر الإنسان بقيمته وفائدته فتقوم بتأهيله وتنمية قدراته ليصبح عضواً فعالاً في هذا المجتمع والذي أصبح برغم وجود هذه الثلة من الناس أقرب إلى مجتمع جاهلي منه إلى مجتمع مسلم ولا يوجد تصنيف ثالث للأسف نستطيع أن نتسمى به!!.

"فالمجتمع إما إسلامي ويطبق فيه الإسلام عقيدة ونظاماً وخلقاً وسلوكاً وإما جاهلي لا تحكمه تصورات الإسلام وقيمه وموازينه وخلقه وسلوكه".. ولكي لا يقول أحد أنني أبالغ فلنضرب مثالاً بسيطاً من بين آلاف من الأمثلة: المشاهدة اليوم الشوارع والاكتظاظ بالمتسولين أشكالاً وألواناً كباراً وصغار نساءً ورجال وأيضاً ا لأوساخ وكل أشكاله وألوان القمامة المكدسة والمتناثرة هنا وهناك وإذا وقفنا عند هذه الظاهرة لوجدنا أكبر سبب لوجودها هو أنها وجدت بيئة خصبة في المجتمع والسواد الأعظم فيه لا يهمه مثل هذه الأمور وإذا همه اكتفى بالانتقاد للأوضاع ولكل شيء من حوله ماعدا نفسه حتى وإن كان هو جزء من مشكلة هذا المجتمع بسلبيته، والله سبحانه وتعالى يقول: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.. فهل بعد هذا المثال الواحد يستطيع أحد أن يقول أننا مجتمع مسلم أم نستطيع أن نتسمى بمجتمع مسلم ولكن مع بعض التقصيرات والانحرافات هل نستطيع أن نعرض أنفسنا للخير بمصداقية ووضوح تحت مسمى "مجتمع مسلم ولكن.."

لماذا نريد أن نكون عاراً على الإسلام وهو من أفعالنا بري؟؟ لماذا لا نملك الشجاعة الكافية لنعلن بأننا مجتمع جاهلي ولكننا الآن بدأنا في البحث عن الطريق نحو مجتمع مسلم؟ لماذا الإصرار على تشويه صورة الإسلام؟..إذ لم نستطع أن نطبق أدنى شعب الإيمان وهي "إماطة الأذى عن الطريق" فأصبحنا بأيدينا نلقي الأذى إلى الطريق.. ومن المثال الذي ذكرت استطيع القول بأننا لن نكون مجتمعاً مسلماً إلا حين "تكون إنسانية الإنسان هي القيمة العليا لدينا وموضع التكريم والاعتبار" وتكون الأخلاق الإسلامية التي أتى بها ديننا وتمثلت في شخصية نبينا ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وهي السائدة في المجتمع، حينها نستطيع أن نصبح مجتمعاً مسلماً وليس مقلداً أو منبهراً بالحضارة الغربية اليوم، فتحضرنا لا يكون بالانبهار والإعجاب بالغير وإنما بالتمسك بما نملك ولا يملكه غيرنا وهذا ما أخرنا طوال هذه الحقبة الطويلة من الزمن، الانشغال بالحضارة المادية الغربية والتخلي عن القيم والمبادئ التي أتى بها ديننا والتي من شأنها أن توصلنا إلى تلك الحضارة التي أعجب بها الكثير وسلطت أضوائها على عيون المشغولين بالتصويب نحوها فأعمتهم عماهم مكلفين به من الواجبات التي ترقى بهم إلى قمة الحضارة ليست المادية منها فحسب وإنما حضارة القيم والمثل التي تجعل من الماديات وسيلة للنهوض بالإنسان، ليست الغاية التي يكتفي بها الإنسان كما "تجلى ذلك حقيقة في عهد الجيل المسلم الأول المميز في تاريخ الإسلام كله جيل الصحابة رضوان الله عليهم والذي صنع الله بهم في الأرض ما شاء أن يصنع" والذين استطاعوا أن يغير مجرى التاريخ ويقودوا العالم نحو العزة والكرامة وليس جيل اليوم الذي أختار أن يقاد ولا يقود.

والآن لماذا لا ينضم كل أفراد المجتمع إلى ا لجماعة التي وهبت نفسها لإصلاح هذا المجتمع الذي هو ملك للجميع وبالتالي فهم جميعاً مسؤولون؟

shape3

والجواب هو أن المجتمع قد أنقسم إلى ثلاث فرق:

الأول يريد الإصلاح والرقي

والثاني يكتفي بالتفرج دون أن يفعل شيء

والثالث يحاول التشويش والانتقاد ولم يكتفى بأن يكون متفرجاً، فأراد أن يكون متفرجاً مندداً لمن يحاولوا أن يقدموا خدمة لهذا المجتمع.. فكيف نستطيع أن نكون جميعاً في طريق واحد وهو الطريق نحو بناء مجتمع مسلم؟؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد